في يوم 25 يونيو 2006 فجرت حركه المقاومه الأسلاميه "حماس" مفاجأة ، وذلك بإعلانها خطف احد جنود الأحتلال وهو "جلعاد شاليط" إثر عملية معقدة نفذتها في القاعدة العسكرية الصهيونيه بمنطقة كرم أبو سالم. وهذه العمليه قد شكلت أزمة كبيره لحكومة الأحتلال آنذاك ، كما انها كانت بارقة أمل لدى الكثيرين من الأسرى في سجون الاحتلال ، وذلك بالإفراج عنهم في عملية تبادل بين الطرفين. وبعد مررو 5 سنوات على ذكرى إتمام صفقة "وفاء الأحرار" ، بدأت الأوساط الفلسطينية تتحدث عن إمكانية عقد مثل هذه الصفقات مع الاحتلال لتحرير الأسرى الفلسطينيين الذين تعج بهم سجون الأحتلال الصهيوني ، مقابل تسليم حركة حماس بعض الأسرى الصهاينة. "الوهم المتبدد".. هكذا وقع "شاليط" في الآسر ! في فجر 25 يونيو عام 2006 ، إستهدفت كتائب الشهيد "عزالدين القسام" ، قوة صهيونية مدرعة من لواء "جفعاتي" ، كانت هذه القوه ترابط ليلًا في موقع "كيريم شالوم" العسكري التابع لجيش الاحتلال ، حيث نجح عدد من المقاتلون الفلسطينيون من التسلل عبر نفق أرضي كانوا قد حفروه سابقًا تحت الحدود إلى الموقع هذا ما ساعدهم في مباغتة قوات الأحتلال. ونتج عن هذه العمليه مقتل جنديان وإصابة 5 آخرين من جيش الأحتلال ، بالاضافه الي أسر شاليط ونقلة إلى مكان آمن في قطاع غزة ، وتعد هذه العمليه من أكثر العمليات الفدائيه الفلسطينية تعقيدًا ، حيث تمكن المقاتلون الفلسطينون من اقتياد الجندي الأسير إلى عمق القطاع بسرعة فائقة ، وذلك رغم التعزيزات الجويه الفورية لجيش الأحتلال. وقام جهاز المخبرات الصهيوني الداخلي بعد هذه العمليه بتنشيط المئات من عملاءه في قطاع غزه ، وذلك للبحث والتحري عن مصير شاليط ومكان اعتقاله. وفي محاولات جيش الأحتلال لتحرير شاليط ، قامت قوات الأحتلال بشن عده هجمات في مناطق متفرقه داخل قطاع غزه ، ولكن جميع هذه المحاولات خظيت بالفشل. وبعد مرور عام علي أسر شاليط قامت "القسام" بأرسال شريطًا مسجلًا بصوته ، وفي هذا التسجيل يقول "شاليط" أن حالته الصحية تتدهور وإنه محبط لعدم إستاجبة حكومته لمطالب القسام. خمس أعوام من المفاوضات صاحب إعلان أسر الجندي بدايه تحرك شامل لأطراف عربيه ودوليه للتواصل مع حركه حماس في غزه وخارجها وهذا ما اكده خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل"حماس" ، ومن هذه الأطراف "مصر ، قطر ، سوريا ، تركيا ، فرنسا ، أسبانيا ، وعده دول آخري". والد "جلعاد شاليط" أرسل رساله إلي خالد مشعل ، طلب منه أن يعمل علي إنجاز إتمام صفقه ابنه ، وبعد ذلك سمحت "حماس" للجندي بأرسال رساله إلي والده وذلك عن طريق الوسيط المصري. وخلال خمس أعوام من المفاوضات ، دارت معارك سياسية وعسكرية بين المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال ، ولكن لم ينجح ضغط قوات الاحتلال ، فكان عليها أن تختار بين المفاوضة مع "حماس" أو الأستمرار علي الخيار العسكري. ومن جديد ظهر ميل الكيان الصهيوني للخيار العسكري ، حيث شنت عملية عسكرية ، وأكد جيش الاحتلال أن أهم أهداف العمليه إعاده "شاليط" إلي اهله ، ولكن فشل جيش الاحتلال في هذا الأمر. وقال محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس: "بعد اسر الجندي أرسل أحد الأخوه من خان يونس إلي الوفد المصري الموجود بقطاع غزه وابلغهم أن الجندي لدي "حماس" ولم يعطيهم أي تفاصيل ، وحاول الوفد المصري الوصول إلي أي معلومات ولكنه لم يصل لأي معلومات. كما قال موسي أبو مرزوق ، عضو المكتب السياسي بالحركه: " قصه شاليط بالتحديد كانت توضح كم أن إسرائيل مُدلله لدول العالم حيث أن كل هذه الدول تقوم بالتدخل للأفراج عن شاليط صاحب ال20 عام آنذاك". وبعد ذلك وافق الاحتلال ، علي خروج وفد ليلتقي بقياده الحركه في غزه وهم "صالح العاروري ، يحي السنوار ، محمد جمال" ، ولكن وقبل موعد الخروج سقطت حكومه الأحتلال وتوقفت اللقائات داخل سجون الأحتلال ، وذلك بعد ان اصبح "نتنياهو" هو رئيس حكومه الأحتلال ، وكلف "نتنياهو" شخصًا جديدًا وهو "هاداس" الذي كان في الموساد بملف شاليط. أخيرًا.. وفاء الأحرار تمت صفقة التبادل بعد أكثر من خمس سنوات قضاها "شاليط" في الأسر ، وكان ذلك في مكان سري بقطاع غزة ، حيث عجزت قوات الاحتلال بكل قدراتها الاستخبارية وعملائها في القطاع عن الوصول إلى مكان أسره ، كما فشلت حربها التي شنتها نهاية 2008 وبداية 2009 في إنقاذه من الأسر ، وقد شملت الصفقة كل الاسيرات الفلسطينيات وعلى رأسهن الصحفية الاردنية "أحلام التميمي" ، كما شملت الصفقة قيادات فلسطينية أصحاب المحكوميات العالية و التي تصل إلى 745 عامًا. وقامت قوات الأحتلال الصهيوني في يوم 18 اكتوبر 2011 بالافراج عن 477 اسيرًا عربيًا ، ووجهت كتائب القسام عشرات من السيارات رباعية الدفع متطابقة الشكل إلى معبر رفح ، "شاليط" في إحداها، ودخل شاليط في تمام الساعة 10:05 صباحًا إلى الجانب المصري من معبر رفح والقائد "أحمد الجعبري" قابض على يده ، وذلك إلى جانب مجموعة كبيرة من مقاتلي القسام وبينما اطمأن الاحتلال الصهيوني على "شاليط" أفرج عن نصف الأسرى المحررين ، ودخل الأسرى الفلسطينيون المحررون إلى معبر رفح يستقلون عدداً من الحافلات ملوحين بعلامات النصر. وفي يوم 18 ديسمبر 2011 ، أعلن "أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب عز الدين القسام في مؤتمر صحفي عقده في غزة "إتمام صفقة وفاء الاحرار بتحرير 1050 اسيرًا فلسطينيًا" ، وقال: " لقد حررنا عشرين في المئة من الاسرى في سجون الاحتلال وسنواصل الجهاد لتحرير الباقين". وكان عدد كبير من المسؤولين الفلسطينيين من حركتي فتح وحماس بجانب باقي الفصائل الفلسطينيه الأخري ، في استقبال المفرج عنهم ، وذلك في ساحة المقاطعة في رام الله حيث مقر الرئاسة الفلسطينية. ووصل 505 من الأسرى المفرج عنهم إلى رام الله في الضفة الغربية ، فيما كانت الدفعة الأخرى التي تضم 41 أسيرا تدخل في الوقت نفسه قطاع غزة ، وذلك في يوم الأحد 18 ديسمبر 2011. ذكري الصفقه نظمت حركه "حماس" في 17 اكتوبر الماضي مهرجان "أسرانا الأبطال مازلنا على العهد"، في قطاع غزة وذلك بحضور ممثلين عن فصائل العمل الوطني والإسلامي ، وأكدت الحركة على أن الخنادق والبنادق والسلاح هي الحل لمواجهة الاحتلال في سبيل تحرير كل الأسري الفلسطينيين داخل سجون الأحتلال . كما اكدت الحركه أن صفقة "وفاء الأحرار" كانت تأكيدًا على مبدأ أن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. وقال احدي الأسري المحررين إياد أبو فنونة " إن الصفقة أثبتت للاحتلال أن كتائب القسام تعلم جيدًا كيف تُخرج وتُحرر الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وأضاف أن عملية إخفاء الجندي شاليط على مدار 5 سنوات في القطاع، أكدت للاحتلال الذي حاول بكل الطرق معرفة موقعه أن غزة قادرة على الصمود في وجه القصف والحصار والقتل دون أن تستسلم أو ترفع الراية البيضاء مهما تكالبت عليها دول الشرق والغرب".