أكد الرئيس الموريتاني العقيد اعلي ولد محمد فال أنه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة وانه لن يترشح لأي منصب سياسي في البلاد قبل أن يستلم الرئيس القادم مهامه مشيرا إلى أن السلطات الانتقالية لن تتدخل في سير الانتخابات المقبلة. ونفى ولد محمد فال أن يكون قد وجه أي دعوة للحياد بأي شكل من الأشكال قائلا إنه كان يقصد فقط توضيح الطرق والأشكال التي يتيحها القانون للناخبين الموريتانيين من أجلحسم مسألتهم الرئاسية. وأضاف الرئيس الموريتاني أنه سيتقاعد بعد تسليمه السلطة للرئيس القادم مؤكدا أن جميع المرشحين يتمتعون بنفس الحقوق وأن الشعب الموريتاني هو الحكم في نهاية المطاف بين الجميع. وكان الرئيس ولد محمد فال قد قال إن أي مرشح لا يحصل على أغلبية مطلقة (أكثر من 50%) في الجولة الأولى أو الثانية لن يعتبر ناجحا في الانتخابات الرئاسية القادمة، مؤكدا أن الناخبين لهم الحق في استخدام بطاقة الحياد، وأن الجيش مستعد لتنظيم انتخابات رئاسية أخرى في حالة ما إذا صوت الناخبون بالحياد. وفي أول رد فعل لها على خطاب الرئيس الموريتاني قبل ثلاثة أيام، هاجمت المعارضة الموريتانية الثلاثاء خطاب ولد محمد فال واعتبرته يمثل محاولة للتخلص الشكلي من الوعود والالتزامات، ودخول مرحلة الالتفاف على المسار الديمقراطي تحت شعار "فرصة الاختيار من جديد". وأكد قادة تجمع ائتلاف قوى التغيير (المعارضة) خلال مؤتمر صحفي أمس رفضهم لما وصفوه بتدخل المجلس العسكري في الشأن السياسي والانتخابي، داعين إلى وقفة دون تأخر تناسب حجم المخاطر التي تهدد المسار الديمقراطي. ورفض قادة المعارضة ما أسموه تخريجات رئيس الدولة، والتي يعتبرونها غير مؤسسة من الناحية القانونية ومضرة من الناحية السياسية، واضعين المجلس العسكري الحاكم وأعضاءه كلهم أمام مسؤولياتهم التاريخية، مؤكدين أن البلد لا يتحمل السير به نحو المجهول وأن إنتاج الماضي بأساليبه والتفافاته ضار قطعا ولم يعد ممكنا بعد ذلك. وأكد القادة كذلك أنهم مستعدون فعلا لا قولا للدخول في سلسلة من النضالات المسؤولة والقوية حتى لا يعود البلد إلى الوراء، وحتى لا يقتل الأمل الذي ولد بعد تغيير الثالث من أغسطس 2005. وقال الرئيس الدوري لتجمع المعارضة أحمد ولد داداه خلال المؤتمر الصحفي إن إعلان الحياد وتأكيده لم يعد كافيا، ولم يعد مقبولا إلا الإقلاع الفوري والصارم عن كل الاتصالات والتدخلات، وحينها لا حاجة لقول أو تصريح. وأضاف أن "المطلوب الآن الأفعال لا الأقوال". وأكد بيان للائتلاف وزع في المؤتمر الصحفي أن خطاب رئيس المجلس العسكري كان غاضبا وكال فيه من الاستهزاء ما لا يناسب المقام واللحظة، مضيفا أنه استخدم فيه "مصطلح الناخبين البؤساء وذلك للمرة الثانية في خطاباته مع الأسف وتوظيفه في هذا المقام ينم عن نظرة استعلاء وتمييز بين المواطنين ويعبر عن درجة عالية من الاستخفاف والاستحقار بالفقراء والمهمشين". ويتوقع مراقبون عديدون أن يشتد الصراع بين السلطات الانتقالية وقوى المعارضة خلال الفترة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 11 مارس القادم.