بعد مرور نحو عامين ونصف العام على العدوان الصهوني على قطاع غزة المحاصر ، والذي شنته قوات الاحتلال على القطاع المحاصر في يوم 8 يوليو عام 2014 ، وبعد الفشل الذريع الذي أصاب الاحتلال الصهيوني ومنظومة القبة الحديدية التى يعتمد عليها بعد أن أصابت صواريخ المقاومة الفلسطينية عمق الاحتلال ، أكد وزير الصناعة العسكرية الأذربيجاني ، يافير جمالوف ، إبرام بلاده صفقة مع تل أبيب ، للحصول على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ ، بحسب وكالة الأنباء الأذربيجانية ، وقال: "إن هذا الاتفاق تم التوصل إليه على مستوى وزارتي الصناعات العسكرية في البلدين". وأكد "جمالوف" توقيع اتفاق بين وزارة الدفاع الأذربيجانية والسلطات الصهيوني ، بشأن شراء نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" ، وسبق أن أعلن الرئيس الأذربيجاني ، "إلهام علييف" ، أن باكو وتل أبيب أبرمتا، خلال سنوات التعاون بينهما في مجال الصناعات العسكرية، عقودا تصل قيمتها إلى خمسة مليارات دولار. القبة الحديدية ظهرت الحاجة الملحة لنظام دفاع يحمي الكيان الصهيوني من الصواريخ قصيرة المدى ، بعد حرب يوليو 2006، حين أطلق "حزب الله" ما يزيد على 4000 صاروخ كاتيوشا قصير المدى ، سقطت في شمال الأراضي المحتله ، وأدت إلى مقتل 44 مدنيًا صهيونيًا ، وأدى التخوف من هذه الصواريخ ، إلى لجوء حوالي مليون مستوطن إلى الملاجئ. وتشمل المنظومة جهاز رادار، ونظام تعقب ، وبطارية مكونة من 20 صاروخًا اعتراضيًا ، وبدأت حكومة الاحتلال نشر هذا النظام حول قطاع غزة ، ودخل حيز التشغيل في النصف الثاني من العام 2010. واحتفل الكيان الصهيوني بتشغل المنظومة الآمنه التى ظل يسوقها بين مواطنيه انها الأقوى والحل الفعال الذي يتعرض لأى هدف يصيبهم ، ولذلك لمميزاته الفائقة ، ولكنه لم يكن يدرك أنها ستسقط أمام صواريخ المقاومة مما يجبره على بيعها بثمن زهيد. احتوت منظمة القبة الحديدة على محطة الرادار المتعددة المهام من طراز "أم – 2084" ، ونظرًا إلى أن 75% من صواريخ المقاومة لا تصيب أهدافًا محددة لها ، فإن الرادار يقوم بالحسابات ، دون أن يرسل أمرًا باعتراض الهدف ، في حال تدل الحسابات على أن الصاروخ سيسقط في منطقة غير مأهولة ، بالإضافة إلى مركز إدارة النيران، ويعني الوقت من لحظة اكتشاف الهدف ، حتى إطلاق صاروخ مضاد له ، يبلغ بضع ثوان. منصات ينصب في كل منها 20 صاروخًا مضادًا من طراز "تامير" ، حيث يبلغ طول الصاروخ 3 أمتار، وقطره 160 ميليمترًا ، ووزنه 90 كيلوجرامًا، ويزود رأس الصاروخ بمفجر ينفجر عن بعد ، وكان دمر الرأس القتالي لصاروخ القبة الحديدية بنجاح في يناير عام 2007، صاروخ "القسام" عيار 122 مم، وفي 25 مارس عام 2009، أنجزت بنجاح تجربة هذه المنظومة الاختبارية، إلى جانب تشكيل الجيش الصهيوني كتيبة، في إطار نظام الدفاع الجوي، تستوعب منظومة القبة الحديدية أولًا، ثم تتحكم فيها. وتم نشر أول مجموعتين لمنظومة "القبة الحديدية" في مارس عام 2011، في ضواحي عسقلان وبئر السبع ، وذلك للحماية من الصواريخ المطلقة من قطاع غزة، وأسقطت المنظومة في أثناء قصف البلدات الفلسطينية المحتلة في أبريل عام 2011، 8 صواريخ "جراد" من مجموع 8 صواريخ تم إطلاقها نحو مدن تحميها المنظومة، وتم نشر مجموعة ثالثة للمنظومة في ضواحي مدينة أشدود. المقاومة تعلن فشل "القبة الحديدية" قال الخبير العسكري الصهيوني في مجال الصواريخ ، "ناتان فاربر" ، إن هناك شكوكاً كبيرة في نجاح منظومة القبة الحديدية ، في مواجهة القذائف الصاروخية الفلسطينية ، وتساءل: "لماذا تستعد الجبهة الداخلية الإسرائيلية للقيام بعمليات إخلاء جماعية للإسرائيليين، عند اندلاع أي مواجهة عسكرية قادمة، لا سيما على الحدود مع غزة، ولماذا لا يشعر أكثر من 25% من الإسرائيليين بالأمان، في حال بدء تساقط الصواريخ عليهم؟". وأكد أنه مقابل ما تعلنه