صبّ الشيخ "يوسف القرضاوي" رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين جامَ غضبِه على الإدارة الأمريكية، منتقدًا تعاملها مع العالم الإسلامي باعتباره العدو الأول للولايات المتحدة، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينات. وقال في كلمته بافتتاح المنتدى الأمريكي الإسلامي: إن هناك عوامل تغذي الصراع بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة, هي الجهل والبغض والبغي والاستعلاء، مشيرًا إلى سياسات الإدارة الأمريكية، و"اليمين المتطرف المتصهين الذي يحرّم على شعوبنا مقاومة الاحتلال"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" عنه. وأشار إلى أن "من يفعل ذلك يتهمونه بالإرهاب بينما الكيان الصهيوني يُعربد بهذه الوحشية في المنطقة، وهي مؤيدة بالسلاح وبالمال وبالفيتو الأمريكي"، منتقدًا الكيل بمكيالين و"وقوف أمريكا ضد الديمقراطية الفلسطينية، فيما هي تؤيد الأنظمة الديكتاتورية". وقدم الشيخ القرضاوي أمام نحو 230 من المشاركين نصيحة إلى "مارتن إنديك" الذي عمل سابقًا مساعدًا لوزير الخارجية الأمريكية، قال فيها إنه ينصح صنّاع القرار في الولاياتالمتحدة، وصانعي السياسات المستقبلية بالتخلي عن فكرة السيطرة على العالم بالقوة. وأضاف قائلاً في هذا السياق: "لقد جربت أمريكا استعمال القوة ولم تستطع أن تحسم معركة حتى الآن لصالحها, لا في أفغانستان ولا في العراق"، مقترحًا على الإدارة الأمريكية أن "تبذل هذه المليارات على حاجات العالم في الجنوب"، مضيفًا قوله: "إذا مدّت يدها إلى هؤلاء كسبتهم بغير حرب". من جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية "عمرو موسى" في كلمته: إن واشنطن جعلت من العالم الإسلامي قبل وبعد أحداث سبتمبر 2001 "العدو المستهدف والمتهم"، مضيفًا أنها أدارت معاركها تحت مسميات صراع الحضارات، والحرب على "الإرهاب"، والصراع بين المعتدلين والمتطرفين. ووصف "موسى" من يعتقد بهزيمة العالم الإسلامي بالطريقة التي هُزم بها الاتحاد السوفياتي بأنه واهم!، معتبرًا أن ما يجري في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط "يصبّ كله في "ترسانة الحرب على الإسلام والعالم الإسلامي". وكان وزير الخارجية القطري الشيخ "حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني" قد دعا في افتتاح المنتدى إلى إنهاء "السياسات الانفرادية" في العالم، في إشارة واضحة إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف "إذا كان الانفراد بالسلطة غير مقبول على الصعيد الداخلي, فمن باب أولى أن تنتهي السياسات الانفرادية على الساحة الدولية وما يصاحبها من سياسات الكيل بمكيالين، وانعدام الشفافية والأنانية المصلحية واستخدام القوة". وكانت فكرة المؤتمر الذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية ومركز (سابان ) لسياسات الشرق الأوسط بمعهد "بروكينجز" الأمريكي ولدت إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001؛ بهدف تحسين العلاقات بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة.