"يا دبلة الخطوبة، عقبالنا كلنا"... هذا قبل الزواج. أما بعده، فسرعان ما يلجأ بعض الأزواج إلى خلع الدبلة، مّما يسبب الإزعاج لبعض الزوجات لإعتقادهنّ أنّ الهدف الأساسي من ذلك هو إخفاء إرتباطهم فيتصرفون "كما تظن الزوجة" بلا حسيب ولا رقيب. ولكن ما هي قصة هذا الخاتم؟ ولماذا يضعه الأزواج؟ القديم المتوارث في البداية، كانوا يضعون خاتماً حديدياً في الإصبع كونه يرمز إلى الكمال (الدائرة رمز الكمال) وهذا يعني أنّ الشخص المتزوج مكتمل الحياة، فيقال إنّ الرجل لا يكتمل إلا بالمرأة والمرأة لا تكتمل إلا بالرجل. ليس هذا فقط، فقد كانت هذه العادة ترمز إلى ما كان يعرف لدى القبائل القديمة بملكية الرجل للمرأة. لذلك، كان يوضع قيد من الحديد في يدها أو رجلها كدليل على أنّها ملك لرجل وليست سائبة، خصوصاً أنّ الزواج لدى القبائل البدائية كان قائماً على أساس إختطاف المرأة من جماعة أخرى. أمّا سبب وضع الدبلة في الإصبع الرابع (البنصر) من اليد اليسرى، فيعود إلى إعتقاد قدماء اليونان أنّ هناك عرقاً خاصاً يمرّ من هذا المكان إلى القلب مباشرةً. ولذلك كان دليلاً على إمتلاك القلب من قبل شخص آخر. إحصاءات وأرقام أكّدت إحدى الاحصاءات البريطانية أنّ %1 من حالات الطلاق في العالم تحدث بسبب عدم وضع أحد الزوجين لخاتم الخطوبة في إصبعه، وأن أكثر من %5 من المشاجرات الزوجية تشتعل نتيجة لهذا السبب. كما أشارت إلى أن نسبة الرجال الذين يرفضون الخاتم في فرنسا تصل إلى %50 وتنخفض في بريطانيا إلى %29. الأمر لا يختلف في وطننا العربي. إذ أكدت دراسة جامعية حديثة أن %20 من الأزواج المصريين يرفضون وضع خاتم الخطوبة في أصابعهم، بينما يرى %6 من الزوجات أنّ لا ضرورة لوضعه. شكوك وحلول بعضهم الرجال يتحجّج بأنّه نسي وضع الخاتم أو أنه يسبّب الحساسية أو ربما أصبح ضيقاً، فيما يفضل آخرون أشياء أخرى للتعبير عن إخلاصهم كوضع ساعة ثمينة (أهدتها الزوجة لزوجها). أسباب وحجج كثيرة لا تقنع معظم النساء وتكاد المشاكل الناتجة عن عدم وضع هذا الخاتم لا تنتهي. في هذا الإطار، ينصح علماء النفس والإجتماع الزوجة بمساعدة زوجها برفق للتدرب على وضع الدبلة والتعامل معها، ليبقى الزواج بالتالي إرتباطاً داخلياً وعلاقة مميزة تجمع إثنين تعاهدا على السير معاً في الحياة وليس خاتماً فقط. إليكِ بعض الحلول التي تصبح عادات مع الوقت: إشعار الزوج بسعادتك حين يضع الخاتم بدلاً من إلزامه بذلك. وضع الدبلة مع الأدوات التي يضعها باستمرار كالساعة. شراء خاتم بديل إذا فُقد الأول. التباهي أمامه بخاتم الزوجية الذي تضعينه في كل مكان.