المؤسسة الأمنية الصهيونية ، بأن نجاحات القبة الحديدية وصلت نسبتها 90%، فإن ربع المستوطنين فقط يعتقدون بذلك ، وأورد فاربر جملة إحصائيات، تؤكد وجهة نظره المشككة، في هذه الثقة التي تعلنها حكومة الاحتلال بالقبة الحديدية، ومنها أنه في حرب غزة الأخيرة ، أعلن الناطق العسكري الإسرائيلي أن 735 قذيفة صاروخية سقطت على الأراضي المحتله. وبحسب الخبير العسكري، فإنه طالما أن النجاحات المعلنة للقبة الحديدية هي 90%، فإن ذلك يعني أن سبعين قذيفة صاروخية نجحت في الإفلات من القبة الحديدية، مع أن إعلانًا آخر للناطق العسكري الصهيوني ، ورد فيه أن 225 قذيفة صاروخية أصابت مناطق سكنية ، واعتبر أنه بغض النظر عن الإحصائيات المتضاربة في وقت الحرب ، فإن السؤال الأهم هو "لماذا لا تزيد نسبة من يشعرون من الإسرائيليين بالأمان عن 25% فقط؟" ، كما تساءل أيضًا عن شعور الباقين البالغة نسبتهم 75%، وهل هذا يعني عدم الاعتماد على منظومة الدفاع الإسرائيلية؟. ونقل عن ضابط صهيوني في قيادة الجبهة الداخلية، أنهم سيبعدون الإسرائيليين عن مرمى نيران قذائف الهاون قصيرة المدى، التي لا يزيد نطاقها عن سبعة كيلومترات، ما يعني إخلاء عشرين ألف مستوطن في منطقة غلاف غزة، وهذا الرقم سيكون خمسة أضعاف، إن تعلق الأمر بسكان التجمعات السكانية الشمالية، وتساءل: "كيف سيتم إخلاء هذه الأعداد من الإسرائيليين، تحت النيران بالدبابات أو ناقلات الجند، وأين سيتم إخلاؤهم؟". ومن أبرز نقاط الضعف وفق بعض الخبراء ، أن "القبة الحديدية" غير قادرة على اعتراض قذائف الراجمات وصواريخ القسام المستوية المسار، التي يقل مداها عن 4.5 كيلومترات، في إشارة إلى قذائف الراجمات وصواريخ القسام، التي أطلقت على مدى السنوات السبع الماضية، في مناسبات مختلفة على سديروت، التي تقرر بسببها تطوير "القبة الحديدية" منذ البداية. "العصف المأكول" أنهت على وهم القبة الحديدية قالت صحيفة "هآرتس" العبرية ، أن نظام القبة الحديدية أثبت فشله ولم يحقق سوى الأوهام للاسرائيليين الذين انتظروه بفارغ الصبر لتقليل حجم الأضرار التى تسببها صواريخ المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة. وكتب المعلق العسكري للصحيفة "رؤبين بدهتسور" أن نظام القبة الحديدية عاجز عن الدفاع عن المستوطنين بالجنوب ، نتيجة للكلفة العالية لهذا النظام ، ولانه لم تتوقف ضواريخ المقاومة الفلسطينية عن الانطلاق نحو مستعمرات الجنوب ، وما يجري من فرح وتهليل لنجاح القبة الحديدية في التجارب التى اجريت حتى الآن ما هو إلا وهم كبير وتضليل للشعب الاسرائيلي ، كما أنه من المحتمل أن تنفد كميات صواريخ القبة الحديدية قبل أن تنفد صواريخ المقاومة الفلسطينية ، وهو ما يسبب خسارة اقتصادية لحكومة الاحتلال نتيجة لقلة ثمن الصاروخ الفلسطيني مقارنة بنظيره المضاد له ، كما أن الصاروخ الفلسطيني الذي ينطلق مثلًا من بيت حانون بقطاع غزة يصل إلى مستوطنة سيدروت في 14 ثانية فقط ، في حين يحتاج صاروخ القبة الحديدية إلى نحو 30 ثانية لاسقاط الصاروخ الفلسطيني ، بعنى أن أى صاروخ فلسطيني ينطلق على بعد اقل من 4 كم عن قطاع غزة لا يوجد له نظام حماية لان الوقت اللازم لايقافه او للتصدي له قليل جدًا ، هو ما أدركته الحكومة الصهيونية السابقة مطلع عام 2008 ، ولذلك قامت بتحصين القرى والبلدات الاسرائيلية التى تحيط بغلاق غزة بمحيط 4.5 كم ، مع وهم المواطنين الاسرائيليين بهذه الاماكن بان القبة الحديدية يمكنها حمايتهم بسهولة من الصواريخ الفلسطينية . وذكرت الصحيفة الاسرائيلية أن الصواريخ الفلسطينية التى أطلقتها حماس اثناء الحرب الصهيونية الاخيرة على قطاع غزة قد زادت سرعتها ثلاثة اضعاف ما كانت عليه قبل الحرب ، بمعنى أن القبة الحديدية يجب أن تزيد مدى دفاعاتها الجوية قبالة الصواريخ الفلسطينية حتى 12 او 16 كم ، وهو ما يعنى حماية سكان مستوطنة عسقلان ايضًا.