وصلت إلى العاصمة السورية دمشق اليوم اللجنة الوزارية العربية التي تضم وزراء خارجية قطر ومصر وسلطنة عمان والجزائر والسودان والجامعة العربية للقاء الرئيس "بشار الأسد" في إطار الجهود العربية لحل الأزمة السورية. وقال حسن عبد العظيم منسق قوى المعارضة لبي بي سي بأن اللجنة لن تلتقي أيا من اطراف المعارضة معتبرا ذلك امرا غير مقبول مطالبا اللجنة بالالتزام بقرار الجامعة لحل الأزمة. في غضون ذلك دعت المعارضة السورية إلى اضراب عام في البلاد تضامنا مع بلدات وقرى حوران التي اعلنت اضرابا منذ خمسة ايام وقد وزعت منشورات في بعض شوارع حمص تحمل اسم «تنسيقيات شباب حمص» تدعو إلى الإضراب تزامناً مع وصول وفد الجامعة العربية. واستجابت مدن سورية مختلفة للدعوة إلى الإضراب التي وجهتها هيئة تنسيقيات الثورة بمناسبة زيارة وفد الجامعة العربية المرتقبة اليوم الأربعاء إلى سوريا. ففي البوكمال و حوران وحرستا وإدلب وسراقب وكفر عميم لوحظ إغلاق المحال التجارية المنتشرة في المدينة استجابة للدعوة، وكذا الحال في دير بعلبة التابعة لحمص. وفي دير بعلبة أيضا قال شهود عيان إن القوات الأمنية دكت منازل السكان في الحي الجنوبي بالقذائف، وأطلقت النار عشوائيا في شوارع البلدة. وأفادت الأنباء من حمص أن كتائب أمنية و عصابات للشبيحة أطلقت الرصاص على المنازل لإرهاب الأهالي و إجبارهم على فتح محلاتهم بعد الإضراب العام الذي شمل غالبية المدينة. وفي حماة خرجت مظاهرة حاشدة في حي الصابونية شارك فيها العديد من طلاب المدارس، لتدخل المصفحات إلى الحي الصابونية في محاولة لتفريق التظاهرات. أما حرستا فأفادت الأنباء أن قوات المخابرات الجوية شنت منذ صبيحة اليوم حملة مداهمات على منازل المواطنين، في ظل انتشار كثيف للأمن والشبيحة وقوات من الفرقة الرابعة منعاً لخروج أي تظاهرة في المدينة. وفي الطيبة بحوران شل الإضراب العام حركة البلدة، وكذلك قام الأهالي بإغلاق جميع الطرق الرئيسية. ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ، أن تسعة عسكريين سوريين بينهم ضابط قتلوا في هجوم على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد .. إلى ذلك ، سقط أكثر من ثمانية قتلى في مختلف أنحاء سوريا اليوم، منهم طفلة تبلغ سنة ونصف السنة من عمرها في حمص. وجاءت الدعوة للإضراب بالتزامن مع الزيارة المرتقبة لوفد الجامعة العربية اليوم إلى سوريا. واعتبر المجلس الوطني السوري أن المبادرة العربية تساوي بين الضحية والجلاد وفق تصريح له، وأضاف أن المبادرة تعطي مهلة أخرى للنظام السوري كي يسفك المزيد من الدماء كما حمّل المجلس الجامعة العربية مسؤولية أمن الشعب السوري. وقال المجلس في بيان له أمس إنه "يدعو جميع أبناء الشعب في المحافظات والمدن والقرى السورية كافة إلى مشاركة إخوانهم في درعا وحمص ودير الزور، وغيرها من المناطق من خلال إعلان الإضراب العام يوم الأربعاء 26 أكتوبر". وأكد البيان أن هذا الإضراب -الذي جاء احتجاجاً على ما وصفه بالوسائل الوحشية التي يستخدمها النظام ضد المحتجين- سيكون "مقدمة لإضرابات أشمل وأكبر، وصولا إلى العصيان المدني القادر على إسقاط النظام بالقوى الذاتية للشعب السوري". كما طالب المجلس بتدخل عربي ودولي بشكل فوري لحماية المدنيين، رافضا أي حوار مع النظام ما دام يواصل حملته العسكرية ضد المتظاهرين المسالمين، على حد تعبيره". وفي المقابل خرجت مسيرات مؤيدة للنظام السوري إلى ساحة الامويين في العاصمة دمشق. وبث التلفزيون السوري صورا لمتظاهرين يرفعون أعلاما ولافتات ترفض التدخل الخارجي في الشأن السوري، وكذلك تشيد بمواقف روسيا والصين الداعمة للنظام السوري والتي أفشلت قرارا كان من المحتمل