في حضرة الذكرى السنوية الثامنة لمعركة الفرقان ، نقف وقد سجلت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام ، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، مواقف أكثر تطورًا وتنظيمًا سطرت فيها معاني الشجاعة والجرأة ستخلد بالتاريخ ، فهي التي قد جسرت في سنوات قليلة فجوة هائلة بين قوة عسكرية متطورة جدًا مدعومة تكنولوجيًا وماليًا ، وبين مقاومة تعتمد على الله أولًا وأخيرًا وعلى قدراتها الذاتية رغم الحصار والتضيق والخذلان العربي. وبعد 8 سنوات من حصار مشدد ، وتصعيد صهيوني مكثف ، خاضت خلالها كتائب القسام ثلاثة حروب "الفرقان" و"حجارة السجيل" و"العصف المأكول"، باتت بحمد الله اليوم أقوى من السابق ، ولازال تطور أداءها العسكري مستمر ، وآخذ بتصاعد بصورة متسارعة جاهدةً أن تكون أية مواجهة مقبلة مع كيان الاحتلال أكثر قوةً، وأشد ردعًا وإيلامًا. تطور سريع وقت قصير ما بين حرب وحرب وفي كل حرب هناك رجال يضحون بأوقاتهم وعرقهم وجهدهم في بناء سلمة جديدة للصعود ، الأمر الذي لا يمكن للمراقبين على الساحة أن يقفزوا عن هذا الأداء الذي قدمه أبطال القسام ولا زالوا. فبعد 8 سنوات ومن خلال الميدان ، أثبتت كتائب القسام مدى قوتها وقدرتها ، على الرغم من الحصار المالي والعسكري الذي تواجهه ، إلا أنها مستمرة في التجهيز والإعداد لأية معركة قادمة، مثبتة أن الحصار فشل في شل نموها وتسلحها. وما وصلت له المقاومة اليوم في وضع غير مسبوق وقوي وقادرة على الرد ، فأنها لن تسمح للاحتلال تغيير معادلات الفعل ورد الفعل على الأرض. أكثر ذكاءًا.. وأفضل أداءًا وعلى مدار 8 سنوات بعد الحرب ، أصبح هناك تطورًا لافتًا في أداء القسام وامتلاك مقاتليه الخبرة والاحتراف في أرض المعركة ، والذي يضاهي ويتفوق على مقاتلي أكثر الدول تقدمًا. فقد خرجت كتائب القسام بكثير من العبر بعد حرب الفرقان ، وبالتالي أدخلت تحسينات على أدائها السياسي والعسكري, وأن ما قام به الجناح العسكري خلال الآونة الاخيرة يدل على التطور النوعي في الإمكانات والدقة في إدارة المعركة مع العدو. وكانت كتائب القسام ولا زالت أكثر ذكاءًا ، وأفضل أداءًا من جيش الاحتلال، فأنها استطاعت أن تؤلم العدو بالرغم فارق الإمكانات الكبير بينها وبين ما يمتلكه العدو من ترسانة عسكرية قوية ، وتمويل من الولاياتالمتحدة وغيرها. فقد كان التطور الدائم في الأداء والابداع العسكري للكتائب ، يراقبه العدو جيدًا ، ويبدي قلقًا شديدًا منه ، كذلك فإن إدخال التكنولوجيا في العمل الميداني ، وظهور أسلحة جديدة ونوعية كان لها وقع الصدمة على المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية التي لم تخفي تفاجئها وقلقها من ذلك. أكثر قوةً وأشد بأسًا وقد أضحت المقاومة الفلسطينية أكثر قوةً وأشد بأسًا ، بعد خوضها حروب "الفرقان" و"حجارة السجيل" و"العصف المأكول". فالواقع يؤكد صلابة وصمود كتائب القسام والمقاومة في مواجهة هذا العدو الذي يمتلك أعتى آلة عسكرية مدعومة من الغرب ، كما أن المقاومة لها دور كبير على مستقبل القضية الفلسطينية، وقد مثل التطور اللافت لأدائه الميداني والعسكري والأمني والإعلامي والنفسي في السنوات الأخيرة "نقطة ارتكاز" في تطور مشهد الصراع. وبعد 8 أعوام على حرب "الفرقان" ، نجد أن المقاومة قد أجبرت الاحتلال على احترام الواقع الجديد ، فلم تعد غزة جناحًا يسهل كسره أو الانقضاض عليه ، فقد بات على قادة العدو أن يفكروا كثيرُا قبل أن يقدموا على أية مغامرة عسكرية جديدة ، فالقسام أصبح بحجم جيش يحسب له ألف حساب يخشى الاحتلال انفجاره وغضبه.