المخدرات من الأشياء التي تسبب في انهيار المجتمعات أخلاقيا واقتصاديا وهي كفيلة لتدمير المجتمع بأكمله، وأن نسبة الإنفاق على المخدرات في مصر قد تخطى 26 مليار جنيه سنويا، ولعل كثير من الجرائم التي تقع سواء قتل أو سرقة إلخ من الأسباب الرئيسية لها هي المخدرات خاصة حين يصل الفرد فيها إلى مرحلة الإدمان. 10% من المصريين مدمنين للمخدرات
يقول الدكتور نبيل عبد المقصود، أستاذ علاج السموم والإدمان بطب القاهرة، ، إن أعداد متعاطي المخدرات حول العالم وصلت إلى 29 بنسبة 5%، لافتا إلى أن النسبة فى مصر تزيد ل 10%. وأضاف عبد المقصود أن زيادة نسبة الإدمان لدى الإناث بشكل ملحوط مع انخفاض الفئات العمرية من المتعاطين والظهور للسطح من خلال طلب العلاج، مشيرا إلى 25% من مدمني الهيروين يتقدمون للعلاج. وأوضح عبد المقصود أن المجمتعات الأكثر تفتحا أفسحت المجال لتعاطي المخدرات، مشيرا إلى ان المجتمع المصري لا يتقبل المتعاطين عموما وتزيد نسبة الرفض مع الإناث.
الترامادول الصيني يسبب الصرع والتشجنات إن علامات التعاطي التى تظهر على المدمنيين تبدأ بتغير فى التصرفات مع الكذب بشكل محترف ونقص الوزن وزيادة معدلات تخدينه وشربه للشاي، محذرا الأسر من إهمال ابناءهم وعدم التعرف على اماكن تجمعاتهم والتغيرات التى تظهر فى تصرفاتهم خاصة متعلقات غير تقليدية تستخدم فى تعاطي المادة المخدرة. وأشار عبد المقصود ان الترامادول مادة مخدرة تعد الاكثر رواجا فى مصر، مؤكدا أن الترامادول المستورد من الصين بحتوى على مواد تسبب الصرع والتشجنجات التي شكل خطورة على سائر الجسد ويصعب علاجها.
إنفاق المليارات على المخدرات
وفق إحصائيات وتقارير الأمن العام 3. 5 ملايين شخص يتعاطون المخدرات في مصر، ، كما أكدت أن حجم المضبوطات من مخدر الحشيش بلغ نحو 200 طن سنويًا، وقرابة ال100 كيلو جرام من الأفيون، و260 كيلو جراما من الهيروين، وقرابة 153.5 مليون من الأقراص المخدرة، وأخيرًا 171.5 كيلو جرام من مساحيق الأقراص المخدرة، هذا هو المعلوم وما خفى كان أعظم، فالقاعدة الشهيرة تقول إن ما يتم ضبطه لا يزيد عن 10٪ من إجمالى المهرب. وحسب دراسات المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، فإن نسبة الإنفاق على المخدرات فى مصر تتجاوز 26 مليار جنيه سنويًا، بينما تصل النسبة العالمية إلى نحو 800 مليار دولار سنويًا، وتؤكد هذا كله الإحصائيات الرسمية الصادرة من جهاز التعبئة العامة والإحصاء، فهى تكشف أن حجم استيراد ورق اللفائف «البفرة» وصل خلال ثمانية أشهر فقط إلى نحو «مليار جنيه»، نصفها يذهب لشركات صناعة السجائر، أما النصف الآخر فيتم تداولها فى السوق بصورة عادية، باعتبارها واحدة من أهم الطرق المستخدمة فى تعاطى المخدرات، خاصة «الحشيش – البانجو"
مصر تحتل المرتبة الثالثة عربيا في انتشار المخدرات
