بعد مررو 5 سنوات على ذكرى إتمام صفقة "وفاء الأحرار" أو صفقة "شاليط"، بدأت الأوساط الفلسطينية تتحدث عن إمكانية عقد مثل هذه الصفقات مع الاحتلال لتحرير الأسرى الفلسطينيين الذين تعج بهم السجون الإسرائيلية، مقابل تسليم حركة حماس بعض الأسرى الصهاينة. ما هي صفقة شاليط؟ هي أضخم عملية تبادل تمت بين حركة حماس والكيان الصهيوني بوساطة مصرية، وتُعرف لدى الفلسطينيين بصفقة "وفاء الأحرار" أو صفقة "الألف أسير"، حيث تم خلالها تحرير 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي اُسر لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عام 2006، لأكثر من 5 سنوات، دون أن يستطيع العدو الصهيوني بكل وسائله واستخباراته التي يدعي تفوقها الوصول إلى معلومة واحدة تدل على مكانه. شملت الصفقة تحرير أسرى من كافة الأراضي الفلسطينية، قطاع غزة، والضفة، والقدس المحتلة، والأراضي المحتلة عام 1948، بالإضافة لأسرى من الجولان السوري المحتل، إلى جانب الإفراج عن أسرى مسيحيين في سجون الاحتلال. تمت عملية التبادل حينها على مرحلتين، الأولى وقعت صباح يوم 18 أكتوبر عام 2011، وتم خلالها الإفراج عن 477 أسيرًا، فيما جاءت المرحلة الثانية في 18 ديسمبر من نفس العام، وتخللها الإفراج عن 550 أسيرًا فلسطينيًا، ليكون مجموع المرحلتين 1027 أسيرا، إضافة إلى 20 أسيرة فلسطينية أطلق سراحهن في أكتوبر عام 2009 مقابل شريط فيديو يظهر الجندي شاليط حيًا. بعيدًا عن الإنجاز العددي الذي استطاعت حركة حماس تحقيقة مع الكيان الصهيوني خلال الصفقة، من خلال الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل جندي صهيوني واحد، إلا أنها شكلت أيضًا نقطة فاصلة لدى الاحتلال الصهيوني، حيث أثبتت فشل كافة أجهزة الاستخبارات الصهيونية التي تدعى القيادات الإسرائيلية تفوقها، فقد عكفت على البحث طوال الخمس سنوات عن مكان تواجد الأسير الفلسطيني لكنها فشلت في تحديد مكان احتجازه، الأمر الذي أعطى المزيد من الصلابة لموقف حماس خلال مفاوضات الصفقة، كما أن عملية الأسر التي قامت بها حركة حماس للجندي شاليط، تعتبر الأولى من نوعها التي تتم داخل الأراضي الفلسطينية. الاحتفال بذكرى الصفقة نظمت حركة حماس مهرجان "أسرانا الأبطال مازلنا على العهد"، في قطاع غزة، أمس الاثنين، بحضور ممثلين عن فصائل العمل الوطني والإسلامي وجمعية "واعد" للأسرى والمحررين، وأكدت الحركة على أن الخنادق والبنادق والسلاح هي الحل لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في سبيل تحرير كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وإعادة الأسرى إلى عائلاتهم، وأن صفقة "وفاء الأحرار" كانت تأكيدًا على مبدأ أن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. في ذات الإطار، قال الأسير المحرر ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، والناشط في حركة حماس، إياد أبو فنونة، إن الصفقة أثبتت للاحتلال أن كتائب القسام تعلم جيدًا كيف تُخرج وتُحرر الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وأضاف أن عملية إخفاء الجندي شاليط على مدار 5 سنوات في القطاع، أكدت للاحتلال الذي حاول بكل الطرق معرفة موقعه أن غزة قادرة على الصمود في وجه القصف والحصار والقتل دون أن تستسلم أو ترفع الراية البيضاء مهما تكالبت عليها دول الشرق والغرب. أوراق ضغط جديدة على الاحتلال في الوقت الذي تحتفل فيه الفصائل الفلسطينية بالذكرى الخامسة لتحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، لاحت أمام أعين العديد من الفلسطينيين صفقة جديدة قد يتم بموجبها تحرير آلاف الأسرى الذين أصبحت تعج بهم السجون الإسرائيلية نتيجة عمليات الاعتقال العشوائية التي نفذها الاحتلال خلال السنة الأخيرة، وبالتفكير في هذا الأمر يقفز إلى الذهن الأسرى الصهاينة لدى حركة حماس. في التاسع من يوليو عام 2015، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اختفاء أحد الجنود الإسرائيليين الإثيوبيين في قطاع غزة، مطالبة باستعادته بعد أن قال إنه محتجز لدى حركة حماس، وأكد الجيش أنه في 7 سبتمبر عام 2014 تأكد اجتياز الجندي الإثيوبي إبراهام منغيستو، مواليد 1986 ومن سكان مدينة أشكيلون، الجدار الحدودي إلى قطاع غزة قصدًا، وقد اتضح من المعلومات المتوفرة بأنه محتجز لدى حماس في قطاع غزة. كما تحدثت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، عن فقدان مواطن إسرائيلي غير يهودي على حدود قطاع غزة، لكن دون أن يتم تأكيد ذلك من الجهات السياسية الإسرائيلية، لكن مصدرا في حركة حماس قال إن إسرائيل سألت عبر وسطاء غربيين عن شخص غير يهودي اختفت آثاره على حدود غزة. وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، أعلنت كتائب القسام، عن أسرها الجندي الإسرائيلي، شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرقي مدينة غزة، وحينها أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، عن أسر "شاؤول" الجندي في لواء "جولاني"، بعد اشتباكات عنيفة جرت شرق حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، وبعد يومين اعترف الاحتلال بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي حماس، لكنه عاد ليؤكد أن آرون، مفقود وليس مقتولا، فيما قالت إن لدى حماس جنديا آخر مقتولا يدعى هدار غولدن، وقد قتل في اشتباك شرقي مدينة رفح في أغسطس عام 2014. الجنود والمواطنون الأسرى لدى حركة حماس لا يزالون ورقة ضغط فلسطينية على الكيان الصهيوني، حيث تقع ضغوطات كثيرة على حكومة الاحتلال من قبل أهالي هؤلاء المفقودين مطالبين بإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة مع حركة حماس، لكن الأخيرة تشترط قبل الدخول في مفاوضات حول صفقة تبادل جديدة، الإفراج عن كافة الأسرى الذين اعتقلوا بعد الإفراج عنهم في صفقة شاليط، حيث عاودت سلطات الاحتلال الصهيوني اعتقال 71 أسيرًا محررًا في صفقة وفاء الأحرار بالضفة والقدس المحتلة، وأعادت تطبيق الأحكام عليهم، الأمر الذي يجدد الأمل لدى أهالي الأسرى الفلسطينيين بصفقة تبادل جديدة قد تنهي معاناة الكثير من القابعين خلف قضبان الاحتلال منذ سنوات طويلة، حيث لايزال يقبع في سجون الاحتلال حوالي 6 آلاف أسير، بينهم 205 أطفال و25 امرأة و13 نائبًا في المجلس التشريعي، إضافة إلى عشرات الحالات المرضية.