عادة ما تثير تصريحات "الزند" وزير عدل الانقلاب (المُقال) غضب وغليان لدى الشارع المصري وبالأخص تصريحاته الأخيرة والتي تطاول فيها على مقام النبي (صلَّ الله عليه وسلم) زاعمًا أن بإمكانه سجن النبي الكريم إذا خالف القانون، وسرعان ما طالب حكومة العسكر منه تقديم استقالته إلا أنه أبى مما اضطر الانقلاب لإقالته بعد تصريحاته مع أمنجي العسكر (حمدي رزق)، ويُشاع في الشارع المصري أن سبب تلك الإقاله هي تطاوله على النبي وهذا ما سنثبت عدم صحته بالدليل. فحديث "الزند" عن الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني " والذي قتل بعد تعذيب شديد على أيدي بلطجية الداخلية، ربما يكون هو السبب الحقيقي وراء إقالة وزير عدل الانقلاب، حيث أكد الزند على أن ما ورد في التقرير الطبي صحيح وأن ما يتداول في الشارع هو الحقيقة وأن ما وجد في الجثة تم إثباته في التقرير، مشددًا على أن ما يقوله له ثمن سياسي كبير سيدفعه (الانقلاب). وكان تقرير الطب الشرعي من الجانب المصري قد أكد وجود حروق في جسده عن طريق آلة معدنية تم تسخينها على لهب، ونزيف في المخ، وضربه بعصا على الرأس والظهر، وربط يده أثناء تعذيبه وتم خلع أظافره؛ كما أثبت وجود كسور في الضلوع، وجروح قطعية سطحية على جسده، ونفى حدوث أي اعتداء جنسي عليه. التقرير المصري جاء متطابقًا بعض االشيء مع التقرير الإيطالي إلا أن الأخير كان أكثر وضوحًا، حيث قالت وكالة أنباء "أنسا" الإيطالية، فى تقرير لها، إن التقرير الأولى للطب الشرعى المقدم للمدعى العام الإيطالى عن مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، يكشف عن أن "الطالب تعرض للتعذيب المستمر لمدة من 7 إلى 8 أيام من قبل خبراء متخصصين فى أساليب التعذيب". وكشف التقرير، الذى يتكون من 300 صفحة بحسب الوكالة، أنه "لا يوجد أى دليل على تعاطى جوليو ريجينى أى مواد مخدرة، أو أنه مارس (الشذوذ) مع شخص آخر، أو تعرض لحادث سير". وأكدت الوكالة الإيطالية أن "التقرير يكشف عن أن التعذيب الذى تعرض له (ريجينى) يرتبط بشكل مباشر بأبحاثه التى كان يجريها فى مصر فى إطار دراسته عن العمال والنقابات العمالية". وأضافت الوكالة: "المحققون الإيطاليون الموجودون فى مصر قدموا طلباً لشركات الاتصالات فى مصر من أجل الحصول كلمات السر الخاصة بهاتف (جوليو) المفقود، حتى يتمكنوا من تحديد التحركات والأماكن التى وجد بها الطالب الإيطالى قبل مقتله". كما تحدث الزند عن مشرحة زينهم موضحًا أن الوضع فيها ميئوس منه وأنها لا تليق بالآدمين، قائلًا: إن رئيس حكومة الانقلاب أخبره بأن السفير الروسي أراد أن يزور مشرحة زينهم أثناء حادثة الطائرة الروسية، وهو ما أظهر الوضع المأساوي بها. فخوف الانقلابيين من الصدام مع ثورة جديدة دفعه إلى التضحية بالعديد من رجاله وذلك بهدف امتصاص الغضب الشعبي وخوفا من اندلاع انتفاضةجديدة بسبب جملة من الإخفاقات التي انغمس فيها العسكر.