العسكر فى مصر تطالب العمال بالصمت أو القمع.. ولأول مرة انتفاضة عمالية فى السعودية.. ولا عمال فى تونس فالتهميش سبيل السلطة الوحيد فى التعامل معهم.. والأسعار ومعاناة اللاجئين تتصدر المشهد فى لبنان.. وفرنساوتركيا تعتقلا العمال المتظاهرين.. والبطالة تضرب ألمانيا اعتصامات واضراب، تظاهرات وعصيان هكذا مّر اليوم العالمي للعمال هذا العام وسط إجواء مشحونة، حيث شهدت الكثير من الدول حول العالم تظاهرات عدة احتجاجًا منهم في يوم عيدهم لتعكس حال العمال في مختلف البلدان . جاءت مطالب تعديل قوانين العمل ورفع الأجور وتقليل ساعات العمل أبرز مطالب المشتركة للعمال خلال الوقفات الاحتجاجية، وهناك دول قامت بربط المطالب الاقتصادية كما في اليونان أو ربط المطالب السياسية مثلما فعلت تركيا، والجدير بالذكر أن تشهد ساحات الرفض عودة قطاعات كانت قد أشعلت تظاهرات الماضي قد انضمت مجددا للحراك العمالي وعلي راسها عاملات المنازل بلبنان. خنق الحركة العمالية في مصر في الوقت الذي ضيق فيه نظام "السيسي" علي كل من يخرج مطالبًا بحقه، لم تتح الفرصة لعمال مصر أن يصرخوا في وجه النظام بسبب القبضة الأمنية في كافة انجاء الجمهورية، وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الحقوقية طالبت سلطات الانقلاب ب"تقنين عمل النقابات المستقلة"، متهمة حكومة العسكر ب"خنق الحركة العمالية" في اليوم العالمي للعمال. كما طالبت المنظمة، في بيان لها، بإنهاء نظام النقابة الواحدة الرسمي القائم منذ عقود، والسماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجالس النقابات لأول مرة منذ انتفاضة ثورة يناير 2011". واضافت أن قانون النقابات العمالية المصري لسنة 1976 لا يعترف بأي نقابات غير تلك التي تعترف بها الدولة والتابعة ل "الاتحاد العام لنقابات عمال مصر"، وظهرت نقابات جديدة بعد ثورة 2011، ولكن الحكومة لم تعترف بها قانونيًا رغم أن دستور 2014 يكفل حرية تكوين الجمعيات. "فرنسا" .. مسيرات حاشدة وفى سياق آخر خرج الآلاف من العمال في فرنسا، في مسيرات حاشدة رفع المشاركون فيها شعارات ترفض أي تفاوض حول مشروع قانون العمل الجديد في البلاد الذي يتيح لأرباب العمل بعض الامتيازات كالحق في تسريح العمال. وقوبلت تلك التظاهرات بعنف من الشرطة حيث استخدمت قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين بعد أن أحاطوا المظاهرات بطوق أمني. "ألمانيا" .. البطالة تضرب البلاد وفى نفس السياق شهدت مدينتي برلين وهامبورج فى ألمانيا، عدة مسيرات احتجاجية على سياسة التقشف مع وصول البطالة إلى مستويات قياسية رافعين لافتات "التقشف يدمر ويقتل" و"الإصلاحات سرقة ونهب"، حيث ألقت الشرطة القبض على 40 متظاهرا بعدما تدخلت لفض المتظاهرين بخراطيم المياه والعربات المدرعة مع انتشار كثيف للقوات بشوارع العاصمة. "اليونان" .. والاضراب العمالي في تصعيد قوي ورد فعل غير متوقع في اليونان، فقد توقفت حركة القطارات والعبارات وأضرب العاملون في المستشفيات احتجاجا على إجراءات التقشف التي يفرضها مانحو القروض الأجانب على الدولة. وهو الإضراب الأحدث في سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات بعد 6 سنوات من الكساد والغضب العام من الأجور وخفض الإنفاق. "تركيا" .. مطالب عمالية بزي سياسي قامت قوات الأمن التركية باستخدام مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى ساحة تقسيم واعتقلت نحو 207 متظاهر من بينهم أهالي السجناء اليساريين ومؤيدين لحزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد.
