لم يسبق للكيان الصهيوني ان وقع في تجربة التزعزع الاقتصادي من قبل بمستويات كبيرة، طبعا لا جدال في هذا التزعزع بعدما اصبحت المقاومة الاسلامية بصواريخها قادرة على ضرب كل مقومات العدو الاقتصادية على بعد سبعين كيلومترا الى الآن ولاحقاً الى ما ابعد، علما ان العدو جهز المناطق الواقعة على بعد عشرة كيلومترات فقط للتعاطي اقتصادياً مع الحروب، الفارق اليوم ان اكبر المدن الاقتصادية ومنها حيفا تضطر للاقفال بثلث مؤسساتها ومينائها الضخم، الذي يؤمن قسما كبيرا من حركة التصدير. رئيس تحرير مجلة الاقتصاد والاعمار اللبنانية حسن مقلد اكد ان ميناء مدينة حيفا هو الميناء الاساسي للتصدير في اسرائيل ويتميز باستقراره، وخلال كل الحروب التي خاضتها اسرائيل لم يتوقف عن العمل واطول حرب خاضوها كانت لمدة ستة ايام وهناك خمسة وستون بالمئة من الصادرات الاسرائيلية المقدرة باربعين مليار دولار تمر عبر ميناء حيفا والميناء مقفل منذ عشرين يوما تقريباً ولاول مرة في تاريخ هذا الكيان هناك عدم التزام بالصفقات الاقتصادية التي يعقدونها وهناك عدم ثقة بالاستقرار العام. العدو الذي لم يعد قادرا على اخفاء خسائره الاقتصادية نشر في الصحافة جزأ من الخسائر التي تشهدها المنطقة الشمالية واعترف العدو فقط باصابة خمسة الاف وخمسمئة شقة ومنزل باضرار وعشرين مصنعا اضافة الى تضرر نحو خمسمئة سيارة في ستين مستوطنة شمالية وفي مدينة حيفا وحدها كشف العدو عن تضرر ثلاثة الاف وخمسمئة منزل وثلاثمئة سيارة والارقام في ازدياد. وفي صفد ومحيطها اصيب اكثر من ثلاثمئة وستين منزلاً، وفي عكا دمر اربعون منزلا بالكامل وفي نهاريا ثلاثمئة منزل بين مدمر كلياً ومدمر جزئياً. وفي حركة النزوح باتجاه الجنوب زعم اعلام العدو ان نحو ثلاثين بالمئة من المستوطنين فقط نزحوا فيما بقي ثلاثة عشر الف مستوطن من اصل اربعة وثلاثين الفا، بينما وصلت نسبة الهروب من كريات شمونه ونهاريا الى سبعين في المئة. ويضيف الخبير الاقتصادي حسن مقلد : "ان المدى الذي وصلته صواريخ المقاومة الذي بلغ يوم الخميس عتبة السبعين كيلومترا هذا يعني ان سبعين من اصل مئتين وعشرين كيلومترا تتعرض اسرائيل ولاول مرة الى عدم استقرار في الدورة الاقتصادية، وهذه تجربة جديدة غير تجربة المستوطنين في الملاجئ. وبالنسبة الى الناتج المحلي الاسرائيلي اذا قمنا بتوزيعه على الخدمات تسعة وخمسين بالمئة يعتمد على الخدمات أي المئة واربعين مليون دولار أي اكثر من سبعين مليار دولار من اصلهم تاتي من الخدمات وحوالى نصف ايرادات الخدمات من السياحة التي تبدأ من حيفا صعودا حتى اقصى الشمال، اذن السياحة ضربت ودمرت". والى جانب الدعاية العسكرية يعتمد العدو سياسة التعتيم على الخسائر الاقتصادية وحسب الخبراء فان هذا التعتيم لن يطول كثيرا بعدما تتكشف مخاطر هذا الانهيار الاقتصادي على الوضع المالي خصوصا بعد اضطرار حكومة العدو الى رفع الفائدة على الشيكل نصف نقطة وتقديرها الخسائر الاقتصادية اليومية بحوالى مئتين وثمانين مليون دولار. نقلاً عن المنار