أعلنت القيادة العامة لجيش الاحتلال الصهيوني ، وبشكل مفاجئ ، بدء تدريبات عسكرية منفردة ل "محاكاة حرب مع حزب الله اللبناني" ، وتعتبر التدريبات العسكرية التي بدأت وتستمر لمدة نحو 11 يوما، أضخم مناورات من نوعها منذ قرابة 20 عامًا ، حيث من المقرر أن تشهد المناورات محاكاة لمستشفيين ميدانيين ، مع اختبار تكنولوجيات جديدة مثل شاحنات بدون سائقين أو طوافات بدون طيارين لتنفيذ عمليات إخلاء. "أكبر تمرين لجيش الدفاع منذ 20 عامًا"؛ هو الوصف الذي اعتمدته وسائل الإعلام العبرية، وروج له أفيخاي أدرعي ، الناطق بلسان الجيش الصهيوني للإعلام العربي، في الإعلان عن تدريبات "نور داجان" التي يجريها الفيلق الشمالي لمدة 11 يوم. يشارك في المناورات عدد كبير من القوات النظامية والاحتياط، وفرق عسكرية و20 لواء وكتائب تجميع حربي وقوات خاصة ووحدات هندسية ولوجستية وسلاح الجو والبحرية والاستخبارات والجبهة الداخلية، بحسب أدرعي الذي ذكر أيضًا أن القوات المختلفة ستحاكي العمل في حالات حربية متوقعة ومتغيرة في سيناريوهات شمالية. وأكد مصدر في وزارة الحرب صهيونية ، إن هذه المناورات ستتيح "محاكاة مختلف السيناريوهات التي يمكن أن نواجهها إذا ما خضنا نزاعًا مع حزب الله". ويشارك في هذه المناورات عشرات الآلاف من العسكريين مع ضم جنود الاحتياط، بمشاركة مختلف أفرع جيش الاحتلال من طائرات وسفن وغواصات. ومنذ عام 1998، عندما أجرى الجيش الصهيوني محاكاة لحرب مع سوريا ، لم يقوم جيش الاحتلال بمناورات عسكرية بهذه الضخامة ، وبالأخص عندما ندقق في طبيعة المناورات ، نجد عدة تساؤلات تطرح نفسها حول الأهداف التي قد تدفع الكيان الصهيوني للقيام بتدريبات بهذه "الضخامة. حزب الله.. هدف العدو الأول ! أبدى رئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني ، "جادي آيزنكوت" ، تخوغه من تنامى قوة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، إلى جانب حزب الله اللبناني ، معتبرًا أن الأخير يكتسب خبرة عسكرية وتتزايد قوته باستمرار. وأضاف "آيزنكوت" ، خلال خطاب القاه في "مؤتمر مئير داجان للأمن والاستراتيجية" ، إن التهديد الجديد على الكيان الصهيوني يقع بين أربعة تهديدات هو الحرب في الحيز الالكتروني، وهو تهديد يحدث تغييرات في الاستعدادات على المستويين السياسي والعسكري"، وأنه "قمنا بتغييرات كبيرة داخل الجيش فيما يتعلق بالقدرة الدفاعية وجمع المعلومات الاستخباراتية وفي الهجوم، وذلك انطلاقا من الإدراك أن هذا التهديد في الفضاء الالكتروني سيتطور". وبدا أن الكيان الصهيوني متخوفة من تصاعد نفوذ حزب الله في لبنان ، مع الوضع في الاعتبار حالة العداء مع الكيان الصهيوني ، وتتحسب من زيادة القدرات العسكرية لحزب الله خلال الفترة المقبلة، بما يشكل تهديدًا على الاحتلال، إذ تتهم إضافة إلى أمريكا الحزب اللبناني بتخزين ترسانة من الأسلحة على الحدود اللبنانية. وفي 2006 نفذت طائرات العدو سلسلة غارات جوية على جنوبلبنان بدعوى مواجهة حزب الله، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية اللبنانية، فضلا عن مقتل 1200 لبناني أغلبهم مدنيين، وعلى الجانب الإسرائيلي قتل 160 أغلبهم عسكريين. وبات حزب الله يتطلع بنفوذ كبير داخل لبنان من خلال قيادته لمعركة طرد عناصر "داعش" التي كانت متواجدة مع الحدود اللبنانية السورية، وتوقيع اتفاق على ترحيلهم إلى الداخل السوري. أسباب محتملة يدفع بعض المراقبين إلى أن هذه المناورات الضخمة أكبر من مسألة مواجهة حزب الله وحدها، وبالتالي فإن هناك تقديرات تقول بأن هذه المناورات محاولة لتحسين القدرات العسكرية في مواجهة التطور العسكري والتحديثات التي تجرى في الجيش الإيراني. وربما يكون أحد أهداف هذه المناورات مخطط لحرب جديدة في غزة لمحاولة السيطرة على القطاع، تحسبًا لأي جديد على الساحة بعد تهديدات حماس بإحداث فراغ بالقطاع، لضرب