أصدرت محكمة الصلح في مدينة بئر السبع بالأراضي الفلسطينية المحتلة أمرا بهدم مسجد المرابطين الواقع في قرية السيد في منطقة النقب، وذلك بحجة أن البناء أقيم دون ترخيص. وأفادت مؤسسة الأقصى لرعاية وإعمار المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر بأن قاضي المحكمة وافق بعد جلسة مداولات مطولة بشأن ملف المسجد على تأجيل أمر الهدم لمدة 30 يوما حتى يتسنى الاستئناف على القرار. من جهته قال المحامي المكلف بمتابعة قضية المسجد محمد سليمان إن مساحة المسجد تبلغ 150مترا مربعا، وهو الثاني في قرية السيد التي يبلغ عدد سكانها 4000 نسمة. وأوضح أن مسجد المرابطين يقع قرب مقبرة القرية الرئيسية وهناك حاجة ماسة لإقامته نظرا لبعد المسجد الآخر، مشيرا إلى أن قرية السيد تم الاعتراف بها نهاية العام الماضي ولا توجد لها خارطة هيكلية، الأمر الذي يجعل الحصول على الترخيص أمرا غير ممكن في هذه المرحلة. وأضاف أن سبب قرار الهدم هو عدم الحصول على رخصة بناء للمسجد، لكن تم التوضيح للمحكمة أن جميع البيوت في تلك القرية مقامة دون ترخيص، وتم التقدم بطلب تأجيل الهدم تمهيدا للاستئناف أمام المحكمة المركزية. وأوضح سليمان أن كافة المدن اليهودية بها خرائط مفصلة وإمكانية الحصول على التراخيص فيها سهلة، لكن في الوسط العربي فإن الأمر غير ممكن نظرا لعدم وجود خرائط مفصلة، الأمر الذي يعطل كثيرا من المشاريع كالمساجد والمدارس والمؤسسات وغيرها، بهدف إبقاء الوسط العربي كما هو دون تطوير. وذكر أن مؤسسة الأقصى، المتخصصة في متابعة المقدسات داخل الخط الأخضر، تعكف على تخطيط خارطة مفصلة للقرية تشمل مسجد المرابطين، لتكون هناك إمكانية إصدار تصريح بناء للمسجد، معربا عن أمله في إلغاء أمر الهدم. تجدر الإشارة إلى أن القرى العربية في الداخل الفلسطيني تعاني من الإهمال وتفتقر للخدمات الأساسية نتيجة عدم الاعتراف بها من قبل السلطات الإسرائيلية، الأمر الذي يبقيها بدائية ويحرم سكانها من فرص تطوير بلداتهم، ويعرض مبانيهم للهدم. وعلى مدى سنوات الاحتلال الطويلة تعرضت الأوقاف الإسلامية وخاصة المقابر والمساجد للهدم أو الاستيلاء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى ضياع كثير منها.