كشف مصدر مقرب من وزارة خارجية حكومة الوفاق الليبية، قيام رئيس الأركان المكلف من حكومة الوفاق عبد الرحمن الطويل، اليوم السبت، بزيارة للعاصمة الإيطالية روما، والتي دعت بدورها، أمس الجمعة، اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى زيارتها. أكدت مصادر ليبية مطلعة، قيام "عبدالرحمن الطويل" رئيس الأركان في الحكومة الليبية (حكومة الوفاق) بزيارة رسمية إلى "روما" السبت المقبل، وذلك بهدف مناقشة العديد من القضايا بين البلدين وعلى رأسها قضية "الهجرة غير الشرعية". وقال المصدر، إن "الطويل تلقى دعوة رسمية من روما لزيارتها ولقاء مسؤولين وقادة بالجيش الإيطالي"، مشيراً إلى أن الدعوة تأتي في إطار إعلان إيطاليا وقوفها في منتصف المسافة بين طرفي النزاع في البلاد. وكانت الحكومة الليبية قد طلبت من "إيطاليا" في 26 يوليو الماضي، دخول البحرية الإيطالية في المياه الإقليمية للحد من ظاهرة "الهجرة غير الشرعية". وفور عزم "روما" على تلبية طلب الحكومة الإيطالية، أصدر الانقلابي "خليفة حفتر" تحذيرًا للبحرية الإيطالية من دخول المياه الإقليمية البحرية في ، 3 أغسطس الماضي، ما أدى إلى توتر العلاقة بين حفتر و"روما". "حفتر" في إيطاليا ووجهت "روما" أمس الجمعة، دعوة رسمية للانقلابي "خليفة حفتر" لزيارتها ، الثلاثاء المقبل. وبحسب الإعلان الإيطالي، فإن حفتر سيلتقي خلال زيارته لروما وزيرة الدفاع روبرتا بينوتي، ووزير الداخلية ماركو بينيتي، ورئيس جهاز المخابرات الإيطالية، ألبرتو مانينتي، وقادة الجيش. وتبحث "روما" مع "حفتر" مسألة اقتراب مليشياته من مجمع مليتا للغاز بغرب البلاد المتاخم لصبراتة". الحكومة الليبية تحتج على زيارة الانقلابي فمن جهته، قال مصدر بالخارجية حكومة الليبية، إن الحكومة قدمت احتجاجًا لدى إيطاليا على توجيه دعوة لحفتر لزيارتها، ، مشيرًا إلى أن الحكومة طلبت من الجانب الإيطالي توضيح أسباب هذه الدعوة. الانقلابي يهدد مصالح "إيطاليا" من جانبها، أعلنت مليشيات "حفتر" في المنطقة الغربية، الثلاثاء الماضي، عن انتماء "غرفة محاربة داعش" بصبراتة لها، والتي تشارك في قتال عنيف تشهده صبراتة منذ ستة أيام بالمدينة ضد قوات موالية لحكومة الوفاق. فيما أكد محللون أن هجوم مليشيات "حفتر" على الجانب الغربي من المدينة والسيطرة عليه، قطع الطريق بين مسلحي مدينة صبراتة التابعين لحكومة الوفاق ومجمع مليتا، والذي يعتبر من أكبر مصالح إيطاليا في ليبيا، والواقع غرب المدينة. وأضافوا، إن "حفتر أراد أن يعطي لزيارته الحالية لروما ثقلاً وبعداً آخرين، لتغيير الموقف الإيطالي في ليبيا، كما يريد توجيه رسالة ضمنية لروما بالقول إنه يمكن أن يصلح لمصالحها في البلاد وعليها أن تتحالف معه". في السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي الليبي، جمعة الحداد، أن دخول قوات حفتر في قتال بالقرب من مليتا لا يعدو كونه مناورة للي الذراع الإيطالية"، مؤكداً أن سيطرته على المنطقة شبه مستحيلة بسبب كثافة قوات حكومة الوفاق في المنطقة. وقال: "حفتر لا يمكن أن يدخل في حرب أخرى طويلة المدى، وبينه وبين ساحة الحرب الجديدة آلاف الكيلومترات"، مشيراً إلى أن إيطاليا ألقت بكل ثقلها إلى جانب حكومة الوفاق ومن المستحيل أن يتغير موقفها لمجرد اشتباكات بين مفارز صغيرة. وتابع "دعوة روما لحفتر تناقلتها أوساط منذ أكثر من أسبوع، لكن اللافت هو الإعلان الجديد عن دعوة عبد الرحمن الطويل، كأبرز شخصية عسكرية بحكومة الوفاق، قبل وصول حفتر لروما، وهي رسالة لا تخفى مضامينها على حفتر، إذ إنها تؤكد موقف إيطاليا الثابت من حكومة الوفاق". وأكد محللون، أن إيطاليا لا يهمها إلا أن تضمن سير مصلحتها في البلاد وهذا ما يفهمه حفتر على ما يبدو من خلال رسالته العسكرية الأخيرة في صبراتة وبالقرب من مليتا". ويعتبر مجمع مليتا للغاز غرب صبراتة، والذي تديره شركة "إيني" للغاز، أكبر الشركات الإيطالية منذ عام 2008؛ أكبر منشآت الغاز في ليبيا وبلغت تكلفته خمسة مليارات دولار، يمر من مينائه خط غاز بمسافة (450 كيلومتر) ليصل إلى صقلية الإيطالية ليؤمن لإيطاليا وأوروبا ثمانية بلايين متر مكعب من الغاز سنوياً.