اعتبر مسؤول بارز في منظمة الصحة العالمية في القاهرة، أن الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها السلطات المختصة لمكافحة ومحاصرة مرض أنفلونزا الطيور في مصر، هي السبب وراء وفاة الحالات الست الأخيرة المصابة بالمرض. وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه – بحسب المصري اليوم - رصدنا سلوك المواطنين في التعامل مع اكتشاف بؤر مصابة بالمرض أو نفوق الطيور المنزلية، فوجدناهم يتكتمون لفترات طويلة قبل أن تتأكد حقيقة مخالطتهم طيوراً مصابة ويتعمدون عدم الإفصاح عن حالتهم الصحية أثناء الكشف عليهم.
وأضاف: الإجراءات الاحترازية المشددة التي تصل إلي «أساليب بوليسية» مسؤولة عن إخفاء حقيقة تعامل المواطنين مع الطيور النافقة وعدم إبلاغهم عنها، خصوصاً أنهم يتخلصون منها بطرق غير سليمة، وأحياناً بذبح الطيور الحية المتبقية ووضعها في الثلاجات. وأوضح المسؤول في المنظمة العالمية، أن الناس أصبحت تخاف من الإبلاغ بسبب المشاكل التي تنجم عن الإجراءات الاحترازية لفرق المكافحة والترصد الوبائي والشرطة، التي تعدم جميع الطيور في المنطقة المحيطة بمكان البؤرة، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لجميع أهالي القري في قوت يومهم ومعيشتهم، فضلاً عن عزل عدد كبير من الأهالي لإجراء الفحوصات والتحاليل. جاء ذلك وسط مخاوف من أن يكون الفيروس المسبب للمرض قد أصبح أشد شراسة عن ذي قبل. وقال الدكتور محمود عبدالمجيد مدير مستشفي صدر العباسية الذي توفيت الحالة الأخيرة فيه: يبدو أن الفيروس أصبح أكثر شراسة، فقد كانت الحالات الأولي المصابة بالمرض توضع تحت جهاز التنفس الصناعي لمدة أسبوع أو أكثر مع خضوعها للعلاج والرعاية قبل حدوث الوفاة، لكن حالات الوفاة الأخيرة استغرقت يومين فقط، وحذر عبدالمجيد من خطورة تكتم المصابين وعدم مصارحتهم الأطباء بحقيقة مخالطتهم طيوراً مصابة أو نافقة في منازلهم.