أحدثت الحادثة الإجرامية التي استهدفت مسجد الروضة في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، والتي أسفر عن مقتل 310 شخصًا وإصابة 109 آخرين، إي خُمس عدد سكان القرية التي يسكن فيها تقريبًا 2500 شخص، صدمة في المجتمع المصري و العالم الغربي، حيث تطرق جريدة "البايس" الإسبانية للحادثة في تقريرًا لها . وأشارت صحيفة "البايس" إلى أن الحادثة تُثبت عجز قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي عن السيطرة على الأوضاع في شمال سيناء خلال أربعة أعوام من العمليات العسكرية في سيناء، رغم اعتماده على سياسية الأرض المحروقة وبطشه . واردف تقرير الجريدة ، أن شبه الجزيرة سيناء ، منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 و قتل الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للرئيس مرسي في شوارع القاهرة ، أصبحت نقطة ساخنة على الخريطة المصرية، حيث يُمارس ضد أهلها شكلًا من التمييز والتهميش وعدم التنمية . وأشار التقرير ، إلى أن بالرغم من العمليات العسكرية التي مازلت قائمة منذ أربعة سنوات وسياسية الأرض المحروفة التي ينتهجها الجيش المصري بقيادة عبدالفتاح السيسي لقمع وقتل المسلحين في سيناء، إلا أن العمليات المسلحة ضد العسكريين لم تتوقف او تتراجع ، حيث يواصل تنظيم "ولاية سيناء" تحركاته التي تحصد من خلفها مئات الضحايا. وأوضح التقرير، إلى أن العمليات العسكرية للجيش في سيناء ضد تنظيم الدولة أوقعت أيضًا عدد من المدنيين والسكان المحليين، حيث أن شمال سيناء تقع في حظر للتجوال وقطع للاتصالات وهو ما يؤكد أن سيناء باتت منطقة حرب حقيقية ، في حين أن النظام العسكري في مصر يفرض تعتيمًا إعلاميًا على المنطقة في سيناء ويمنع دخول الصحفيين المصريين والأجانب ، مشيرًة إلى أن ذلك التعتيم جعل من الصعب التأكد من الروايات الرسمية حول العمليات العسكرية وضحاياها . وأشار التقرير ، إلى أن سكان شبه الجزيرة سيناء، يُعانون منذ سنوات بعيدة إلى التهميش وعدم التنمية و عدم الاعتراف بهم كمصريين من قبل الدولة، وفي ظل الاحتقان المستمر منذ سنوات أصبحت سيناء بيئة خصبة لجماعات الانتقام ، التي ظهرت في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولكن كانت هجماتها ضد الكيان الصهيوني، ولكن بدأت في تصويب فواهات البنادق إلى النظام العسكري في مصر ، بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه السيسي وقتله لآلاف المتظاهرين والمدنيين في القاهرة والمحافظات من مؤيدي محمد مرسي أو المعارضين لنظام العسكري. وقال أليسون ماكانوس، المحلل السياسي من معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط، إن "هذه الهجمات المتكررة تعد دليلا واضحا على فشل سياسة القمع التي ينتهجها النظام المصري في شبه جزيرة سيناء وباقي أنحاء البلاد". وفي ختام، التقرير أشار إلى أن أخطر هجوم شهدته مصر قبل هجوم سيناء، استهدف طائرة ركاب روسية في أواخر سنة 2015، وأدى إلى مقتل أكثر من 200 سائح روسي، ولكن هذه المرة الأولى التي تشن فيها عملية إرهابية بهذا الحجم، ضد المدنيين وفي يوم الجمعة.