أكد "آفي ديختر" عضو الكنيست والرئيس السابق لجهاز الشاباك في الكيان الصهيوني ، خلال محاضرة ألقاها "ديختر" في المعبد الكبير بتل أبيب احتفالاً بعيد الحانوكا اليهودي ، إن الاحتلال الإسرائيلي أنفق المليارات للتصدى لحكم جماعة الإخوان المسلمين حال وصولهم للسلطة عام 2012 ، زاعمًا أن فكر الإخوان أخطر بكثير من تنظيم الدولة الإسلامية . وتطرق رئيس الشاباك السابق، الذي شغل أيضا منصب وزير الأمن الداخلي إلى ثورات الربيع العربي التي قال إنها فاجأت المخابرات الإسرائيلية التي فشلت كباقي مخابرات العالم في توقعها أو التنبؤ بها، وفق ماذكرت"الحرية والعدالة". وقال: "ما حدث خلال الخمس سنوات الأخيرة هو الشيء الأكثر إدهاشا لنا على مدى عشرات السنين، وبالطبع منذ قيام دولة إسرائيل.. لم تكن هناك أية جهة مخابراتية سواء تابعة لنا أو للأمريكان أو للأوربيين بل حتى للدول العربية، نجحت في توقع ما سيحدث خلال الخمس سنوات الماضية". “ديختر" اعتبر أن ما حدث في تونس أمرًا سبق وتكرر في دول المنطقة؛ حيث تحدث ضجة وتعم الاضطرابات، فيأخذ الرئيس المال ويهرب خارج البلاد، لكن ما حدث في مصر مثل صدمة قوية للإسرائيليين. وذكر بخطر جماعة الإخوان المسلمين التي "استولت على الحكم" و"ركبت" ثورة الشبان الليبراليين، وقال إنها أخطر في أيدلوجيتها من داعش، فالأخير لا يملك أيدلوجيا مكتوبة واضحة، بعكس الإخوان ذات الأيدلوجيا الواضحة والوحشية، على حد قوله. وأضاف أن الإخوان لا ينظرون إلى الخلافة كدولة، كما يرى تنظيم الدولة ، فالدولة لها حدود أما الخلافة بنظر الإخوان ليست لها حدود سياسية، فحدودها يحددها الإسلام، وأي مكان تطبق فيه الشريعة هو حدود الخلافة. بوصول الإخوان للحكم- يقول "ديختر"- بدأت كل الدول بما فيها إسرائيل تخصيص ميزانيات تصل إلى المليارات للاستعداد لمصر في ظل واقع مختلف. وأقر بأن الأمر ينطوي على دلالة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، التي تربطها بمصر معاهدة سلام، وذلك في ظل مخاوف من إمكانية تغير ميزان القوة العسكرية بسيناء. وتابع: "خلال عامين أجرى عبد الفتاح السيسي انقلابًا عسكريًا، وزج بالإخوان المسلمين في السجون فهناك يقبع اليوم الرئيس السابق مرسي ومعظم قادة الإخوان في السجن، وحكم بالإعدام على ما يناهز الألف من الإخوان عبر أحكام قضائية نهائية، لم تنفذ الأحكام حتى الآن، لكنهم في طريقهم للمشنقة". “ديختر" اعتبر أن المفاجأة التي حدثت بإسقاط نظام الإخوان ذكرته بالمفاجأة التي كانت من نصيب الإسرائيليين في حرب 6 أكتوبر 1973، مضيفًا: "هناك من كانوا جنودًا وضباطًا وقتها يتذكرون جيدًا هذه المفاجأة المريرة والمؤلمة". واستطرد بقوله: "لكن مفاجأة كبيرة كهذه، كأن يقوم وزير الدفاع المصري الذي عين على يد الإخوان المسلمين بانقلاب عسكري. بعد عامين من حكم الإخوان المسلمين، كانت أمرًا مدهشًا بكل ما تحمل الكلمة من معان". وزاد: "بالمناسبة المصريون حذرون لا يقولون انقلابًا عسكريًا؛ لأنهم يخشون إن قالوا ذلك، فإن الولاياتالمتحدة وطبقا للدستور لا يمكن أن تقيم علاقات مع دولة وصل نظامها عبر انقلاب عسكري.. أتذكر في إحدى المرات خلال مشاركتي في منتدى بالولاياتالمتحدة، وقتها قلت انقلابا عسكريا، فرفع أحد الحضور إصبعه وقال لي مستر ديختر ليس انقلابا عسكريا، قلت له "وما هو إذن؟ قال ثورة شعبية حاشدة". وكان الجنرال عفيف كوخافي، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي منذ نوفمبر 2010 حتى اليوم قد أكد بحسب صفحة "كلنا خالد سعيد نسخة كل المصريين" في إحدى المحاضرات دور "إسرائيل" في قطع الطريق على التمكين لدولة إسلامية في المنطقة محذرا من جماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص وانتشارها الواسع في كل من المغرب وتونس وليبيا ومصر وحتى تركيا.