عند تحية البلاد قديمًا، كان نوع من احياء الإخلاص والأمل لوطننا، لكنه تبدل على يد النظام وأصبحت "تحيا مصر"، شعار يذكرنا بالفساد والقمع والتنكيل والقتل، وهى صورة يريدها العسكر بقوة ويصدرونها فى الشارع المصرى لقتل أى نوع من الانتماء للبلاد حتى يضمنوا بقائهم فى مناصبهم بأى شكل. ويُعد حادث تسمم 2243 تلميذ فى سوهاج، خير دليل على ذلك، فقد كشفت مصادر في وزارة " التعليم" ، عن تورط جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة المصرية، في واقعة تسمم تلاميذ مدارس محافظة "سوهاج". وأكدت المصادر ذاتها، أن وزارة التعليم، تعاقدت منذ العام الماضي، مع جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، لتوريد التغذية المدرسية للطلاب، وتحمل أغلفة وجبات التغذية المدرسية، شعار "تحيا مصر"، وتنويها يقول "معبأ خصيصا لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ق.م". وشركة النصر للخدمات والصيانة "كوين سرفيس"، هي إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابعة لوزارة الدفاع في مصر، وهي المعنية بالإشراف على مشروع التغذية المدرسية، وتحمل أغلفة الوجبات المقدمة للتلاميذ اسم الشركة. وكانت "راندا حلاوة" رئيس الإدارة المركزية لمعالجة التسرب من التعليم، صرحت في وقت سابق، بأن "اختيار جهاز الخدمة الوطنية فى توريد الوجبة المدرسية للطلاب لأول مرة جاء بهدف توريد وجبة كاملة العناصر الغذائية للطالب، سواء ما يتعلق بالبسكويت أو الوجبة الجافة والتى تشمل جبنة وعيش". وأضافت "حلاوة"، أن "نسبة 90% من التغذية يتم إنتاجها وتصنيعها من قبل جهاز الخدمة الوطنية ووزارة الزراعة". ويتولى جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة المصرية، منذ أكتوبر الماضي، توفير البسكويت والوجبة الجافة، أما "الفطيرة" فينتجها المشروع الخدمى بوزارة الزراعة. وسبق أن شارك "جهاز الخدمة الوطنية"، في تصنيع الوجبة المدرسية خلال العام الماضي على نطاق ضيق في 6 محافظات فقط، بينما هذا العام تم إدخال وجبته ل95% من مدارس محافظات مصر. وشهدت مدارس مصرية حوادث مماثلة من قبل، كان آخرها في شهر نوفمبر الماضي، عندما أعلنت وزارة الصحة عن الاشتباه في إصابة 139 تلميذا بمدرسة في محافظة "البحيرة"، وسط الدلتا، بتسمم غذائي. وفي أكتوبر 2014، أعلن "أيمن سمير"، المسؤول الإعلامي بمديرية التربية والتعليم بمحافظة"السويس"، شمال شرق البلاد، عن تسمم 178 حالة بسبب تناول ألبان التغذية المدرسية، . جدير بالذكر، أن وزارة التعاون الدولي، وقعت في ديسمبر الماضي، اتفاقيتين مع الاتحاد الأوروبي للحصول على منحتين بقيمة 120 مليون يورو، لدعم المشروعات الصغيرة، وزيادة عدد الأطفال المستفيدين من التغذية المدرسية. وقالت "سحر نصر" وزيرة التعاون الدولي، في بيان، إن المنحة المخصصة للتغذية المدرسية تأتي في إطار مطالبة السيسي بضرورة الإسراع في توسيع برنامج تغذية المدارس، ليصبح 500 ألف طفل خاصة في المحافظات الأكثر احتياجا. وقالت إن "التغذية المدرسية لها دور كبير في تحسين الرعاية الصحية للطلاب، والتخفيف عن الأسر، والقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية". ويصعب حصر إمتدادات الإمبراطورية الاقتصادية المملوكة للجيش المصري، وسط تقديرات تقول إن "الجيش يسيطر على ما يتراوح بين 50 و60% من الاقتصاد". ومنذ الانقلاب العسكري، في 3 يوليو 2013، على الشرعية بالبلاد، يتوسع الجيش المصري في مشروعات تشمل مواد الغذاء، وتربية العجول والأبقار، وصناعة السكر والدواء والألبان والحديد والأثاث، وتأجير قاعات الأفراح، وبيع الحلويات، وإقامة المزارع السمكية. وخلال أكثر من عامين من حكم السيسي، حصل الجيش رسميا على حق استغلال الطرق في عموم البلاد مدة 99 عاما، كما بدأت سياراته تنتشر في الشوارع لبيع المواد الغذائية، ومؤخرا دخل الجيش على خط المنافسة في بيع مكيفات الهواء وتوريد الدواء للمستشفيات، وتولي مشاريع حراسة المؤسسات المدنية، عبر شركة "كير سيرفس". وتحصل كل مصانع الجيش وشركاته على إعفاء كامل من الضرائب والجمارك، بما يتضمن إعفاء منشآت الجيش الاقتصادية من الضرائب العقارية المفروضة على سائر المنشآت؛ الأمر الذي يسمح لها بتقديم المنتجات والخدمات بأسعار أقل من نظيرتها.