قال مسؤولون بوزارة الصحة يوم الجمعة إن امرأة توفيت بانفلونزا الطيور في أحد مستشفيات القاهرة وان الاختبارات أثبتت اصابة طفل في الخامسة من عمره بالسلالة القاتلة من الفيروس المسبب للمرض ليرتفع عدد المصابين في مصر الى 22. وقال خبير في منظمة الصحة العالمية ان التأخر في الابلاغ عن الاعراض هو السبب الاساسي الى حد بعيد وراء الوفيات التي وقعت في مصر في الاونة الاخيرة. ويقول مسؤولون انه لا توجد شبهة في تجدد ظهور سلالة متحورة أدت الى وفاة ثلاثة أشخاص في ديسمبر ووردت أنباء عن أن المرأة التي توفيت (37 عاما) وتدعى نادية عبد الحافظ كانت في حالة مستقرة واخذة في التحسن بعد نقلها الى مستشفى في القاهرة. لكن حالتها تدهورت في وقت لاحق. وقالت عمرو قنديل مدير قسم الامراض المعدية بوزارة الصحة " الطفل محمد أحمد سليمان وعمره خمسة أعوام من محافظة الشرقية في حالة مستقرة ويجري علاجه بعقار تاميفلو. وقالت وزارة الصحة في بيان ان الاختبارات أثبتت اصابته بالمرض بعد أن أصيب بالحمى يوم الاربعاء. وشهدت مصر أعلى عدد من حالات الاصابة البشرية بانفلونزا الطيور خارج اسيا وتوفيت 13 حالة من بين 21 حالة معروفة منذ ظهور المرض في مصر بين الطيور الداجنة قبل عام. ونقلت نادية التي كانت تربي الطيور في بيتها الى المستشفى يوم 12 فبراير بعد ان تعاملت مع طيور داجنة مريضة. وهي من محافظة الفيوم التي شهدت في وقت سابق من الشهر الجاري وفاة فتاة عمرها 17 عاما بالمرض. ومعظم الذين أصيبوا بالمرض في مصر تعاملوا مع طيور داجنة تربى في المنازل. وأثارت أنفلونزا الطيور في بادئ الامر حالة من الذعر في جميع أنحاء البلاد وألحقت أضرارا فادحة بصناعة الطيور الداجنة لكن القطاع تعافى الى حد بعيد في وقت لاحق. وقال جون جبور وهو مسؤول في مكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة ان التأخر في الابلاغ عن الاعراض يزيد من خطورة أنفلونزا الطيور في مصر حيث يربي الكثير من الناس الطيور في منازلهم لكنهم كثيرا ما يترددون في الكشف عن ذلك لمسؤولي الصحة خوفا من معاقبتهم. وزاد معدل الوفيات بسبب أنفلونزا الطيور هذا الشتاء بالمقارنة مع الفترة من مارس اذار وحتى مايو ايار 2006 قبل أن تشهد البلاد تراجعا للمرض خلال خمسة أشهر دافئة. ولقي ستة أشخاص من 14 شخصا أصيبوا بالمرض حتفهم في مصر بين مارس 2006 عندما رصد المرض للمرة الاولى بين البشر ومايو أيار عندما اختفت حالات الاصابة البشرية لفترة وجيزة. وأصيب ثمانية مصريين بالمرض منذ عاود الظهور بين البشر في مصر في أكتوبر تشرين الاول. ولقي سبعة أشخاص حتفهم بينهم ثلاثة بسبب سلالة متحورة طورت مقاومة "بسيطة" لعقار تاميفلو. وذكر جبور أن نادية لاحظت الاعراض يوم السابع من فبراير لكنها لم تدخل المستشفى الا بعد ذلك بخمسة أيام. وقال لرويترز "انها لا يبلغون بسرعة. انهم ينفون الاصابة" مضيفا أن هذا يعني أن بداية العلاج تتأخر بشكل خطير. وأضاف "هذا ما يسبب المشكلة هنا..الوضع الخطير لفيروس الانفلونزا في مصر." وقال مسؤولون ان الفتاة التي كان عمرها 17 عاما توفيت لانها لم تتلق العلاج في وقت مبكر. وجرى علاجها في بادئ الامر من الانفلونزا الموسمية بعد أن أنكرت عائلتها أنها خالطت طيورا مريضة. ولا يشتبه في أن أيا من حالتي الفيوم أصيبتا بالسلالة المتحورة من فيروس (اتش5.ان1) التي قتلت ثلاثة مصريين من أفراد أسرة واحدة في ديسمبر ولم تظهر هذه السلالة المتحورة مرة أخرى. ويخشى خبراء في مجال الصحة أن يتحور فيروس (اتش5.ان1) ليتخذ شكلا يسهل انتقاله بين البشر مما سيؤدي لظهور وباء عالمي قد يقتل ملايين. وتسبب الفيروس في مقتل 167 شخصا في جميع أنحاء العالم منذ 2003 معظمهم في اسيا.