عندما كنا قديمًا نسمع مصطلحات "الهليبة" فى مناطق الحدود أو الميلشيا فى المناطق التى تشهد حروبًا، كان يتقافز إلى أذهاننا عمليات القتل والنهب والسرقة التى تتم بحق الآمنين، ولكن الصمت كان يسيطر على الموقف لأن هذا هو طبيعة تلك الجماعات، لكن أن يتم الأمر عن طريق الأمن الذى من المفترض أن يكون "أمن" للمواطن لا جلاد عليه، تكون البلاد قد تحولت لغابة، وهذا ما حدث تحديدًا بإحدى صغيرات القرى بدمياط. فتلك القرية الصغيرة، التى تدعى البصارطة، والتى أعلنت على الدوام رفضها للانقلاب العسكرى على الشرعية فى البلاد، ليس من أجل شخص الرئيس مرسى، ولكن من أجل حماية الديمقراطية فى البلاد، وهذا ما جعل الأمن يعلن الاستنفار تجاه تلك القرية منذ انقلابه على الشرعية فى 2013، وقام بحصارها واعتقال رجالها وشبابها ونسائها، وحرق منازلها، وها هو اليوم يكررها مرة آخرى. فوسط حالة من الرعب يروى الأهالى ما يحدث هناك من حصار الأمن للقرية الصغيرة المسالمة، التى فقدت الكثير من شبابها ونسائها، بين شهداء ومعتقلين، ويواصل الأمن أفعاله الإجرامية تلك وقام بفرض حصار كامل على القرية منذ الثلاثاء الماضى، بل إنه لم يكتفى بذلك، فقد قام بتدمير محتويات منازل المعتقلين، وحرقه، كما اتخذها مقرًا له، وسط تعزيزات أمنية تصله كل فترة. ويحاصر الأمن القرية من جميع مداخلها وتنشر مناخ عدم الاستقرار وتحولها لثكنه عسكرية وسط حالة من الغضب والسخط بين عموم أهالى القرية. وفى جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم بحق أهالى القرية قامت قوات الأمن بإخلاء عدد من منازل المطاردين من النساء واحتلوها لإقامتهم مع استمرار توافد التعزيزات من قوات الأمن بما جعل الأهالى يصفون ما يحدث بأنه عملية قتل بالبطيء للمواطنين، بعد انتشار الخوف بينهم جراء الجرائم التى يتعرضون لها منذ فجر أمس الثلاثاء وحتى اليوم الأربعاء. وأسفرت عمليات الاقتحام للمنازل وتحطيم الأثاث وسرقة المحتويات وترويع الأهالى بالأمس عن اعتقال 5 أشخاص، وهم: "يوسف العطوي، والسيد البدوي، وهادي الزيات، وشادي الزيات، ومحمد البدوي" وفقا لما وثقته مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان التى استنكرت بدورها الجرائم بحق أهالى البصارطة كما العديد من المنظمات الحقوقية. وأكد أهالى البصارطة رفضهم بشكل كامل عمليات القتل وسفك الدماء بحق أي مصري، عبر بيان صدر عنهم مساء أمس، مستنكرين عملية قتل الخفير النظامي "حازم الأمير" صباح أمس، التي حاول بعض المغرضين إلصاقها بأبناء القرية. ياتى هذا ولازالت الإنتهاكات متواصلة بحق أهالي القرية من اقتحام منازل المواطنين وتكسير محتوياتها و الاستهتار بحياة وممتلكات المواطنين.. وسط مناشدت ومطالبات حقوقية للنيابة العامة بالقيام بدورها وفتح تحقيق عالج فى هذه الوقائع والإفراج عن المعتقلين بشكل تعسفى. من جانبها ذكرت مؤسسة ،عدالة لحقوق الانسان ، عن أنباء عن إخلاء منازل المواطنين لحرقها بقرية البصارطة بعد محاصرتها لليوم الثاني على التوالي حيث يتعرض أهالي قرية البصارطة بمحافظة دمياط، لانتهاكات عدة من قبل قوات الأمن بعد أن تم محاصرتها لليوم الثاني على التوالي ومناشدات لوقف تلك الانتهاكات التي تمارس بحقهم منها بحسب ماذكر شهود العيان: – تكسير واقتحامات وسرقة ونهب لمنازلهم وحصار مازال مستمرا واعتقالات بالجملة خاصة الشباب. ولذلك تدين مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان تلك الانتهاكات وتطالب بسرعة وقفها ومحاسبة المتورطين.