الصحفيين والكتاب الذين هللوا لقرار الحكومة بتعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف ووصفوه بأنه أنجح وأشجع قرار ، بل كان يجب أن يصدر من زمن بعيد ! .. قد يصدمون من هذه الكارثة. بالأمس صادفنى الزميل العزيز مجدى البدوى رئيس النقابة العامة للعاملين بالصحافة ( عمال المطابع والاداريين وغيرهم ) حيث كان فى لقاء مع الزميل يحيى قلاش نقيب الصحفيين. وحدثنى البدوى عن أرقام مفزعة بسبب تأثير وتداعيات إرتفاع سعر الدولار ( رسميًا وفى البنوك ) على الورق والطباعة ، وهو ما يحمل المطبوعات وفى مقدمتها الصحف مبالغ بمئات الملايين ، منها 250 مليون جنيه فى مؤسسة أخبار اليوم وحدها ، وبالطبع أكثر من هذا المبلغ فى مؤسسة الأهرام .. ويؤثر هذا على كافة الصحف ، ومعروف أن سوق الإعلانات شبه متوقف ، وأن معظم الصحف الحكومية تعيش على إعانات الدولة ، والدولة ذاتها تعيش على القروض !. ومعنى هذا أن الصحف تواجه كارثة ، ولن يحلها زيادة سعر بيع الصحيفة ،حيث سيعجز القارىء عن الشراء فى وقت تمثل الصحف الحكومية الدفاع عن قرارات الحكومة !. وتمتد هذه الكارثة إلى الصحف الحزبية والخاصة والكتب التى تقوم وزارة الثقافة بطباعتها، و إلى طباعة الكتاب بشكل عام. أما عن الكتاب المدرسى بشكل خاص ، فالمتوقع أن تعجز المطابع عن طباعة كتب " التيرم الثانى " رغم تعاقدها عليه ، ولكن ماذا تفعل والأسعار زادت أكثر من 60 % حتى لو كانت هناك غرامات تأخير ؟!. أبعاد آخرى للكارثة منها أضطرار الصحف إلى تقليص النفقات من خلال تقليص العمالة وفصل العاملين ومنهم الصحفيين. ثم بعد هذا نجد من هم أقرب للمساطيل يدافعون عن القرارات الحكومية .. طيب أشربوا . بكره تضطروا للكتابه بالطباشير على الحوائط بدل الصحف والتى من الصعب أو المستحيل أن تطبع بنفس الأرقام ، ولو طبعت مستحيل أن يشتريها القارىء بثمن خيالى وهو لا يجد ثمن ساندويتش ! .