الترتيبات الإقليمية والدولية لتسوية الأوضاع الفلسطينية وإدخال محمد دحلان للمشاركة في إدارة القطاع. ورجح الدكتور "محمد فتح الله" ، الخبير بوزارة التربية والتعليم ، وعضو الامانة العامة بحزب الاستقلال ، أن هذة المناورات تأتى في اطار تصعيدى للموقف ، وأيضًا فى ضوء طلب امريكا تعديل بعض بنود قوات اليونيفل خلال استصدار قرار مجلس الأمن بالتجديد. وأشار "فتح الله" ، إلى أن تطور القدرات الصاروخية لحزب الله اللبناني ، جعلت العدو الصهيونى يعمل على دفع الأمور إلى المواجهة ، ظنًا منه انها فرصة لكبح جماح المقاومة الإسلامية متمثلة فى حزب الله فى الجنوب بعد التقدم التى حدت فى سوريا وكذلك فى جرود عرسال وجرود البقاع. وأكد عضو الامانة العامة بحزب الاستقلال أن العدو الصهيوني يريد تدمير النظام السياسي اللبناني من جديد ، بعد انتخاب رئيس والتوافق على حكومة ، أملًا في تدمير حزب الله وبسط سيطرته على جنوبلبنان من جديد. مخاوف صهيونية أبدى رئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني ، "جادي آيزنكوت" ، تخوفه من تنامى قوة حزب الله اللبناني ، خلال خطاب القاه في "مؤتمر مئير داغان للأمن والاستراتيجية" ، قائلًا إن التهديد الجديد على الكيان الصهيوني يقع بين أربعة تهديدات هو الحرب في الحيز الالكتروني، وهو تهديد يحدث تغييرات في الاستعدادات على المستويين السياسي والعسكري"، وأنه "قمنا بتغييرات كبيرة داخل الجيش فيما يتعلق بالقدرة الدفاعية وجمع المعلومات الاستخباراتية وفي الهجوم، وذلك انطلاقا من الإدراك أن هذا التهديد في الفضاء الالكتروني سيتطور". التهديدات الثلاثة الأخرى فأشار إلى تنامى الوعي العربي والبرنامج النووي الإيراني وما أسماه "التنظيمات المسلحة" في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، وحزب الله اللبناني. واعتبر أنه "أعتقد أننا تمكنا في السنوات الست الأخيرة من ممارسة سياسة صحيحة جدا تتمثل بعدم التدخل العلني في سوريا إلى جانب الحفاظ على مصالحنا ، ولدينا مصلحة بأن يستمر هذا الواقع لسنوات كثيرة". وتابع أن "الربيع العربي" أدى إلى نمو "تنظيمات إرهابية كثيرة"، وأن "هذا الزلزال كان له تأثير في السنوات الست الأخيرة وسيؤثر لسنوات كثيرة مستقبلا ، وهذا نفس التغيير الذي نراه أمام أنظارنا، تفكك النظام القديم، تفكك الدول ، ونحن نرى تهديدا يتغير من جيوش نظامية إلى منظمات إرهابية ، ونرى هذا في الشمال مع حزب الله، وحماس في الجنوب، وعدد كبير جدُا من التنظيمات الجديدة التي نمت مثل طائر الرمل". من ناحيته ، قال "يوسي كوهين" ، رئيس جهاز الموساد الصهيوني ، في المؤتمر نفسه ، فيما يتعلق بالتغيرات بالمنطقة، إن "للموساد أهدافًا تختلف عن أهداف الجيش الصهيوني ، من خلال إحباط عمليات إرهابية ضد تل ابيب في خارج البلاد، وجلب معلومات استخباراتية حول قوة العدو وزعمائه". وأضاف كوهين أن "العالم عمومًا والمنطقة مر بتغيرات ، ولم نتوقعها كلها ، والربيع العربي تحول إلى شتاء مكفهر، وهناك ظاهرة تفكك دول وانعدام استقرار" ، مشيرًا إلى أن إيران بقيت "جزيرة مستقرة"، وشدد على أن "إيران ستكون دائما التهديد الأول على إسرائيل". حديث "غادي آيزنكوت" رئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني ، و"يوسي كوهين" ، رئيس جهاز الموساد الصهيوني ، لم يختلف كثيرًا عن التقرير الاستراتيجي للكيان الصهيوني الذي أصدر مركز أبحاث الأمن القومي الصهيوني مطلع العام الجاري. حيث جاء التقرير السنوي لأبحاث الأمن القومي الصهيوني ، الذي يرأسه الجنرال المتقاعد "عاموس يدلين" والذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية في السابق ، فيما يتعلق بالتهديدات الأمنية للكيان الصهيوني ، والذي تم حصره في ثلاث جهات رئيسية ، هي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، وحزب الله اللبناني ، وإيران. وقد