لم تستثن رياح الربيع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، التي اعتصم أهلها للمطالبة بإسقاط لجان تحسين الخدمات المعينة من قبل الحكومة. وانطلقت شرارة الاحتجاجات على الخدمات السيئة من مخيم البقعة عندما أطلق ناشطون حراكا شبابيا للمطالبة بإقالة لجنة تحسين المخيم المعينة من قبل دائرة الشؤون الفلسطينية؛ إذ اعتصم العشرات من سكان مخيم البقعة مرارا أمام لجنة الخدمات احتجاجا على الاستمرار في تعيينها وللمطالبة بانتخابها، وانتقد المشاركون في الاعتصامات صمت دائرة الشؤون الفلسطينية وعدم التفاتها لمطالبهم . وبعد أسابيع من إشهار حراك مخيم البقعة انتقلت حمى الاحتجاجات إلى مخيم إربد للمطالبة بنفس المطالب وعلى رأسها الخدماتية، إذ شهد مخيم اربد اعتصاما مواطنون ينادون بحل لجنة تحسين خدمات المخيم وإسقاط الهيئة الإدارية بسبب التقصير والمحاباة والفساد وعدم العدالة في توزيع خدماتها وتدني مستوى النظافة وتردي أوضاع البنية التحتية للشوارع وتعطل مناهل الصرف الصحي. وتتالت الاحتجاجات على أداء لجان التحسين في المخيم ليقرر ناشطو مخيم الشهيد عزمي المفتي تشكيل حراك شبابي، وإطلاق حملة جمع تواقيع على عريضة للمطالبة بانتخاب لجنة تحسين المخيم التي لا يراها شباب المخيم ملبّية لطموحاتهم؛ نظراً لتدني مستوى الخدمات والبنية التحتية وعدم وجود دور فاعل للجنة في هذا الجانب. ويقول الناطق باسم الحراك الشبابي في مخيم البقعة على الأسمر إن الحراك متمسك بكافة مطالبة التي سبق وأن تقدم بها للدائرة ولرئيس الوزراء، وقال إن الحراك ينتظر أن تتحول الوعود إلى مشاريع على ارض الواقع. وأعاد الأسمر تحميل سياسة التي تنتهجها دائرة الشؤون الفلسطينية في تعيين لجان تحسين المخيمات المسؤولية عن تردي واقع الخدمات المقدمة في المخيم، وطالب بضرورة إيجاد أليه غير التعيين تكون ممثلة لمختلف الشرائح الاجتماعية في المخيم. وكان الوضع البيئي الصعب في المخيمات القاسم المشترك لإطلاق موجة الاحتجاجات، اذ يعاني سكان المخيمات في الأردن من سوء الأوضاع الاقتصادية وتدني خدمات البنية التحتية فيها, وتتسم المخيمات بضيق الشوارع والممرات والأزقة، وانخفاض نسبة المعبّد منها وانتشار الحفر والقنوات التي تتجمع فيها المياه العادمة، وكثرة الشقوق والبالوعات المكشوفة التي تشكل مصدرا دائما للتلوث. ويبدو أن الجهات الرسمية ممثلة بدائرة الشؤون الفلسطينية تحاول احتواء هذه الاحتجاجات بالمخيمات -عبر الحوار- حسب ما قال أحد الناشطين في حراك مخيم الشهيد عزمي المفتي، إذ التقى مدير دائرة الشؤون الفلسطينية السابق وجيه عزايزة حراك البقعة لامتصاص غضب المحتجين دون تلبية أي مطلب على ارض الواقع. بينما التقى مدير دائرة الشؤون الفلسطينية بالوكالة محمود عقرباوي الحراك الشبابي في مخيم الشهيد عزمي المفتي للاطلاع على مطالبهم. وأكد العقرباوي أن الدائرة ستركز في عملها داخل المخيمات على قضايا البيئة والنظافة بشكل أساسي. وأكد خلال لقاء مع الحراك الشبابي في مخيم البقعة في مكتبة يوم الخميس أن الدائرة تعمل على تنفيذ خطة عمل تهدف لارتقاء بمستوى النظافة داخل المخيم من خلال تعيين عمال على حساب الدائرة. وبين العقرباوي أن تعيين عمال على حساب الدائرة لن يؤثر على الدور الذي تقدمة وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) داخل المخيمات، رافضا أي مساس بدور الأونروا الذي يشكل وجودها اعترافا دوليا بقضية اللاجئين. يشار أن الأونروا وفي إطار تقليص الخدمات التي تقدمها ترفض تعيين المزيد من العمال داخل المخيمات، ما يفاقم من مشكلة النظافة المستفحلة، فما تبرر الأونروا عدم تعيين أعداد إضافية بنقص الميزانية الناتجة عن عدم وفاء الدول المانحة بالتزاماتها. يذكر أن الأردن بها 13 مخيمًا فلسطينيًّا، تقدم وكالة الغوث الدولية خدماتها في 10 منها فقط هي مخيمات: جبل الحسين، الوحدات، الطالبية، الزرقاء، ماركا (حطين)، إربد، الحصن (الشهيد عزمي المفتي)، البقعة، جرش، ومخيم سوف، في حين تتولى الحكومة مهمة الإشراف بالكامل على المخيمات الثلاثة الباقية، وهي مخيمات: مأدبا (حنيكين)، وحي الأمير حسن، ومخيم السخنة.