أكد الرئيس الموريتاني المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله أن التغيير الذي يسعى إليه سيكون تغييرا جديا وعميقا ولكنه في نفس الوقت هادئا ومسؤولا. وتعهد ولد الشيخ عبد الله بإحداث تغيير حقيقي في جميع مناحي الحياة الموريتانية . وقال ولد الشيخ عبد الله (69 عاما) بعد إعلان فوزه إن البلاد تمر بمرحلة تاريخية حاسمة وأشاد بالخطوات التي قطعتها في سبيل تحقيق الديمقراطية الحقيقية. ووعد بالانفتاح على جميع الموريتانيين لتوسيع نطاق المشاركة السياسية كما وعد بتعزيز الديمقراطية القائمة على أساس التسامح وقبول الآخر واحترام دور المعارضة السياسية وبناء الدولة العادلة. وأكد على التزامه باحترام كافة مؤسسات الدولة المنتخبة والقضاء على "المخلفات السيئة" من الماضي. وركز الرئيس المنتخب على موضوع الوحدة الوطنية التي قال إن تحقيقها وتعزيزها يتصدر قائمة أولوياته في الفترة القادمة حتى يتسنى لمكونات الشعب الموريتاني أن تعيش في وئام وانسجام وتفاعل. ودعا ولد الشيخ عبد الله الجميع إلى تناسي أجواء الحملة الانتخابية وتداعياتها المختلفة، والعمل معا من أجل موريتانيا قوية وديمقراطية، مشددا على احترامه للذين خالفوه الرأي وصوتوا لمنافسه، كما شكر السلطات الانتقالية على تنظيمها لهذه العملية الانتخابية. وتعهد الرئيس المنتخب أيضا بالعمل على توفير فرص عمل وتحسين مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية. ويؤدي ولد الشيخ عبد الله اليمين الدستورية في 19 أبريل المقبل بعد تصديق المجلس الدستوري على النتائج لتكتمل عملية نقل السلطة إلى المدنيين من العسكر الذين أطاحوا في عام 2005 بالرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع. وكان ولد الشيخ عبد الله تولى قبلا مناصب وزارية منها وزارة المالية في حكومة سابقة، ووزارة الصيد في عهد أحمد الطايع الذي اختلف معه عام 1987 ووضعه ستة أشهر قيد الإقامة الجبرية. وحصل الرئيس المنتخب على 52.85% من الأصوات الصحيحة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بحسب النتائج النهائية التي أعلنها وزير الداخلية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين. وحصل المرشح المنافس رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه على 47.15%، وبلغت نسبة الإقبال في الدورة الثانية من الانتخابات 67.48% بحسب تقديرات وزارة الداخلية. وقد هنأ ولد داداه ولد الشيخ عبد الله بالفوز وتمنى له التوفيق، وقال ولد داداه في بيان بعد إعلان النتائج إنه سيواصل النضال من أجل موريتانيا جديدة، من أجل المرضى والجائعين والمستضعفين". وأشار إلى ضرورة أن يقف الجميع بالمرصاد لما أسماه بكل أشكال الاستبداد والاستعباد والفساد. وسيكون أمام الرئيس المنتخب مهمة الاستجابة لتطلعات الموريتانيين الكبيرة للتغيير خاصة في مجالات مثل التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر المستشري في دولة تتمتع بثروات طبيعية متنوعة تشمل البترول والمعادن إضافة لمصايد الأسماك الغنية. وكان ولد الشيخ عبد الله مدعوما في الانتخابات من تحالف يمثل 18 جماعة سياسية، وقد نفى مرارا أنه استفاد من دعم عدد من أعضاء المجلس العسكري الذي حكم البلاد لنحو عام ونصف العام برئاسة العقيد إعلي ولد محمد فال. وفي أول رد فعل على النتائج أعلنت السفارة الأميركية بنواكشوط في بيان أن الانتخابات الرئاسية في موريتانيا كانت "عادلة وشفافة وذات مصداقية". وأكدت السفارة أنها نشرت فرق مراقبة في أنحاء البلاد مشيرة إلى أن هذا النجاح الواعد يجعل من موريتانيا نموذجا ديمقراطيا في أفريقيا والعالم العربي. وكانت بعثة المراقبة الأوروبية أشادت أيضا بسير العملية الانتخابية. وبعث ملك المغرب محمد السادس برسالة تهنئة إلى سيدي ولد الشيخ عبد الله أشاد فيها بما وصفه المسار الديمقراطي التي تشهده موريتانيا.