60 ألف معتقل فى سجون النظام، ليس بالرقم الهين، ولكن ما هو أصعب منه، أن يعتقد البعض بإن الاعتقالات اليومية أصبحت شيئًا عاديًا، على العكس فهى تؤكد أن للثورة شعبٍ يحميها وأحرار إكتمل إيمانهم أن مصر ستصبح حرة دون نظام عسكرى تابع للحلف الصهيو أمريكى، هذا ملخص الأمر الأول. الأمر الثانى، هى حياة المعتقلين بالداخل، فالنظام العاجز يحاول تركيعهم وتكفريهم بثورتهم التى ضحوا بحريتهم من أجلها، وكان لنا فى مقبرة "العقرب" العديد من القصص الواقعية التى تؤكد ذلك، والتى مازالت مستمرة حتى اللحظة على الرغم من هدوئها قليلاً الآن، لكنها هدئت لأنها اشتعلت فى سجن الوادى الجديد، الذى يُطلق عليه "عقرب الصعيد"، والذى يتم فيه التنكيل بالمعارضين بشكل مخيف ويوجب التحرك أكثر للمنظمات الحقوقية. تم الكشف عن ذلك بعد تحدى معتقلى السجن ما يفعله النظام بهم، وأعلنوا اضرابهم عن الزيارة بسبب المعاملة السيئة والنهج الذى يستخدمه السجان ضدهم، وقال أحد المعتقلين فى رسالة مسربة، أنه وزملائه فى إضراب مفتوح عن الطعام والزيارة أيضًا لحين الاستجابة لمطالبهم وتحسين الظروف الحياتية فى السجن. معاناة المعتقلين السياسيين ويقول المعتقل في رسالته :" يعاني المعتقلون السياسيون معاناة شديدة نتيجة تعنت إدارة سجن الوادي الجديد معهم منذ اللحظة الأولى التي تطأ اقدام المعتقلين لسجن الوادي الجديد حيث يتم تجريدهم من ملابسهم بالكامل ما عدا الشورت الداخلي وإجبارهم على قضاء حاجتهم أمام مخبرين المباحث إمعانا في اهانتهم وجرح انسانيتهم كما يتم حلق رؤوسهم تماما بماكينة حلاقة كهربائية يتم بها حلق رؤوس كل المساجين دون أدنى مراعاة للحالة الصحية للمعتقلين وإمكانية نقل العدوى بين مسجون واخر دون أي أسلوب أدمي أو صحي." نظام بدرجة "حرامى" وأضاف :" يلي ذلك عملية التفتيش الرهيبة التي يتم فيها سرقة كل متعلقات المسجون فأقل ما يمكن أن يقال على مخبرين المباحث الذين يتولون عملية التفتيش أنهم لصوص كبار يقومون بسرقة متعلقات المعتقلين أمام أعينهم ولا يتركوا أي شيء جديد للمعتقل سواء كان ملابس أو ملاية أو كوفرتة.. المخبر يسرقها ثم يعيد بيعها مرة أخرى للمساجين عن طريق وسطاء من المساجين الجنائيين"
وتابع :" وفي أثناء استقبال المعتقلين من على بوابة السجن تبدأ رحلة الإهانات والسب والشتم من مخبرين المباحث بقيادة الضابط الجلاد "عماد دبور" وباقي ضباط المباحث الذين يتفنون في إهانة وشتم وسب المعتقلين السياسيين وإهدار كرامتهم." 40 سم كافية فى رأى السجان بالنسبة للمعتقل السياسى وعن معاناة تسكين المعتقلين، يواصل :" يتم جمع كل المساجين السياسيين والجنائيين ويطلقون عليهم إسم الإيراد ويتم تكديسهم في زنازين غير آدمية في عنبر 8 ليصبح في الزنزانة الواحدة أكثر من 24 مسجونا جنائيا وسياسيا ويظل هذا الوضع حتى يتم تسكيم المساجين في عنابرهم الأساسية بعد عدة أيام تصل إلى عشرين يومًا بهذا الوضع، وعند خروج المعتقلين من عنبر الإيراد للتسكين يتم تفتيشهم مرة أخرى وسرقة ما تبقى معهم من ملابس أو متعلقات أو بطاطين، يلي ذلك عمل تذكرة لكل مسجون مكتوب فيها اسمه وتاريخ سجنه وتاريخ الإفراج عنه وتهمته."
