ناشدت أسرة الدكتور عمر عيد الرحمن، الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية" في مصر، والمسجون بالولاياتالمتحدة منذ 17 عامًا، الرئيس حسنى مبارك أن يتدخل لدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل المطالبة بإطلاق سراحه، وإعادته إلى بلده مصر. وحثت أوباما على اتخاذ قرار الإفراج كمبادرة حسن نية منه تجاه علماء المسلمين، خاصة وأن الشيخ الضرير يقبع في محبسه وحيدا مريضا يرجو رحمة ربه، وقالت: "إننا على يقين بأن هذه الخطوة منه (أوباما) سيكون لها صدى إيجابيًا لإعادة صورة الولاياتالمتحدة المحافظة على حقوق الإنسان في أنحاء العالم". وطالبت في بيان صادر عنها تحت عنوان: "نداء إلى الأمة الإسلامية" الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يضع ملف الشيخ على أجندته خلال المرحلة القادمة، باعتباره أحد أبناء الأزهر وعلمائه والذي يتعرض لمحنة في سبيل الله تستحق الاهتمام والرعاية، كما ناشدت الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" أن يجدد مسعاه لفك أسر الشيخ وإرجاعه إلى أهله. ويقيم الشيخ البالغ من العمر 72 عامًا في زنزانة انفرادية منذ 17 عاما وظروفه الصحية متدهورة حيث يعاني من مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وحساسية بالصدر ولا يستطيع الحركة منذ 8 سنوات حيث لا يشعر بأنامله. ووجهت الأسرة نداء إلى كل المخلصين في العالم الإسلامي أن يتوجهوا بالدعاء المخلص إلى الله أن يفك الله أسر الشيخ، وأن يذكروه في سجودهم وأن يخفف الله عنه ضيق الأسر ووحشة الغربة وآلام المرض. وحث البيان العاملين في الصحافة والإعلام أن ُيذكروا الأمة بمحنة هذا الشيخ الضرير وأن يوجهوا رسائلهم لأجهزة الإعلام الأمريكية لإحياء قضيته، والتأكيد على أنها قضية إنسانية حقوقية تحتاج وقفة من الشعب الأمريكي تجاه قياداته. ودعت أسرة عبد الرحمن منظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية والعالمية أن تفتح ملف الشيخ وأن تذكره في تقاريرها الدورية كحالة إنسانية نادرة تتعرض لضغوط غير طبيعية في السجون الأمريكية. وكان عبد الرحمن هو المتهم الأول في قضية تنظيم الجهاد الكبرى في عام 1981م، واتهمته السلطات المصرية وقتها بأنه الذي أفتى لكل من خالد الإسلامبولي ومحمد عبد السلام فرج وعطا طايل وحسين عباس منفذي عملية اغتيال الرئيس أنور السادات. وألقت الشرطة القبض عليه وأودعته ليمان طرة، وقد دافع أمام المحكمة عن نفسه وقتذاك وعن المئات من المتهمين في هذه القضية وتم تدوين هذه المرافعة في كتاب يحمل اسمه بعنوان "كلمة حق". وسافر إلى الولاياتالمتحدة في مطلع التسعينات، وهناك حكم عليه بالسجن مدى الحياة بدعوى التخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993م، وكانت هناك تداولات ومفاوضات على مدى سنوات طويلة بين الحكومتين المصرية والأمريكية لتسليمه للسلطات المصرية وإيداعه في سجونها، إلا أن هذه المفاوضات جميعها باءت بالفشل. ورغم أنه وافق على مبادرة وقف العنف التي أطلقتها "الجماعة الإسلامية" عام 1997م، إلا أن الإدارة الأمريكية رفضت الإفراج عنه، حيث تَدَّعي وجود علاقة له بتنظيم "القاعدة" وترفض الإفراج عنه لهذا السبب.