على طريقة مبارك في إلقاء الخطب عبر مؤتمرات في مدينة شرم الشيخ، ألقى قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي خطابا في افتتاح منتدى التجارة والاستثمار في أفريقيا (الكوميسا 2016)، صباح السبت، تحت مظلة مفوضية الاتحاد الأفريقي، لكنه لم ينبس ببنت شفة عن تحذيره المعتاد في مثل هذه المحافل من خطر الإرهاب على التنمية في أفريقيا. ولم يرتجل خارج النص المكتوب، على غير عادته أيضا، وعلى الرغم من ذلك، فقد امتلأ خطابه بالأخطاء اللغوية المعتادة، مع أنه يقرأ من "الورق". وفي خطابه ركز السيسي على التعافي الاقتصادي الذي تشهده القارة الأفريقية، في عهده، داعيا إلى مزيد من التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية. وأشاد بأن "قائمة الدول ذات الاقتصادات الأسرع نموا في الفترة الأخيرة تتضمن عشر دول أفريقية على الأقل"، وفق وصفه، مع أن هذه القائمة لا تحتوي على اسم مصر في عهده. وأكد السيسي في خطابه ارتفاع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول الإفريقية بأكثر من خمسة أضعاف خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وهو رقم لا تحققه مصر في عهده، حيث تدنى حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بها، إلى درجة كبيرة، وفق تقارير منظمات دولية. في الوقت ذاته، كشف السيسي، ربما دون أن يدري، هزال حجم التبادل التجاري في عهده بين مصر وأفريقيا فقال: "وصل حجم تجارتنا مع أشقائنا الأفارقة إلى خمسة مليارات دولار"، دون أن يحدد المدى الزمني لهذا الرقم، مستدركا: "نستهدف مضاعفته خلال الأعوام الخمسة القادمة". وفي الوقت ذاته، أعاد السيسي التذكير بما اعتبره "قناة السويس الجديدة"، قائلا: "شاركتم معنا في شهر أغسطس من العام الماضي في افتتاح قناة السويس الجديدة خطوة أولى في مشروع ضخم وطموح سيسهم في دفع حركة التجارة الأفريقية مع الأسواق العالمية، من خلال المناطق الصناعية واللوجيستية التي سيتم إنشاؤها في منطقة القناة". وطالب بالاهتمام بالشباب الأفريقي، في وقت يعاني فيه الشباب المصري من الإهمال، فأكد "أهمية محور تنمية القدرات البشرية في عملنا المشترك، وإيلاء الاهتمام الكافي بالشباب الأفريقي، الذي يشكل عماد حاضر القارة، وأساس مستقبلها، ويتعين الاستثمار فيه بزيادة الاهتمام بالتعليم، وتطويره على نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة في سوق العمل"، وفق قوله. وبحسب أرقام دولية ومحلية، فقد تزايدت نسبة البطالة بين الشباب المصري، لا سيما في العام الأخير، واعتقلت الشرطة العديد من حملة درجتي الماجستير والدكتوراه، الذين نظموا وقفات احتجاجية عدة، مطالبين بتعيينهم في وظائف لائقة. حفاوة برئيس وزراء إثيوبيا ولوحظت الحفاوة البالغة من قبل الإعلام المصري بمشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلا مريام ديسالين، في المنتدى، والكلمة التي ألقاها، التي استخدم فيها خطابا ناعما، في وقت تتشدد فيه إثيوبيا بمفاوضات "سد النهضة" مع مصر، وتمضي قدما في إقامته، دون أن تعبأ بالتحفظات المصرية، حتى إنها رفضت المقترح المصري بزيادة عدد فتحات السد، كي يسمح بتمرير مزيد من الماء، حال انخفاض منسوب المياه. وفي كلمته خاطب ديسالين "السيسي" بقوله: "سعداء بقراركم بالتزام مصر تجاه أفريقيا". وأضاف أن أديس أبابا ملتزمة بتحقيق التنمية المستدامة، والاستفادة من مياه نهر النيل لصالح الجميع، وفق تعبيره. وامتدح الدور المصري فقال: "إن مصر أسهمت في النهضة الأفريقية"، معربا عن شكره لمصر على حفاوة الاستقبال، بحسب قوله.