و أكد: أن سجن الوادي الجديد ينفرد عن بقية السجون أنه يتعامل مع المعتقلين السياسين على أنهم جنائين ويتم توزيعهم على عنابر السجن "12 عنبر" ليتم تسكينهم في غرف وزنازين جرائم السجن" القتل" مع المساجين المهمين في قضايا القتل والشروع في قتل وحيازة السلاح والمفرقعات ليصبح المعتقل السياسي هو الوحيد في زنزانة بها 24 مسجونا جنائيا في قضايا قتل وغيرها.
و استطرد :" الزنزانة مساحتها أقل من 6x4 م وبها 24 مسجون ليصبح نصيب الفرد بها أقل من 40 سم أو كما يقال بلغة السجن "شبر ونص" لينام المعتقل السياسي على الأرض على جانبه فقط لأن المكان لا يتسع للنوم على الظهر، و يعاني المعتقل السياسي في هذه الزنازين أشد المعاناة من انتشار التدخين بين المساجين الجنائين وانتشار الأمراض الجلدية وخاصة مرض الجرب الذي يعتبر المرض اساسي الذي يصاب به أي أحد يدخل إلى سجن الوادي الجديد نظرًا للتكدس الشديد داخل الزنازين وعدم الخروج من الزنزانة نهائيًا إلا دقائق معدود يتم فيها فتح الزنازين للتريض في طرقة العنبر وانعدام الرعاية الصحية والبقاء داخل الزنازين أكثر من 23 ساعة في اليوم، وإذا أصيب مسجون بمرض معدي أو خطير فقد يلقي حتفه قبل أن يفكر أحد بنقله لمستشفى السجن التي تفتقر لأبسط الأمكانيات الطبية والرعاية الصحية." واختتم :" هذا هو جزء بسيط جدًا من معاناة المعتقلين السياسيين في سجن الوادي الجديد من.. وزحام وضيق ومن يعترض على ذلك فمصيره الضرب والإهانة والحبس الإنفرادي ". الوادى الجديد.. عقرب آخر فى طى النسيان وفى هذا السياق يقول عزت غنيم - المدير التنفيذي للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات - تعليقًا علي ما يحدث بسجن الوادي الجديد –مؤخرًا - إنه فعليًا من السجون المنسية في مصر, فالانتهاكات فيه يتعرض لها السياسي والجنائي على حد سواء بلا تفرقة، بدءًا من التشريفة غير الإنسانية، التي لا ينتمي القائمون عليها لأي ملة أو دين أو حتى الإنسانية - حسب قوله - مرورًا بالمعاملة السيئة في السجون ومنع الزيارة وقطع المياه والكهرباء وتقطير الطعام والإهانة والضرب والإحالة للتأديب, وإذلال الأسر عند الزيارة بمنع إدخال أغلب الأطعمة، وتقليل مدة الزيارة من نصف ساعة إلى خمس دقائق، وكلبشة المسجونين أثناء الزيارة وخاصة المحكوم عليهم بالإعدام؛ وهو بذلك يمثل عقربًا جديدًا في زوايا النسيان. وأضاف غنيم في تصريحات إنه خلال الأسبوع الماضي وبسبب هذه الممارسات، دخل نحو 70 معتقلًا سياسيًا في إضراب عن الطعام اعتراضًا على سوء المعاملة - التي لا تقل سوءًا عن المعاملة في سجن العقرب - في محاولة منهم لتحسين أوضاع السجن، أو على الأقل وقف المعاملة السيئة، وإرسال صرخة جديدة لرفض ما يحدث. وأضاف مدير التنسيقية: أظن أن السبيل الوحيد لوقف الانتهاكات هي تطبيق القانون أولاً على المكلّف بإنفاذ القانون، والذي يتعدى اختصاصات سلطته ويتعمد إذلال المسجونين والمعتقلين. ويتابع: بالنسبة لسجن الوادي الجديد فإنه يحتاج فعليًا لتضافرٍ حقوقي لتحسين الأوضاع هناك, والضغط على السلطة الحاكمة لتتحول إلى دولة قانون؛ يُعامل فيها كافة البشر على الدرجة ذاتها من المواطنة واحترام حقوق الإنسان.