واصلت العملة الأمريكية قفزاتها بالسوق الموازية أمس، مسجلةً مستوى 11.35 جنيه للبيع، و11.20 جنيه للشراء بزيادة 25 قرشا عن أسعار أول أمس وقرابة 100 قرش عن الأحد الماضى، والتى بلغت خلاله 10.3 و10.2 جنيه بيعًا وشراءً. وفشلت تصريحات طارق عامر، محافظ البنك المركزى أمس، التى نفى خلالها وجود أى نية أو اتجاه لخفض قيمة العملة المحلية، فى كسر حركة صعود الدولار، داخل السوق السوداء. يشار الى أن الخفض العنيف الذى شهدته العملة المحلية بنسبة %14 منتصف مارس الماضى جاء عقب لقاء محافظ البنك المركزى طارق عامر مع الإعلامى ابراهيم عيسى، والذى أكد خلاله عدم اتجاه البنك لتعويم العملة. وقال أحد المتعاملين إنه نفذ صفقات حتى منتصف يوم أمس بنحو 2 مليون دولار بمتوسط 11.25 جنيه، بينما تصاعدت الأسعار بنهاية اليوم لمستوى 11.35. وذكرت شركة بلتون المالية القابضة فى تقرير بحثى لها أمس تعقيباً على ارتفاعات الدولار القياسية بالسوق السوداء، إنها تعتقد أن البنك المركزى يواجه ورطة أو مأزقًا فى الوقت الحالى، وانه عالق بين خيارين، أولهما تطبيق سيناريو 2003 بخفض العملة مجدداً بشكل كبير حتى يتم سد الفجوة بين السعرين الرسمى والموازى، والثانى تجاهل تلك الفجوة والعمل على جذب أموال ساخنة كالتدفقات فى أذون الخزانة الحكومية على سبيل المثال. كما قال بنك الاستثمار برايم فى تقرير إنه يستبعد حدوث خفض آخر للجنيه على الأقل فى الأجل القصير، وأرجع ذلك لحزمة أسباب أولها أن تلك الخطوة سيكون من شأنها إعادة السوق إلى حالة الترقب من جديد - وهو الانتقاد الذى تم توجيهه إلى سياسة المركزى قبل طارق عامر – إذ كان يتبع سياسة الخفض التدريجى، بالإضافة إلى ما سوف ينتج عنه من ارتفاع فى فاتورة الاستيراد. وأكد محمد الأبيض، رئيس الشعبة العامة للصرافة، أن الارتفاع فى سعر صرف دولار السوق الموازية منذ مطلع الأسبوع سببه الرئيسى شائعات خفض قيمة الجنيه مرة أخرى من قبل البنك المركزى، الأمر الذى أدى لاشتعال حركة المضاربة على الدولار. وأضاف الأبيض ل«المال» أن مصر كلها أصبحت تتاجر فى العملة وتعاملات السوق الموازية، موضحا أن الدولار يتغير سعره كل ساعة ولا يستطيع أحد فهم واستيعاب ما يحدث من تغييرات، لافتا إلى أن التداول فى السوق تجاوز عتاولة وأباطرة تجارة العملة، بحيث أصبح الشعب كله يتاجر فى الدولار. وأكد أن حصة المستوردين من العمليات المنفذة عبر السوق الموازية فى الأيام الأخيرة، ضئيلة جداً وأن أغلب التعاملات تذهب لأشخاص بغرض الاكتناز والمضاربة على الأسعار، مشيراً إلى أن الزيادة غير المبررة فى الطلب على العملة الأمريكية ليس لها أى دوافع لتمويل عمليات تجارية أو تعاملات اقتصادية. وقال تامر سمير، رئيس شركة جولدن ماريوت للصرافة، إن ما يحدث فى السوق مضاربات من نوع عنيف، مشيرا الى انه يعمل فى سوق الصرافات منذ 18 عامًا ولم يمر عليه مثل هذه التقلبات فى سعر الدولار التى ترتفع كل ساعة تقريبًا. وأوضح سمير أن هذه المضاربات يقوم بها دخلاء من تجار العملة الذين دخلوا السوق بعد ثورة يناير من خلال شراء مقار لشركات الصرافة لاستخدامها فى عمليات المضاربة. وتطرق إلى أن تحركات الدولار غير الطبيعية بدأت منذ شهرين، إذ ارتفعت العملة الأمريكية خلال شهر واحد من 9 ل10 جنيهات، ثم اجتمع محافظ المركزى مع ممثلى شعبة شركة الصرافة وبعدها انخفض السعر من 10.05 جنيه إلى 9 فى 10 أيام ثم عاود الصعود بوتيرة أكثر عُنفًا كان أشدها بداية الاسبوع حتى وصل إلى 11.35 جنيه منتصف تعاملات أمس. وأكد سمير أن ما صرح به طارق عامر محافظ البنك المركزى لم يكن له تأثير على السوق، لأن من يعملون فى السوق السوداء مجموعة من التجار الذين يستغلون زيادة الطلب ويفرضون السعر على السوق كله. وأوضح أن سعر اليورو ارتفع أمس إلى 13 جنيها للشراء و12.70 جنيه للبيع، فى حين وصل سعر الريال إلى 3 جنيهات و2.90، وبلغ الجنيه الاسترلينى 16 جنيهًا، لافتا إلى ارتفاع الطلب حاليا على اليورو والريال السعودى بسب موسم العمرة.