قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأحد، نقلاً عن ستيف بانون، كبير مستشاري الشئون الإستراتيجي السابق، ومساعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والذي كان يوصف ب"عقله المفكر والمدبر"، أن ما تسمي خطة السلام التي يتبعها "ترامب"، لإنهاء القضية الفلسطينية، والتي يصفونها بالصراع الفلسطيني - الصهيوني، تقضي بتسليم الضفة الغربية للحكومة الأردنية، بينما سيخضع قطاع غزة لإدارة النظام المصري، على حد زعمه. وكشفت مقتطفات من الكتاب المثير للجدل، تحت عنوان "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" للصحفي الأمريكي مايكل وولف، والذي يحوي على اعترافات خطيرة ل ستيف بانون بشأن ما يعرف بصفقة القرن. وأوضح المؤلف أن "بانون" هو من أدلي بهذا الاقتراح لترامب، لإنهاء القضية الفلسطينية من جذورها، حيث قال له بالنص: "دع الأردن تأخذ الضفة الغربية، والسماح لمصر تأخذ غزة، ليحاولا التعامل معهما وسكانهما، أو الغرق في إداراتهما معًا". كما أفادت تقارير إعلامية بأن "ترامب" أخبر عدة أشخاص أن صهره ونائبه، جاريد كوشنر، مؤهل للتعامل مع قضية السلام الإسرائيلي الفلسطيني لأن "كوشنر يعرف كل المحتالين في إسرائيل". وبصرف النظر عن مزيد من التفاصيل الشخصية التي يحويها الكتاب، عن عادات "ترامب" وعلاقته مع زوجته وأبنائه، احتوى أيضًا على دقائق من المحادثات الرئيس الأمريكي، برفقة نوابه حول عدة قضايا لا تزال موضع نقاش ساخن في المنطقة. وفي السياق ذاته، كشف الكاتب عن تفاصيل ما أجراه في أول عشاء لترامب في البيت الأبيض بعد تنصيبه، إذ ضم العشاء عددًا من الشخصيات الإعلامية والروسية الهامة، وعلى هذه المائدة، قدّم "بانون" خطة البيت الأبيض لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال "بانون"، لضيوف العشاء الستة، أحدهم محامٍ روسي شهير، والذي اعتبر حضوره خيانة وطنية، إن"ترامب يعمل على الخطة، والتي هي خطته في الأصل"، "أولاً نعمل على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الخطوة التي تحظي بدعم كلا من "نتنياهو" والملياردير شلدون أديلسون، وهذا لأننا نعرف أين نحن ذاهبون". وزعم بانون، أن "فكرته العبقرية" هذه "ستجنب إسرائيل تقديم تنازلات للسلطة الفلسطينية وإنشاء دولة فلسطينية" وأنها ستكون ضمن خطة سلام "ترامب"، التي يحاول فرضها بنهاية 2018. في المقابل، يثار جدل كبير حول هذه الخطة، التي وصفت ب"صفقة القرن"، والتي تردد أن ترامب و صهره جاريد كوشنر حاولا فرضها على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عبر وساطة عربية. وكشف "بانون"، عن أن الخطة تحظى بدعم من رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والملياردير الجمهوري الأمريكي شلدون أدلسون، الذي منح 25 مليون دولار لحملة ترامب الرئاسية مقابل التعهد بنقل سفارة الولاياتالمتحدة من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، وهو ما قام به ترامب.