ارتفع عدد الوفاة بسبب الجوع في مدينة مضايا المحاصرة بريف دمشق إلى 61 حالة، فيما يحتاج 400 شخص لرعاية طبية خاصة، في ظل استمرار عجز الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية عن الاستجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقها الأهالي والناشطون، وإصرار النظام و"حزب الله" على سياسة الحصار والتجويع. وأفادت مصادر معارضة مسؤولة في مضايا، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم جراء الجوع في مدينة التل وصل إلى 61 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، كان آخرهم طفل في الثالثة عشرة من العمر، في حين يوجد عشرات الحالات مهددين بأن يفقدوا حياتهم في أي لحظة". وقالت المصادر، إن "المساعدات التي دخلت أخيراً لم تسهم في إنقاذ نحو 400 شخص، يعانون من تبعات الجوع منذ أشهر، حيث أن أجسامهم تعاني من سوء امتصاص شديد وجفاف، ما يستدعي وضعهم تحت رعاية طبية خاصة". ولفتت إلى أن "الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية، عاجزة عن إخراج الحالات الإنسانية من المدينة، رغم تكرار طلبها من النظام، إذ يصر على إبقاء أكثر من 40 ألف مدني تحت حصار مطبق، يعانون من الجوع والبرد وقلة الرعاية الطبية". وأضافت المصادر، أن "الحصار المفروض على مضايا وبقين والزبداني، ليس له سبب واضح، سوى الرغبة باستمرار موت المدنيين، خاصة أن الفصائل المسيطرة قدمت للنظام عبر لجنة المصالحة مبادرة تسوية شاملة للمنطقة، تنهي الصراع العسكري فيها، إلا أنها لم تلق تجاوباً". وتابعت: "كان لدينا أمل مع انطلاق مباحثات جنيف بين النظام والمعارضة، أن يتم فك الحصار، أو إخراج الحالات الإنسانية وإدخال كميات كافية من المساعدات الغذائية والطبية، إلا أن الواقع ازداد سوءاً مع تشديد الحصار عبر زراعة المزيد من الألغام الفردية، التي زاد عددها عن ستة آلاف لغم، إضافة إلى زيادة الأسلاك الشائكة المحيطة بالمنطقة، هذا في وقت تم به خرق الهدنة لعدة مرات عبر استهداف المنطقة بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون، التي أصابت مؤخرا مدرسة في بقين، ما تسبب بسقوط ضحيا من الأطفال إضافة إلى أضرار مادية".