اعتبر التقرير ، أن حزب الله يشكل التهديد الأكثر خطورة على كيانه ؛ بسبب تعاظم قوته العسكرية ، فالحزب حسب التقرير الإستراتيجي ، يمتلك كميات كبيرة من الصواريخ لكل المسافات ، وهي صواريخ دقيقة ، كما يمتلك الحزب طائرات بدون طيار ، وقوات برية تتدرب على احتلال المستوطنات الصهيونية شمال فلسطينالمحتلة. وأشار التقرير إلى أن احتمالات اندلاع حرب وشيكة بين "حماس" وجيش الاحتلال في قطاع غزة ، احتمالات عالية جدًا ، ولذا نصح بتحسين الاستخبارات الصهيونية بهدف مواصلة تقليص عمليات نقل الأسلحة النوعية إلى الحركة وتقليص احتمالات التصعيد نتيجة لذلك. الإعلام العبري: حزب الله يمتلك سلاحًا نوويًا ! لا تزال تهديدات المقاومة بضرب العمق الصهيوني وصولًا إلى خزانات الأمونيا ، تشغل حيز واسع من تفيكر واستراتيجية العدو الصهيوني ، بعد توالي تهديدات "حسن نصرالله" الأمين العام لحزب الله اللبناني ، بضرب خزان الأمونيا الذي يوجد في مدينة حيفا. صحيفة "معاريف" العبرية ، أكدت ، أنه في أي حرب مقبلة بإمكان حزب الله إطلاق نحو 1500 صاروخ يوميًا ، مقابل 200 صاروخ أطلقها يوميًا خلال حرب 2006 ، وقد يصل عدد القتلى والجرحى إلى بضعة آلاف، علما أن سكان حيفا فقط 800 ألف نسمة، وهو ما يعادل قنبلة نووية صغيرة ، وقد تصل تكلفة الخسائر الصحية لما وصغته ب"الكارثة الكيميائية" إلى 30 مليار شيكل ، أي قرابة 8 مليار دولار. أما صحيفة "هآرتس" ، فقد أعادت نشر أبحاث عبرية أخرى جرت في السنوات الأخيرة ، طرحت تقديرات أكثر خطورة ، مفادها أن تسرب 2400 طن من غاو "الأمونيا" في المنطقة الصناعية بخليج حيفا -أي خُمس كمية الغاز الموجودة في الخزان- ، قد يؤدي إلى نحو 17 ألف قتيل ، بالإضافة إلى 77 ألف إصابة أخرى. كدت صحيفة "معاريف" ، أن هناك سفينة محملة بالأمونيا مرة كل شهر تقريبًا ترسو في ميناء حيفا ، ويتم تفريغ حمولتها خلال يوم كامل إلى الحاويات الموجودة في الخليج ، التي تحتوي على 16700 طن من الأمونيا السائلة ، وأن موعد وصول السفينة معروفًا مسبقًا للمقاومة الفلسطينية وحزب الله ، مضيفة: "الكارقة على وشك أن تحدث". ونقلت "هآرتس" ، عن الخبير الصهيوني "إيهود كينان" ، أستاذ الكيمياء في معهد الهندسة التطبيقية "التخنيون" ، أن استهداف سفينة محملة بمادة "الأمونيا" إلى الكيان الصهيوني من شأنه أن يتسبب بمقتل عشرات آلاف السكان المدنيين نتيجة تفاعل الأمونيا السائلة. المقاومة تضع الكيان في مأزق نقلت "هارتس" عن ضابط كبير في هيئة الأركان العامة للجيش الصهيوني إن "أكثر ما يثير القلق لدى المؤسسة الأمنية في الآونة الأخيرة بهذا الشأن هو قدرات المقاومة ، وخصوصًا حزب الله ، على تطوير وحيازة صواريخ ذات مستوى دقة عالية جدًا". وأضاف أن "حزب الله يقوم بتفعيل منظومات صواريخ متطورة، كما اتسع نطاق التطوير والتسلح لديه خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، وبات يمتلك ما يقارب عشرة أضعاف ما كان يمتلكه عشية حرب لبنان الثانية عام 2006". ووفقاً لهذا الضابط ، يمتلك حزب الله حاليًا نحو 130,000 صاروخ من أنواع متعددة يراوح مداها بين 40 كيلومترًا و700 كيلومتر، كما توجد لديه قدرات متنوعة في كل ما يتعلق بإطلاق الصواريخ ، بما في ذلك منصات إطلاق تحت الأرض، ومنصات إطلاق مخفية بين الأشجار، ومنصات إطلاق متحركة يمكن تحميلها على شاحنات ومركبات تجارية. أما "معاريف" ، فقد نقلت عن مصدر مطلع على محاولات إيجاد بدائل ، أنه تمت مناقشة نقل الحاويات إلى أسدود ، إلا أن الاقتراح رفض بسبب الخطر الكامن على سفن الأمونيا بينما ترسو في ميناء أسدود القريب من قطاع غزة. وبينت أسباب الرفض ، أنه في عام 2004، نفذ فلسطينيان عملية استشهادية في ميناء أسدود، كانا يعرفان أن فيه مخازن للوقود وغاز الأمونيا والبروم، وقالت السلطات الصهيونية حينها، إن مرسليهما يعرفون بالضبط إلى أين قاموا بإرسالهما.