اليوم الذكرى الثالثة التي أبرمت بين حركة "حماس" والكيان الصهيوني، بتبادل الآسرى، وعرفت إعلاميا ب"صفقة شاليط"، وأفرج بموجبها عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال، مقابل أن تفرج حماس عن الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" المأسور لديها إبانَ عملية الوهم المتبدد عام 2006 . وصفقة "وفاء الأحرار" كما يسميها الفلسطينيون، تعود بدايتها لتاريخ 11 أكتوبر 2011، حيث تم الإعلان عن التوصل لاتفاق بشأن الصفقة، بعد مفاوضات مُضنية تمت بين قيادة حركة حماس والكيان الصهيوني بوساطة مصرية، فيما تمت عملية التبادل على مرحلتين، المرحلة الأولى، تمت صبيحة يوم الثلاثاء 18 أكتوبر 2011م تم خلالها الإفراج عن 477 أسيرًا،وأما المرحلة الثانية، فقد تمت بتاريخ 18 ديسمبر 2011 م تخللها الإفراج عن 550 أسيرًا فلسطينيًا ليكون مجموع الأسرى المُفرج عنهم 1027 يُضاف إليهم 19 أسيرة تم الإفراج عنهن في صفقة "الشريط المصور" التي سبقت صفقة "وفاء الأحرار". ونصَّتْ الصفقة إلى جانب الإفراج عن الأسرى ما يلي؛الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام وأبرزها إنهاء العزل الانفرادي، وضمان عدم ملاحقة أي أسير من المفرج عنهم في الصفقة أو محاكمته لاحقًا على أي نشاط كان يمارسه قبل الإفراج عنه. وعند الحديث عن هذه الصفقة يتبادر إلى الذهن، الحديث عن إمكانية حدوث صفقات تبادل أسرى أخرى بين الكيان الصهيوني وحماس، في الوقت الذي لا تزال فيه الأخيرة تحتجز لديها الجندي شاؤول آرون، خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث تم إختطافه فجر الأحد 20 يوليو 2014 في عملية نفذتها كتائب القسام بغزة ، حيث أسفرت بالإضافة إلى أسر الجندي الاسرائيلي "آرون شاؤول" عن قتل 14 جنديا صهيونا. يأتي هذا في الوقت الذي بشر الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" الأسرى بالفرج القريب، وذلك في تلميح واضح إلى الأخبار التي نشرت مؤخراً وتحدثت عن بدء التحركات بخصوص صفقة تبادل جديدة بين حركة حماس والاحتلال، قائلا "إن حرية الأسرى مسألة وقت فقط ويوم الحرية بات أقرب من أي وقت مضى". ووجه خلال عرض عسكري في ذكرى انطلاقة حماس ال27، بأن القسام قطع عهدا على نفسه بتحرير الأسرى- حديثه للاحتلال قائلا:" اعتقلتهم 450 أسيرا ممن خرجوا في صفقة وفاء الأحرار، وحكمتم عليهم أحكاما جديدة، فنقول لكم احكموا ما شئتهم، لكنكم لن تحددوا موعد الإفراج عنهم كما حدث في الأحرار"، متابعا: "سيتحرر أسرانا في وقت غير الذي تفكرون وتحددون". وأشار أبو عبيدة إلى مصادقة الكنسيت على قرار يمنع الإفراج عن الأسرى، "ظنا منهم أنه سيكون أكثر من مجرد حبر على ورق، لكنه عندنا لا يساوي الحبر الذي كتب فيه"، ناصحا من صادق على ذلك القرار، أن يبحثوا لأنفسهم عن مخرج من الآن يحفظ وجوههم من هذا القرار البائس"، وفق قوله. إلا أن حديث عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، الإثنين الماضي، يؤكد أن "الوقت لا يزال مبكرًا للحديث عن أية صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن أطرافًا عدة تتدخل لإبرام صفقة لتبادل الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس، بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وكشف- خلال تصريحات متلفزة- عن شروط حركته لخوض مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي للحديث عن صفقة تبادل أسرى جديدة، موضحا بأن رد حركته على ذلك المطلب هو أن على "إسرائيل" أن تلتزم ما تم الاتفاق عليه سابقاً وخاصة في صفقة "وفاء الأحرار" من أجل الدخول في مفاوضات غير مباشرة للحديث عن تبادل الأسرى، مؤكداً أن عدد الأسرى غير معروف لديه حتى الآن. واعترف جيش الاحتلال الصهيوني، بفقدان آرول شاؤون" بعد يومين من فقدانه، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس"، كما تتهم إسرائيل حماس باحتجاز جثة الضابط هدار غولدن الذي قتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة في أول أغسطس الماضي، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه. تحركات دولية من جهة أخرى، فقد كشف مصدر مختص في الشؤون الأمنية الفلسطينية، أن مباحثات صفقة تبادل أسرى بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل قد تبدأ قريب، مضيفا أن مفاوضات صفقة "تبادل أسرى" جديدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قد تبدأ خلال فترة قريبة نظراً لوجود ما وصفها ب”التطورات الجديدة” على الملف. وأضاف موقع معروف ووفق معلومات حصل عليها موقع "المجد الأمني"، والمعروف بقربه من الأجهزة الأمنية التابعة ل “حماس”، فإن بعض الأطراف الدولية (لم يسمها) بدأت في التحرك في القضية بطلب إسرائيلي، بهدف حس نبض الفصائل الفلسطينية حول عدد الأسرى، ومعرفة مصيرهم. في سياق متصل، فقد كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية إن قائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي أجهز على إمكانية التوصل إلى صفقة بين إسرائيل وحماس، كانت تقتضي باستعادة جثث الجنود الإسرائيليين مقابل تخفيف الحصار عن غزة"، حيث نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين، قولهم: إن نتانياهو طلب من السيسي التوسط لإقناع حماس بتسليم جثتي الجنديين أورون شاؤول وهدار جولدن؛ مقابل تخفيف الحصار عن قطاع غزة، لكن السيسي طالبه بالتأني", مشيرة إلى أن هذا التأجيل يعتبر وسيلة للضغط على حماس".
