إعدامات بالجملة وألاف خلف الزنازين ينتظرون فرجا قريبا ليزيل همهم الذى أتى به الانقلاب العسكرى، فى سجن العقرب، جنوبي القاهرة قررت نحو 200 أسرة، أمس السبت، وقفت من يقبع ذووها داخل المحبس السياسي الأشهر، أملا أن تجتاز "مخاوف تكرار عدم الزيارة" التي تم منعها منذ 3 أشهر، من أجل "دقيقة أو أربع دقائق" من خلف حائل زجاجي وعبر الهاتف . " الزيارة في سجن العقرب فتحت بلغوا الأهالي. هكذا انتشرت العبارة، فوصلنا بعد شروق شمس اليوم بدقائق، لنجد من سبقونا من الفجر، ونرى أسرًا تبيت أمام بوابات السجن من الساعة 2 فجرًا" هكذا تروي سندس جمال، روايتها لبداية مشهد زيارتها لشقيقها عمر المحبوس بداخل السجن. وأضافت " فُتِح باب السجن (العقرب)، وبدأ الناس بالدخول كأنّه تصوير بطىء، حتى أنك تظن أن من يدخل دخل بروحه، وترك جسده محشوراً وسطنا"، ناقلة عن والد أحد السجناء عبارة "كله يهون بس (لكن) أشوفه (أراه) وأطمئن عليه". سندس جمال، التي كشفت عن منع بعض الأهالي من الزيارة في نهاية أمس، خلصت في نهاية زيارتها أن "زيارة العقرب وإن سميت زيارة ، لا تعلم منه إلا حديث الدقيقتين مع شقيقها". "رابطة أسر معتقلي العقرب"، قالت في بيان لها اليوم، ضمن نقلها رواية سندس جمال وأخريات إنه "نجح حوالي 200 أسرة للوصول أمام بوابة العقرب و الكثير من لم يتمكن من الزيارة". وأشارت الرابطة إلى جملة مما تراه انتهاكات حدثت، منها "وقوف الأهالي لأوقات طويلة، وبتعديل طوابير الانتظار لهم أكثر من مرة، ما أصاب أهالي السجناء بالقلق من وصول الساعة للثالثة(موعد انتهاء الزيارة)، دون دخول، ما دفع إحدى الأمهات كانت تحمل طفلها، أن تنهار من البكاء وتترك أحد الطوابير، وتغادر السجن دون زيارة" ودشنت الرابطة على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغات (وسوم) #افتحوا_الزيارة ، #زيارة_60دقيقة #زيارة_بلا_حائل، للمطالبة بحقوق في زيارة ذويهم بدون حائل. آية علاء، زوجة حسن القباني الصحفي المحتجز فى سجن العقرب، تحكي جزءًا من مشهد زيارات العقرب قائلة "اليوم توجهت للزيارة في سجن العقرب وكنت أمام السجن من 5 الفجر تقريبا، وبداخل ساحة الانتظار الساعة 9 صباحًا، وانتظرت وأسرة زوجي، مابين شمس وبرد حتى عصر اليوم في طوابير مذلّة، يأتون بها شمالا ويمينا، وإلى الأمام والخلف، وسط افتعال مشاكل ومشادة من إدارة السجن مع الأهالي ورفضهم أننا نقوم بتنظيم أنفسنا". وأضافت في روايتها للأناضول "كانت ما تسمى كذبًا وزورًا، زيارة، عبارة عن 12 ساعة ذلّ، وعذاب، من أجل دقيقة واحدة و ليست مبالغة، دقيقة واحدة بالثانية، يتم بعدها قطع الكهرباء في الكابينة (حائل زجاجي يجمع الأهل والمحتجز عبر هاتف)، خلاصة القول، هذه ليست زيارة، ولكن تعذيب ممنهج". مثلها، تحدث محمد خطاب، عن أزمة زيارة والدته، لشقيقه الأكاديمي الاقتصادي البازر، والمسؤول الأسبق بوزارة المالية، عبد الله خطاب، بسجن العقرب، قائلا "بعد أكتر من شهرين منع للزيارة، وبعد 9 ساعات انتظار من الفجر ومعاناة أمام سجن العقرب، أمي وأختي، تمكنتا من زيارة أخي اليوم". وأضاف"كانت الزيارة 4 دقائق عبر حائل زجاجي، كل فرد دقيقتين ورفضت إدارة سجن دخول ياسمين بنت أخي لرؤيته، وأرادت أمي أن تقنع الضابط أن تتمكن من رؤية أبيها، ولكنه رفض". وتختصر آية البارة، معاناتها اليوم بعد إتمام زياتها لزوجها طه السلهوب المحتجز بسجن العقرب، قائلة " الطابور كان رهيب وكل حاجه كانت صعبة، والزيارة دقيقتين". وفي شهادتها عبر صحفتها على فيسبوك، شرحت البارة حرصها على مطالبها في فتح زيارة حقيقة، قائلة "أنا أقوم في الساعة في الثانية منتصف الليل، وأسافر 3 ساعات لأصل لسجن العقرب، وأقف طابور من أربع لخمسة ساعات، على الأقل، ثم ندخل استراحة السجن، ساعة أخرى، ثم يأتي الطَفْطَف (حافلة لنقل ذوي السجناء داخل السجن)، ونتظر وقتا آخر ثم يتم تسجيل اسمنا في الزيارة، ونقعد وقتًا جديدًا حتى نسمع اسم المعتقل، ثم ندخل استراحة ما بعد التفتيش، لمدة نصف ساعة أو ساعة" وأضافت "بعد كل ماسبق ندخل مكان الزياره نجلس نحو نصف ساعة، وندخل الزيارة وندخل كابيينة (حائل زجاجي)، ونرفع سماعة الهاتف ونستمر دققيقتين لثلاثة، والله والله لا يتجاوزا 3 دقايق ل 3 أشخاص كل واحد دقيقة، ثم نعود لمنازلنا بعد السادسة إن كنا محظوظين". وكشفت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" (غير حكومية)، في بيان لها أمس، عن وجود انتهاكات في زيارات سجن العقرب اليوم، بعضها متمثل في قصر وقت الزيارة، وعدم دخول الطعام والأغطية، وإلغاء زيارات كثير من الأهالي. راجية عمران، الحقوقية المصرية، وعضو مجلس القومي لحقوق الإنسان(الحكومي)، قالت للأناضول ، أن "المجلس تحدث في جلسة أخيرة له عما يتحدث عنه الأهالي من وجود انتهاكات في سجن العقرب، من صعوبة في دخول الأدوية والأغطية والأطعمة، والزيارة القصيرة، وطالبنا من وزارة الداخلية بزيارة عاجلة للمجلس، لكن لم تحدد بعد". وحول ما أثاره الأهالي، من انتهاكات أثناء زيارة العقرب اليوم، أضافت عمران: "سمعت بعض ما تم، ونحن لنا تواصل مع بعض الأهالي، ونرصد الانتهاكات، ونعجل بزيارة السجن، ونحاول تصحيح الوضع". وتأسس سجن العقرب عام 1993 في عهد المخلوع حسني مبارك (أطاحت به ثورة 25 يناير 2011) ، وتكون الزيارة فيه عبر المحادثة بالهاتف من خلف حاجز زجاجي، وتقبع فيه أعداد كبيرة من رموز سياسية إسلامية معارضة.