حذرت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" من أن استمرار حصار قطاع غزة وتعطيل إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، "سيولد انفجارا جديدا في وجه الاحتلال الإسرائيلي". وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، في كلمة له خلال مهرجان نظمته حركة "حماس" في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، لتكريم عائلات قتلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة، مساء اليوم الخميس: "استمرار حصار غزة وتعطيل الإعمار سيكون صاعق تفجير جديد وسيتحمل العدو موجة الانفجار كاملة". وأضاف أن "العدو الإسرائيلي هو المسؤول الأول عن تعطيل الإعمار ومقاومتنا لا تزال وستظل ضاغطة على الزناد وستظل بندقيتها مشرعة في وجه العدو ولن يقبل شعبنا المساس بكرامته والعودة للمربع الأول تحت أي ظرف من الظروف ومهما كانت الحجج والتبريرات". وألمح أبو عبيدة أن كتائب القسام تمكنت من أسر جندي إسرائيلي ثان في مدينة رفح خلال الحرب الأخيرة، قائلا: "نعلم أنكم تنتظرون من كتائب القسام قولاً ما، كما رأيتم منها في الميدان فعلاً، ونحن نقول لن يسمع شعبنا وأمتنا منّا إلاّ ما يسرّهم، وما يشفي صدورهم، وما يرفع رؤوسهم، لكن القسام تدرك ما تقول ومتى تقول وكيف تقول، تماماً كما أنها تتقن ما تفعل ومتى تفعل وكيف تفعل". وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام في 20 من يوليو/تموز الماضي، عن خطفها شاؤول آرون خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرقي مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس". وتتهم إسرائيل حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس/آب الماضي، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفيه. وفي سياق آخر، قال أبو عبيدة إنّ "العدو الذي فشل في غزة يحاول اليوم على عجل أن يلتقط ماء وجهه من على أرض القدس والضفة، ولكن هيهات، فأبطال المسرى حاضرون، فلا مجال لصعود الصهاينة بعد العصف المأكول، فهم في منحنى الهبوط، مهما حاولوا عبثاً أن يستعينوا بالقريب والبعيد". وأشار إلى أن "العدو الإسرائيلي" تفاجئ بتعاظم وتضاعف قوة كتائب القسام وجهوزية المقاومة الفلسطينية في معركة "العصف المأكول" بعد أن "أوهمته" الأجهزة الاستخبارتية والعسكرية الإسرائيلية بتدمير قوة المقاومة في معركة "حجارة السجيل" التي بدأت باغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري. وأكد "أن المقاومة شطبت في معركة العصف المأكول كافة الخطوط الحمراء وفرضت معادلات جديدة وأسقطت نظريات الأمن القومي الإسرائيلي، وأفشلت القدرات الأمنية والاستخبارية وسحقت صورة الجندي الإسرائيلي". وشنت إسرائيل هجوما عسكريا واسعا على غزة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، قالت إنه للقضاء على البنية التحتية ل"حماس" في غزة، وأسفر هذا الهجوم، الذي استمر ثمانية أيام وأسمت الفصائل الفلسطينية في غزة تصديها لها ب"حجارة السجيل"، عن سقوط 161 قتيلاً و222 جريحاً، بحسب أرقام رسمية فلسطينية. وبدعوى وقف إطلاق الصواريخ، شنت إسرائيل حربا على القطاع في السابع من يوليو/تموز الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق أرقام فلسطينية رسمية. وأسمت الفصائل الفلسطينية تصديها لهذه الحرب ب"العصف المأكول".