رغم الحملات المعاديه والقاسيه التي قادها العلمانيون في تونس ضد حركة النهضه إلا أن الشعب التونسي قال كلمته في الانتخابات واختار هذه الحركة التي يتزعمها الشيخ راشد الغنوشي الذي كان من قادة المعارضه التونسية في المنفى حيث أقام اكثر من عشرين عام في بريطانيا خلال عهد بن علي بعدما حظرت السلطات حركته، وقد تعرض انصار هذه الحركة للقتل والتعذيب والابعاد . فازت حركة النهضة وحازت على أغلبية الأصوات في مشاركة جماهيريه بلغت اكثر من 90% حسب ما ورد عن الهيئة المستقلة للانتخابات ، وقد اشرف على هذه الانتخابات مراقبون دوليون من الاتحاد الاوروبي ومن البرلمانيين العرب ، أفادوا بأن هذه الانتخابات جرت بجو ديمقراطي حر وذو شفافيه عاليه ولا يمكن الطعن بمصداقيتها. إن هذه الانتخابات تعتبر حدث تاريخي تشهده تونس التي بدأت بثورة الربيع ، ربيع العرب الذي اضفى بظلاله الجميلة على حركة النهضة التي خرجت بفوز كبير ، فهذا النصر الكبير لهذه الحركة يمثل انطلاقه جديدة في العالم العربي ويمثل نصراً للاسلام والمسلمين الذين يعملون على تأكيد مفاهيم الإسلام العظيمه التي ترعى حقوق الانسان وترعى قيم العدل والكرامه والحريه والمساواه، هذه المفاهيم العظيمة التي انطلقت منها حركة النهضه عام1981 في تونس تؤتي اليوم أكلها ، فقال الشعب كلمته ، إننا نهنئ الشعب التونسي وحركة النهضة على هذا النجاح ، هذا الشعب الذي ذاق الظلم والاستبداد وتعرض لأبشع انواع الاضطهاد من اعتقال وابعاد وإقصاء على يد المخلوع بن علي ، والذي عانى من الغربه الفكريه التي كادت تودي بهويته الاصيله وتخلعه من جذوره ، هذا الشعب ما كان ليمنح اصواته لحركة النهضه لولا تيقنه بمصداقيتها والإلتزام بشعارها الانتخابي "أوفياء صادقون" أوفياء لبلدهم صادقون مع شعبهم ، صادقون في تأكيدهم على الشراكه بعيداً عن الاقصاء والتفرد. ما كان الشعب التونسي ليمنح اصواته لحركة النهضه الاسلاميه لولا تلاقي خطابهم مع ما كان مخزوناً في جذورهم وموجوداً في فطرتهم " فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" الروم 30 هذا الخطاب وان كان بعيداً لسنوات عن آذانهم الا انه كان موجوداً في قلوبهم ووجدانهم ، إننا متأكدون ان حركة النهضه بفكرها المستنير المنفتح على الآخرين وبمد يدها منذ اللحظه الاولى لكل الشرفاء والأحرار ، أحرار تونس رجالاً ونساءاً سيقودون تونس الى بر الامان سيقودونها الى دولة الديمقراطيه. مرة اخرى هنيئاً للشعب التونسي على اختياره وهنيئاً لحركة النهضه على هذه الثقة الغاليه التي أولاها الشعب لها ، فهذا الفوز الكبير هو رداً على كل الفزّاعين والمُتقَولين والمتَصيدين. نسأل الله العلي العظيم أن يعين كل الشرفاء والمخلصين في حركة النهضه وغيرها على حمل هذه الأمانه المثقله بالتحدياث والصعاب، وصدق الله العظيم القائل"وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" الحج 40