وكشفت إحصائيات الأمن العام، وتقارير هيئة الرقابة على المخدرات العالمية، وهى إحدى أجهزة هيئة الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة، أن مصر تحتل المرتبة الثالثة بين دول العالم العربى فى انتشار المخدرات، حيث تم ضبط 37 ألفا و508 قضايا مخدرات، شملت 40 ألفا و861 متهمًا، فى حين بلغت زراعات القنب الهندى، نحو 47 فدانا بعدد 10 آلاف شجيرة، وقرابة ال 7. 5 فدان من نبات الخشاش بنحو 3 آلاف شجرة، خلال عام 2015. وتؤكد الإحصائيات، إنه خلال شهر واحد فقط، فى يونيو قبل الماضى، تم ضبط 1000 تاجر مخدرات، و45 فدانا من نبات البانجو، و10 آلاف طربة حشيش، ومليون قرص مخدر، كما وصل عدد الكميات المضبوطة من المخدرات ووفقًا لإحصائيات الأمن العام إلى 7 آلاف و139 كيلو جراما من مخدر الحشيش، ونحو 52 طنا و297 كيلو جراما من البانجو، فى حين وصل عدد جرائم المخدرات إلى 23 ألفا و560 جريمة، بنسبة 19٪ تعاطيا واتجارا. وتُظَهر الأرقام والإحصائيات أدلة كثيرة، إذ سجلت معظم إحصائيات الأمن العام، بدءًا من 2010، وحتى 2015، أن معدل ارتكاب جرائم المخدرات، يكون فى أعلى مستوياته فى شهر سبتمبر بنسبة 13٪، يليه أكتوبر بنسبة 11٪، ثم مارس بنسبة 10٪، فيما يكون أقل الشهور هو يونيو بنسبة 5٪ فقط. ويقول اللواء عبد السلام شحاتة، الخبير الأمنى، في شهور الصيف يزداد دخول المخدرات إلى مصر عبر المنافذ الحدودية وبصفة خاصة «الإسكندرية – سيناء – مرسى مطروح" ويضيف، الخبير الأمني، أن حجم المضبوطات والنسب تكشف عن الحجم المُبَلغ به فقط، إلا أن هناك أضعاف هذه النسب وكميات المخدرات، وذلك لأنها تجارة غير مشروعة، وبالتالى فالتقديرات دائمًا نسبية، أو من خلال الحجم الذى تم ضبطه فقط، ويضيف إذا تم ضبط قضية مخدرات فإن أضعاف هذه الكمية قد وجد سبيله إلى عقول الشعب المصرى.
القاهرة تستحوذ على النسبة الأعلى في جرائم المخدرات
لا تزال القاهرة تستحوذ على النسبة الأعلى فى عدد جرائم المخدرات «التعاطي» ب3 آلاف و613 جريمة بنسبة 15٪، تليها الإسكندرية ب3 آلاف و119 جريمة، وكانت الشرقية الأعلى بين محافظات الدلتا ب1855 جريمة، فى حين بلغ عدد الجرائم فى بنى سويف 1039 جريمة، كأعلى محافظات الصعيد، وفقًا لتقارير الأمن العام 2015، بلغ عدد قضايا المخدرات عام 2010 فى القاهرة 4 آلاف و487 جريمة، تلتها الإسكندرية ب2649، ثم الشرقية ب2270 جريمة، ثم بنى سويف ب1555 جريمة. كان هذا عن خريطة التعاطى، بينما كانت المحافظات الأعلى من حيث قضايا الاتجار، فسجلت الإسكندرية النسبة الأعلى ب20٪ من إجمالى القضايا البالغة 13 ألفا و207، بنسبة 56٪ من قضايا المخدرات بشكل عام، تلتها القليوبية بنسبة 10٪، ثم شمال سيناء ومرسى مطروح والقاهرة بنسبة تراوحت بين 6- 5٪. ويقول عبد الرحمن حماد، رئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية، إن المخدرات تنتشر فى المحافظات الحدودية شمال سيناء والوادى الجديد لأنهما المنفذ لدخول المخدرات إلى مصر سواء من فلسطين أو إسرائيل أو ليبيا، وبالنسبة للشرقية فإنها المعبر للتوزيع سواء فى الدلتا أو القاهرة، إذ يتم استخدام صحراء بلبيس فى تخزين المخدرات. إن انتشار قضايا المخدرات فى محافظة الإسكندرية إلى كونها معبرًا لدخول المخدرات القادمة من ليبيا إلى مصر، مضيفًا، بالنسبة للشرقية فهى تعتبر "ترانزيت" لكميات المخدرات خاصة الهيروين والحشيش القادمة عبر إسرائيل ولبنان، وبالنسبة لبنى سويف، فإن ذلك يرتبط بالواقع الاجتماعى والاقتصادى الذى تعيشه المحافظة، إذ أنها الأفقر بين المحافظات المصرية، فلا وجود لفرص عمل أو فرص معيشية جيدة، وبالتالى يكثر عدد العاطلين بها، ومن هنا تجد المخدرات طريقها إلى الانتشار والشيوع داخل أراضيها.