صدوره من مجلس الأمن يندد بالقمع الذي يستهدف المحتجين المدنيين. ومن جانبهم وجه برلمانيون أمريكيون رسالة الى السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس تؤكد على ضرورة قيام مجلس الأمن الدولي بتكليف المحكمة الجنائية الدولية النظر في أعمال العنف التي ترتكب في سوريا ضد معارضي النظام. وندد البرلمانيون خصوصا باستعمال الحكومة السورية "قناصة مقنعين" وكذلك "قصف الأحياء السكنية والقيام بعمليات إخفاء وتعذيب". وطلب هؤلاء من سوزان رايس مواصلة جهودها في الأممالمتحدة للتوصل في مجلس الأمن على إدانة سوريا. ويأتي نشر هذه الرسالة بعيد أيام من مغادرة السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد لأسباب تتعلق ب"تهديدات على أمنه الشخصي" ومن جانبها انتقدت وزارة الصحة السورية تقريراً لمنظمة العفو الدولية اتهم فيه الحكومة السورية بتحويل المستشفيات العامة إلى "أدوات للتعذيب والقمع" واعتبرت الاتهامات "باطلة". واعتبرت وزارة الصحة، أن الاتهامات التي أوردها تقرير منظمة العفو الدولية حول عمل بعض المستشفيات الوطنية في مدينتي حمص وبانياس وفقاً لما تناقلته بعض وكالات الأنباء "اتهامات باطلة ومليئة بالمغالطات والافتراءات". واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أمس الثلاثاء، الحكومة السورية، بتحويل المستشفيات العامة إلى "أدوات للتعذيب والقمع"، في سعيها للقضاء على المعارضة وملاحقتها. وقالت المنظمة في تقرير، إن المصابين في أربعة مستشفيات سورية حكومية على الأقل تعرضوا للتعذيب وأنواع أخرى من سوء المعاملة، وإن بعض أفراد الطواقم الطبية وغير الطبية ساهموا في تلك الانتهاكات. وميدانيا، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بمقتل 7 أشخاص 5 منهم في حمص، فيما قُتل اثنان آخران في محافظة إدلب شمال البلاد أمس الثلاثاء. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مظاهرات مسائية خرجت في مدن وبلدات وقرى إدلب ومعرة النعمان وكفرنبل وبسقلا وسرمين وكفر يحمول وحزانو وبنش تطالب بإسقاط النظام وتتوعد الرئيس السوري بأن دوره بعد القذافي، رغم التواجد الأمني والعسكري الذي يهيمن على المحافظة. وفي محافظة حماة أصيب ستة أطفال بجراح إثر إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن لتفريق مظاهرة خرجت مساء أمس الثلاثاء في قرية الحواش بسهل الغاب، التي سُمعت فيها أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف حسب المرصد السوري. وأضاف المرصد أن مظاهرات مسائية عديدة شهدتها معظم أحياء حمص رغم التضييق الأمني وحصار بعض الأحياء، في وقت استمر فيه قصف بعض الأحياء بالأسلحة الثقيلة، ما خلّف 5 قتلى من المدنيين. وفي مدينة بانياس الساحلية قام الأمن بملاحقة طلاب وطالبات شاركوا في مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام، واعتقل خمسة منهم. وخرجت هذه المظاهرات رغم الحصار الذي فرضته قوات الأمن على مدارس المدينة، لمنع خروج المظاهرات الطلابية التي تزايدت منذ بداية الشهر الجاري في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس والقرى المجاورة لها. كما هاجمت قوات الأمن مظاهرة طلابية في مدينة دوما بريف دمشق، وفرقتها باستخدام الغاز المسيل للدموع حسب لجان تنسيق محلية. وفي حي القدم التابع لمدينة دمشق، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن اعتقال عشرة طلاب خرجوا في مظاهرة من مدرسة ابتدائية في الحي. وأفادت الهيئة العامة بأن قوات الأمن والشبيحة وموالين للنظام، اعتدوا بالضرب والطعن بالسكاكين على عشرات المحتجين، بعد خروج العشرات في مظاهرة بسوق الحميدية وسط العاصمة دمشق بعد ظهر أمس.