أثار التقريرين اللذين صدرا مؤخرًا عن خروج التعليم والمطارات الدولية المصرية، خارج المنافسة العالمية ضجة كبيرة، هذا فضلاً عن العديد من التخصصات والمنشآت التى تم إهمالها وإغلاقها بفضل القرارات التى أصدرها النظام، وهو ما سيجعل تأثيرها على الجميع بلا استثناء فى المستقبل القريب. وأعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، خروج مصر من قائمة التصنيف العالمي لدعم التنافسية في مجال التعليم الأساسي، وفقا للمسح الذي تجريه المنظمة كل ثلاث سنوات. وأكدت المنظمة في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني، أن مصر خرجت من القائمة نهائيا، بعدما كانت في المركز قبل الأخير عالميا في آخر تصنيف لها. ويتم ترتيب دول العالم وفقا لاهتمام كل دولة بعناصر العملية التعليمية، والتي تتمثل في ميزانية التعليم والمعلمين والمدارس والطلاب. تحقيق نبوءة السيسي وقال مراقبون إن هذا التدهور غير المسبوق لمصر في مجال التعليم تحت قيادة عبدالفتاح السيسي، يأتي ترجمة لنظرته المتدنية لأهمية التعليم في حياة الأمم. وكان السيسي قد أكد في مؤتمر صحفي سابق له العام الماضي، أن الأمن ومحاربة الإرهاب هي الأولوية الأولى لنظامه، متسائلا: "يعمل إيه التعليم في وطن ضايع؟". وتفاعلا مع خروج مصر من الترتيب العالمي للتعليم، دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج بعنوان #التعليم_في_مصر، للتعبير عن استيائهم من أوضاع التعليم في البلاد. وبينما علق كثيرون بغضب وجدية على تدهور العملية التعليمية في مصر؛ سخر آخرون من الأمر، مستشهدين بمقولة السيسي التي قالوا إنها نبوءة تحققت، وأصبحنا بلا تعليم في بلد ضائع. من جهته؛ قال الخبير التربوي كمال مغيث، إن "مصر خرجت من التصنيف العالمي للتعليم، لأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد ساءت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأصبحت الحكومة مشغولة بمحاربة الإرهاب، ومحاولة السيطرة على ارتفاع الأسعار وأزمة الدولار، وأهملت التعليم أكثر وأكثر". ولفت إلى أن "تصنيف الدول يعتمد على ميزانية التعليم، وعدد المدارس التي تم بناؤها، وعدد الطلاب الذين تخرجوا من المدارس، ومدى تأثيرهم على مجالات العمل، وهل وجدوا وظائف مناسبة لمجالاتهم أم لا، بالإضافة إلى وضع البحث العلمي"، مؤكدا أن "جميع هذه المؤشرات في مصر تكاد تصل إلى صفر". وأكد مغيث أن "النظام بسبب عدم اهتمامه بالتعليم، وعدم إنفاق الموارد الكافية لتطويره، تسبب في تخريج ملايين الطلبة الذين يحملون شهادات علمية وهمية، ولا يجدون فرصة عمل مناسبة لمجالاتهم". وأضاف أن "التعليم في مصر فشل منذ أيام مبارك الذي تسبب في خراب المنظومة التعليمية، وإفساد عقول الطلاب بتدريس مناهج مزيفة، وتعيين وزراء لا علاقة لهم بالتعليم، أمثال أحمد كامل بهاء الدين الذي كان طبيبا للأطفال". ورأى مغيث أن "حل هذه الأزمة يتمثل في وضع إطار واحد للتعليم؛ يحدد متطلبات العملية التعليمية وعدد الطلاب المطلوب في كل مجال، بناء على سوق العمل، على أن يتم تثبيت هذه الاستراتيجية لسنوات طويلة، ولا تتعرض للتغيير مع تغير كل وزير". من جانبه، قال الباحث السياسي جمال مرعي، إن "التعليم ليس من أولويات النظام بمصر في الوقت الحالي، حيث يعلن باستمرار أنه مشغول بمحاربة الاٍرهاب، وغير مهتم بتطوير مناخ التعليم أو جودته". وأشار إلى أن "الدستور الأخير (الذى اخرجه العسكر) نص صراحة على زيادة ميزانية الدولة للتعليم لما يقارب 5 بالمئة من الموازنة العامة للدولة، لكن النظام ضرب بهذا الدستور عرض الحائط، ولم يرفع ميزانية التعليم جنيها واحدا منذ إقرار الدستور في يناير 2014". محمد محسوب: مصر مقدمة على كارثة وتحتاج لتكاتف أبنائها المخلصين ومن جانبه علق محمد محسوب -وزير الدولة لمجالس الشؤون النيابية الأسبق- على خروج مصر من قائمة جودة التعليم، بالإضافة إلى خروجها من نادي المائة لقائمة التصنيف السنوي لافضل شركات طيران ومطارات بالعالم. وكتب عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك": "خروج من التصنيف العالمي في كل شئ ..إنذار باقتراب سقوط كارثي، لن يوقفه إلا أبناء مصر المخلصين، من يقدمون الوطن على الأهواء والشعب على الأشخاص".