في مثل هذا اليوم من العام 2012، اغتال الطيران الحربي الصهيوني، أحمد الجعبري، أحد أبرز قيادات "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". الجعبري الذي كان يلقب ب"رئيس أركان القسام"، والذي كانت تتهمه حكومة الاحتلال الصهيوني بأنه المحرك الفعلي للقسام في الميدان، في دلالة منها إلى مكانته التي يحظى بها في الحركة، وكان على رأس قائمة المطلوبين للكيان الصهيوني، الذي يتهمه ب"أنه المسؤول والمخطط لعدد كبير من العمليات ضدها". الجعبري في سطور والجعبري من مواليد عام 1960 م، ومن سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة البكالوريوس تخصص تاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، وله "بصماته في التغيير الدرامي للجناح العسكري لحركة حماس"، حسب وصف تقرير صهيوني له، وقد ظل متمسكًا بملف الجندي شاليط منذ أسره في 25 يونيو 2006 م. ومن أبرز تصريحات الجعبري، قوله:" ما دام الصهاينة يحتلون أرضنا فليس لهم سوى الموت أو الرحيل عن الأراضي الفلسطينيةالمحتلة". وكان قد صرح في رسالة نشرتها مجلة "درب العزة" التي تصدر عن المكتب الإعلامي لكتائب القسام في ذكرى الحرب الصهيونية الثانية على غزة:" كتائب القسام لم ولن تسقط من حساباتها أي خيار ممكن من أجل تفعيل المقاومة وتحرير الأسرى وقهر العدو الغاصب المجرم"، مضيفا:" عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلًا أو آجلًا". مهندس "وفاء الأحرار" ويعتبر أحمد الجعبري، أحد أبرز مهندسي صفقة "وفاء الأحرار"، الذي تحرر بموجبها 1027 أسيرًا فلسطينًا من سجون الاحتلال، مقابل الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الجندي "جلعاد شاليط". وسيظل التاريخ يذكر أن المجاهد القسامي أحمد الجعبري استشهد في الذكرى السنوية الأولى لإتمام صفقة "وفاء الأحرار" التي فاوض خلالها الاحتلال على إطلاق 1027 فلسطينيًا من الأسر مقابل إطلاق المقاومة سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط. لم يكن ظهور أحمد الجعبري، القيادي البارز في "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بشكل علني خلال تسليم الجندي جلعاد شاليط للمخابرات المصرية يوم 18 أكتوبر 2011 ظهورًا عبثيًّا، وهو يعرف أن الاحتلال لن يتركه، لا سيما وهو يضعه على رأس المطلوبين لها. وظهر الجعبري فور وصول السيارة التي كانت تقل شاليط قادمًا من مخبئه على يسار السيارة، وحينما ترجل شاليط من السيارة اتجه الجعبري، وكان لهذا المشهد حينها أثر كبير على الأسرى داخل سجون الاحتلال، فهذا الرجل عاش مع الأسرى ثلاثة عشر عامًا كاملة، وفارقهم قبل ستة عشر عامًا بعد الإفراج عنه بعدما أتم مدة محكوميته، متعهدًا لهم ألا يبقى أي أسيرٍ منهم في داخل هذه السجون. حياته وسجنه واستهل الجعبري حياته النضالية باعتقال مع بداية عقد الثمانينيات على يد قوات الاحتلال وأمضى 13 عامًا، بتهمة انخراطه في مجموعات عسكرية خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982. وخلال وجوده في السجن، تأثر الجعبري بعدد من قادة "حماس" ومؤسسيها الأوائل كان أبرزهم ، الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد إسماعيل أبو شنب، والشهيد نزار ريان، والشهيد إبراهيم المقادمة، ومؤسس أول ذراع عسكري للحركة الشيخ الشهيد صلاح شحادة. وتركز نشاط الجعبري عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995 م على إدارة مؤسسة تابعة لحركة "حماس" تهتم بشؤون الأسرى والمحررين، ثم عمل في العام 1997 م في حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته الحركة في تلك الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك. في تلك الفترة توثقت علاقة الجعبري بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والقائدين البارزين عدنان الغول وسعد العرابيد، وساهم معهم إلى جانب الشيخ صلاح شحادة في بناء كتائب القسام، ما دفع جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في العام 1998 إلى اعتقاله لمدة عامين بتهمة علاقته بكتائب القسام، وتم الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة إثر قصف الاحتلال لمقرات الأجهزة الأمنية في القطاع. وقد ظل الجعبري ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لكتائب القسام، إلى حين اغتالت سلطات الاحتلال الشيخ شحادة عام 2002، وفشلت في محاولة اغتيال الضيف عام 2003 والتي أصيب خلالها ب"جروح بالغة وإعاقات غير محددة"، ليتحول معها الجعبري إلى القائد الفعلي لكتائب القسام إلى جانب "الضيف" القائد العام للكتائب في فلسطين. محاولات اغتيال وتعرض رجل "صفقة الأحرار" لمحاولات اغتيال صهيونية عدة، كان أبرزها تلك التي نجا منها بعد إصابته بجروح خفيفة عام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من أقاربه، باستهداف طائرات الاحتلال الحربية منزله في حي الشجاعية. وتتميز شخصية الجعبري بقدرات كبيرة جدا أهلته لقيادة الكتائب، وأشارت التقارير إلى أن الجعبري نقل الكتائب نقلات نوعية ووضع لها نظام عسكريا متينا، إضافة لإشرافه على العديد من العمليات البطولية ضد الكيان صاروخ باسمه صاروخ J80 أو جعبري 80 وهو صاروخ قسامي مطور صنع في قطاع غزة في فلسطين ، صنعته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وقد استخدم أول مرة في صد العدوان الإسرائيلي على غزة في رمضان 1435 ه ، يوليو 2014 م، وهي إحدى عمليات معركة العصف المأكول.