يبدو أن موافقة السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون في تصويت أجري عام 2002 على غزو العراق واللجوء الى استخدام القوة ستظل تطاردها في سباق الرئاسة الامريكية القادمة مهما دافعت عن موقفها ومهما ساقت من مبررات. قد تتقلص هذه المسألة الى مجرد مذكرة لفت نظر قصيرة لهيلاري لكنها قد تتحول أيضا الى حمل ثقيل يعطل مسيرتها الانتخابية الى البيت الابيض وتصبح من القضايا الهامة التي يدور حولها السباق الديمقراطي للفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة لعام 2008 . ورغم الضغوط التي مارسها عليها ديمقراطيون معارضون لحرب العراق رفضت هيلاري الاعتذار عن تصويتها في مجلس الشيوخ بإجازة استخدام القوة في العراق او الاعتراف بأنه كان خطأ من جانبها. وتقول في المقابل ان الخطأ هو ما ارتكبه الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش. وقالت هيلاري لجموع من الناخبين انها لم تكن ستصوت بالموافقة على استخدام القوة في العراق اذا علمت حينها ما تعلمه الان. وتضيف أنها كانت تعني بتصويتها هذا التفويض بإعادة مفتشي الاممالمتحدة للعراق لا شن حرب وقائية. ورغم ان سناتور نيويورك الديمقراطية والسيدة الامريكية الاولى السابقة زوجة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون أصبحت من أشد منتقدي الحرب ووعدت بانهائها اذا فازت بالرئاسة الا انها لا تستطيع تفادي تساؤلات محرجة عن تصويتها في هذا الاقتراع او ان تضع الامر برمته وراء ظهرها. وتفجرت المسألة مجددا حين انتقد المنتج ديفيد جيفين قطب هوليوود هيلاري لرفضها الاعتراف بخطأها في ذلك الاقتراع وحين قارن جون ادواردز منافسها الديمقراطي بين موقفها هذا وعناد بوش في رفضه الاعتراف بخطأه في العراق. ويدور السؤال الذي لن تعرف اجابته الا بعد الانتخابات حول ما اذا كان الناخبون الامريكيون سيشككون في نهاية المطاف في حكم هيلاري أم انهم سيكبرون لها ثباتها على الموقف. ويقول مساعدو هيلاري ومؤيدوها إن هذه المسألة أخذت حجما أكبر مما تستحق وان غالبية الناخبين يتطلعون الى الامام لاستشراف المستقبل. لكن دين ستروذر مستشار الحزب الديمقراطي يقول "اليسار في حزبنا لن يأذن لها بالمرور الى أن تقر بأنها أخطأت." وحرص زعماء ديمقراطيون اخرون يطمحون الى خوض سباق الرئاسة باسم الحزب الديمقراطي وصولا الى البيت الابيض على الاعتذار عن تصويتهم في مجلس الشيوخ بالموافقة على استخدام القوة في العراق وهم ادواردز وهو سناتور سابق من نورث كارولاينا والسناتور كريس دود من كونيتيكت والسناتور جوزيف بايدن من ديلاوير. ويرى واضعو استراتيجيات الحزب الديمقراطي انه كلما طال الجدل حول هذه المسألة كلما تضررت هيلاري أكثر وتأثرت فرصها بالعودة مرة أخرى الى البيت الابيض لا كسيدة أولى بل كأول رئيسة للولايات المتحدة.