منذ يوم الأربعاء الماضي، وإعلام النظام وعلي رأسه صحف "اليوم السابع" و"الوطن" و"البوابة نيوز" و"مصراوي" وغيرهم من المواقع التي تدافع عن النظام وموالية له، نشرت صيغة موحدة فى تمام الساعة السادسة من مساء ذات اليوم، حول تورط رئيس المجلس الثوري المصري، الدكتورة مها عزام، فى قضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي قُتل على يد قوات الأمن عقب تعذيبه فى ذكري ثورة الخامس والعشرين من يناير (2016). وقالت تلك المواقع والصحف بجانب عمل اللجان الإلكترونية الموالية للنظام على مواقع السوشيال ميديا، أن النائب العام الإيطالي طلب تقرير تفصيلي بخطوات ومكالمات هاتفية للدكتورة مها عزام، فى الفترة التي اختفي فيها "ريجيني" نظرًا لأنها رفضت المثول للتحقيق أمام اللجنة أو التواصل معها. مشيرة أيضًا كعادتها إلي أن الإخوان المسلمين كلفوا الدكتورة "عزام" بالتواصل مع "ريجيني" ثم قاموا بقتله لتشويه الأمن المصري. وهي بالطبع رواية كاذبة وملفقة، كما نشرهم جميعًا لنفس الصيغة أوضح أنها كانت محاولة فاشلة من الرقيب الأمني الذي يُملي على تلك الصحف والمواقع ما يجب أن تنشره حتي يقوموا بتشتييت الرأي العام المصري، والذي فشلت فيه بقوة، خاصًة وأن أصبع الاتهام حسب الجانب الإيطالي وشهادة الشهود بمصر، تؤكد أن الأمن هو من قام بفعلها. مها عزام تنفي وعلى الرغم من أن "عزام" لم تكن تحتاج إلي النفي الرسمي حتي يتم تكذيب تلك الرواية، إلا أنها خرجت اليوم الإثنين، وأكدت فى تصريحات صحفية، أن ما نشرته الإعلام الموالية للنظام، هي كاذبة ومفبركة، نافية علاقتها بقضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، قائلة: "ليست لي أي علاقة لا من قريب أو بعيد بهذا الأمر، فلم أقابل ريجيني في حياتي قط، ولم أشارك في الإشراف على أبحاثه أو حتى توجيهه بأي صورة من الصور، فضلا عن أنني لست أستاذة في جامعة كامبريدج البريطانية". وأكدت أيضًا ما وصفتها بالأكاذيب والمغالطات الفجة التي روّجها الإعلام المصري الذي قالت إنه "لا يتمتع بأي قدر من المهنية أو المصداقية، وما هي إلا محاولة يائسة لإبعاد سلطة الانقلاب عن مسؤوليتها عن قتل ريجيني ومحاولة للتبرؤ من دمه". ونفت "عزام" الأخبار التي تم تداولها بشأن طلب المدعي العام الإيطالي التحقيق معها في قضية "ريجيني"، قائلة: "هذا أيضا محض افتراء وكذب، لأن الاسم المذكور في الصحف الإيطالية هو الدكتورة مها عبد الرحمن أستاذة العلوم السياسية في جامعة كامبريدج ولست أنا المعنية، ولم تتم مساءلتي مطلقا سواء في بريطانيا أو إيطاليا بخصوص ريجيني أو غيره". وأضافت: "ما يؤكد هذا، التصريح الذي أدلى به المتحدث باسم جامعة كامبريدج لجريدة التليجراف البريطانية، والذي رفض فيه مثول مها عبد الرحمن، وليس مها عزام أمام المدعي العام الإيطالي". وناشدت رئيسة المجلس الثوري المصري وسائل الإعلام التي وصفتها بالمهنية والحرة في الداخل والخارج ب"تحري الدقة في نقل الأخبار وترجمتها بشكل صحيح قبل الزجّ بأسماء الأحرار في أخبار كاذبة أو ادعاءات باطلة".
مشرفة "ريجيني" تعلن استعدادها للتحقيق يُذكر أن قاضيان إيطاليان يُحقِّقان في اغتيال الطالب جوليو ريجيني بالقاهرة أصدرا أمر تحقيق أوروبي يطلب مقابلة مشرفته في جامعة كامبريدج، الدكتورة مها عبد الرحمن، وطلبا الاستجواب الرسمي والاطلاع على تفاصيل سجل هاتفها. وذكرت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية، الخميس الماضي، أن محادثات لم يُكشف عنها من قبل تشير إلى أن الباحث شعر أنه دُفع لإجراء بحث حساس عن النقابات المهنية المصرية، بحسب ما نقلته صحيفة "The Telegraph"البريطانية. وكان رئيس وزراء إيطاليا السابق ماتيو رينزي ذكر في وقت سابق أن جامعة كامبريدج يمكن أن تقوم بالمزيد للمساعدة في التحقيق في مقتل أحد خريجيها في القاهرة، قائلا: "نريد حقا الحقيقة حول جوليو ريجيني. الحقيقة، فقط". وقال متحدثٌ باسم جامعة كامبريدج: "لن نرد على التكهنات المثيرة وغير المفيدة. لقد عبّرت الدكتورة مها عبد الرحمن مرارا عن استعدادها للتعاون بصورة كاملة مع المحققين الإيطاليين". وأضاف: "لم نتلق بعد الطلب الرسمي كي تُدلي بشهادتها، ونتطلّع لتلقي طلب بأسرع وقت ممكن، كما طالبنا مرارا. وسيكون حديث الدكتورة مها عبد الرحمن في وسائل الإعلام قبل الإدلاء بشهادتها للسلطات الإيطالية أمرا غير ملائم تماما وينتهك عملية التحقيق".
لم يراجعوا الموقع الرسمي لجامعة كامبردج يذكر أن بيانات الدكتورة مها عبدالرحمن المشرفة على رسالة "ريجيني" والموجود بياناتها على الموقع الرسمي، على جامعة كامبردج، هي مغايرة تمامًا لما نشره إعلان النظام، كما أن لها صورة واضحة على الموقع أيضًا للتعريف بها.
مخبرين حول "ريجيني" وأَكدت تقارير إيطالية أن مسؤولا بإحدى النقابات المهنية، كان يعمل في نفس الوقت كمخبر أمنيّ، قد التقط مقطع فيديو لريجيني والتقط صورا له في اليوم نفسه. واختفى ريجيني بعد ذلك ب 18 يوما. وسافر ريجيني إلى مصر في عام 2015 لجمع المصادر والمواد اللازمة، حيث كان يعمل على ورقة بحثية عن النقابات المستقلة في القاهرة، وفي 25 يناير 2016، بات في عداد المفقودين. وعُثِر على جثته نصف العارية في 3 فبراير بجانب أحد الطرق السريعة في القاهرة. وبعد إعادة جثته إلى إيطاليا، وجد أخصائيو الأمراض أنه تعرّض للتعذيب لعدة أيام. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد نقلت في وقت سابق من هذا العام عن مصدر سابق بإدارة أوباما قوله إن الولاياتالمتحدة أبلغت إيطاليا أن أجهزة الأمن المصرية عذَّبت "ريجيني". صورة من الموقع الرسمي لجامعة كامبردح صورة من موقع اليوم السابع بتاريخ الجمعة الماضية صورة آخري من موقع اليوم السابع صورة من موقع صحيفة الوطن صورة من موقع مصراوي صورة من صحيفة الفجر