ومن جانبهم حّمل المتظاهرون شعارات تدعو إلى التضامن مع العمال ومناهضة الحكومة مطالبينها بإنهاء عقوبة السجن الانفرادي حيث توفي عشرات السجناء اليساريين في السجون من بين المئات الذين بدأوا إضراب عن الطعام في أكتوبر الماضي احتجاجاً على قرار الحكومة عزمها نقلهم إلى سجون فردية، إضافة الى 70 سجيناً اصيبوا بأمراض عقلية ونفسية وجسدية لا يمكن علاجها. "روسيا" .. وقوة التظاهرات وفى روسيا، نظمت النقابات العمالية مسيرة جماهيرية، بالعاصمة موسكو، جابت شوارع المدينة الرئيسية وساحاتها ومنها الميدان الأحمر بمشاركة 100 ألف مواطن رافعين لافتات كتب عليها "من أجل العمل المناسب والأجور المناسبة" "من أجل الضمانات الاجتماعية". كما نظم اتحاد النقابات الروسية مسيرات في 107 مدن وبلدات في كل أنحاء البلاد بمشاركة أكثر من مليوني شخص، تحت شعارات ضد ارتفاع الأسعار والضرائب. "آسيا" .. العمل في ظروف بائسة وفي آسيا حيث معاناة العمالة الرخيصة وضغوط ظروف العمل، تظاهر عشرات الآلاف في بنغلادش حيث يعمل عمال النسيج في ظروف بائسة لحساب شركات غربية. رفع المتظاهرون لافتات ورايات حمراء “اشنقوا القتلة، اشنقوا أصحاب المشاغل” إثر حوادث أليمة في انهيار مصانع للملابس وقتل المئات من العمال. "كوريا" ترفض قانون العمل وفي كوريا الجنوبية اندلعت احتجاجات واسعة شارك فيها عشرات الاف ضد مشروع قانون حول إصلاحات عمالية اقترحتها الحكومة، وهتف المتظاهرون من أعضاء النقابات العمالية والنشطاء في العاصمة سول ضد القانون الجديد حيث أنه سيسهل للشركات طرد العمال. "السعودية" .. وتسريح العمال وفي سابقة لم تتكرر كثسرًا في المملكة العربية السعودية، قال متظاهرين بأشعال النار في 9 أتوبيسات احتجاجا على تسريح آلاف العمال وعدم حصولهم على رواتبهم لأشهر. يأتي هذا في سياق احتجاجات موظفي شركة بن لادن خلال الأسابيع الماضية إثر تأخر رواتبهم لفترة تزيد على 9 أشهر. "تونس" .. إقصاء ممنهج ونظم "اتحاد عمال تونس" مسيرة احتجاجية حاشدة على ما اعتبره "إقصاء ممنهج" بحقه من قِبل الحكومة. وتحت شعار "يوم غضب"، قال المشاركون أن "هناك إقصاءً ممنهجًا من الحكومة بحق الاتحاد، خصوصًا في ظل عدم احترامها للدستور الذي ينص على التعددية النقابية". وأعلن اتحاد عمال تونس في بيانه أنه "يحتفل بهذه الذكرى في ظروف تتسم بدرجة كبيرة من الظلم والتهميش". "لبنان" .. وارتفاع الأسعار ومعاناة اللاجئون نظم العمال مسيرة جابت شوارع العاصمة بيروت العمالية، لتذكير الحكومات بحقوقهم، حيث يعاني اللبنانيون من ارتفاع في الأسعار، وغياب النقل العام، وتردي الخدمات الصحية الحكومية، وأزمة الضمان الاجتماعي، وتراجع مستوى التعليم الرسمي المدرسي والجامعي لصالح التعليم الخاص.
حيث يعتمد النظام اللبنانى على تهميش الفئات الفقيرة، لصالح الطبقات الغنية، كما شاركت العاملات في المنازل في تظاهرة للمطالبة بتعديل القوانين وإقرار حقهن في التنظيم النقابي، إضافة إلى انتهاك حقوق عشرات آلاف العمال الأجانب العاملين في الوظائف الأقل دخلاً. فيما يعاني اللاجئون الفلسطينيون والسوريون في لبنان من منعهم من العمل في أكثر من 70 مهنة، تحت حجة منع التوطين، إذ يرفض وزير العمل اللبناني إعطاءهم إجازات عمل في الكثير من المهن، ويريد حصرهم في قطاعي الزراعة والبناء وكعمال نظافة.