أسباب تعاطي المخدرات
لتعاطي المخدرات أسباب، اجتماعية واقتصادية، وقد يرى الإنسان فيها نوعا من الهروب من الواقع إلى عالم الخيال والوهم الذي يحاول أن يعيش فيه ومن هذه الأسباب: 1- ضعف الوازع الديني لدى الفرد المتعاطي : لاشك أن عدم تمسك بعض الشباب وعلى وجه الخصوص أولئك الذين هم في سن المراهقة قد لا يلتزمون التزاما كاملاً بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف من حيث إتباع أوامره واجتناب نواهيه ، وينسون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ونتيجة ذلك أنساهم الله سبحانه أنفسهم فانحرفوا عن طريق الحق والخير إلى طريق الفساد والضلال ، وصدق الله العظيم إذ يقول ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ). 2- مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء : تكاد تجمع جميع الدراسات النفسية والاجتماعية التي أجريت على أسباب تعاطي المخدرات وبصفة خاصة بالنسبة للمتعاطي لأول مرة ، على أن عامل الفضول وإلحاح الأصدقاء أهم حافز على التجربة كأسلوب من أساليب المشاركة الوجدانية مع هؤلاء الأصدقاء ، فالله سبحانه وتعالى حذرنا من إتباع أهواء المضللين فقال تعالى ( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل ). 3- الاعتقاد بزيادة القدرة الجنسية : يعتقد بعض الشباب أن هناك علاقة وثيقة بين تعاطي المخدرات وزيادة القدرة الجنسية من حيث تحقيق أقصى إشباع جنسي وإطالة فترة الجماع بالنسبة للمتزوجين وكثيراً من المتعاطين يقدمون على تعاطي المخدرات سعياً وراء تحقيق اللذة الجنسية والواقع أن المخدرات لا علاقة لها بالجنس بل تعمل على عكس ما هو شائع بين الناس . 4- السفر إلى الخارج : لاشك أن السفر للخارج مع وجود كل وسائل الإغراء وأماكن اللهو وعدم وجود رقابة على الأماكن التي يتم فيها تناول المخدرات يعتبر من أسباب تعاطي المخدرات . 5- الشعور بالفراغ : لاشك أن وجود الفراغ مع عدم توفر الأماكن الصالحة التي تمتص طاقة الشباب كالنوادي والمنتزهات وغيرها يعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات أو المسكرات وربما لارتكاب الجرائم . 6- حب التقليد : وقد يرجع ذلك إلى ما يقوم به بعض المراهقين من محاولة إثبات ذاتهم وتطاولهم إلى الرجولة قبل أوانها عن طريق تقليد الكبار في أفعالهم وخاصة تلك الأفعال المتعلقة بالتدخين أو تعاطي المخدرات من أجل إطفاء طابع الرجولة عليهم أمام الزملاء أو الجنس الآخر. 7- السهر خارج المنزل : قد يفسر البعض الحرية تفسير خاطئ على أنها الحرية المطلقة حتى ولو كانت تضر بهم أو بالآخرين ومن هذا المنطلق يقوم البعض بالسهر خارج المنزل حتى أوقات متأخرة من الليل وغالباً ما يكون في أحد الأماكن التي تشجع على السكر والمخدرات وخلافه من المحرمات. 8- توفر المال بكثرة : إن توفر المال في يد بعض الشباب بسيولة قد يدفعه إلى شراء أغلى الطعام والشراب وقد يدفعه حب الاستطلاع ورفقاء السوء إلى شراء أغلى أنواع المخدرات والمسكرات ، وقد يبحث البعض منهم عن المتعة الزائفة مما يدفعه إلى الإقدام على ارتكاب الجريمة . 9- الهموم والمشكلات الاجتماعية : هناك العديد من الهموم والمشكلات الاجتماعية التي يتعرض لها الناس فتدفع بعضهم إلى تعاطي المخدرات بحجة نسيان هذه الهموم والمشاكل . 10- الرغبة في السهر للاستذكار : يقع بعض الشباب فريسة لبعض الأوهام التي يروجها بعض المغرضين من ضعاف النفوس عن المخدرات وخاصة المنبهات على أنها تزيد القدرة على التحصيل والتركيز أثناء المذاكرة وهذا بلاشك وهم كاذب ولا أساس له من الصحة بل بالعكس قد يكون تأثيرها سلبياً على ذلك . 11- انخفاض مستوى التعليم : ليس هناك من شك في أن الأشخاص الذين لم ينالوا قسطاً وافراً من التعليم لا يدركون الأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات أو المسكرات فقد ينساقون وراء شياطين الإنس من المروجين والمهربين للحصول على هذه السموم ، وإن كان ذلك لا ينفي وجود بعض المتعلمين الذين وقعوا فريسة لهذه السموم . 12 – المشاكل الأسرية وغياب القدوة من أسباب التعاطي هي المشاكل الأسرية والخلافات الأسرية، فقد يلجأ أحد أفراد الأسرة إلى المخدرات بسبب كثرة المشاكل داخل المنزل. وقد يقبل بعض الشباب على تعاطي المخدرات ، لرؤيته تعاطي أحد الوالدين للمخدرات.
أسباب العلاج:
من خلال التعارف على أسباب الوقوع في تعاطي المخدرات ، يتضح لنا سبل العلاج، وهو إلزام الصحبة الصالحة،والإقبال على الله عز وجل بالتوبة والاستغفار، واللجوء إلى مراكز معالجة الإدمان.