"عزوف الناخبين، انتشار المال السياسي، الرشوة، عودة أعضاء الحزب الوطني المنحل، برلمان بلا هيبة، مجلس بلا أنياب، لاتوجد معارضة حقيقة".. هكذا رأى خبراء سياسيون انتخابات مجلس النواب بمرحلتيها الأولى والثانية. وتزايدت المخالفات خلال المرحلة الثانية من الانتخابات من خلال التوسع في استخدام المالي السياسي وشرا ء الأصوات، وكل المظاهر السلبية تنتج مجلس جديد يمثله نواب من أجل "الأبهة"، على حد وصف أحدهم. ومن جانبه، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إن العملية الانتخابية تحتوي على " عوارض، ومحاسن"، ومن ضمن المحاسن التي تميزت بها حيادة الدولة بعيدًا عن اتجاهها لمرشح بعينه أو حزب، بجانب الشكل الأمني والذي سيطر عليها بجميع المحافظات. وأضاف غباشي ل"مصر العربية"، أن هناك سقطة كبيرة شهدتها العملية الانتخابية وهي العزوف من جانب المواطنين، والذي كان واضحًا جدا في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية، مشيرًا إلى أن هذه رسالة واضحة من الناخبين إلى مرشحيهم بأنهم غير مرغوب فيهم. وأوضح أن أسباب العزوف كثيرة من ضمنها يأس من قبل الناخبين، والظروف الاقتصادية بجانب عدم الرضا عن أداء الحكومة، لافتا إلى أن المال السياسي لعب دورًا كبيرًا في الجولات الانتخابية، وكانت الرشوة منتشرة بشكل واضح. ورأى من ضمن العوارض التي ظهرت بالعملية الانتخابية وجود منافسين بلا بدائل، وتناغم على رؤى واحدة، مستدلا على ذلك بأن "جميع المتنافسين تقريبا ينتمون إلى اتجاه سياسي واحد"، حسب قوله. وأوضح نائب رئيس المركز العربي، أن الاختلافات بين الأحزاب المتصارعة لا تعبر عن معارضة حقيقية بقدر تعبيرها عن درجات داخل إطار مؤيدي النظام الحالي، لافتا إلى أن المعارضة الحقيقة ليست التطبيل ولكن الاجتهاد في طرح القضايا. ووصف غباشي برلمان 2015 بأنه "برلمان بلا معارضة حقيقة" على حد تعبيره، مشيرًا إلى الغالبية من الحزب الوطني، وبالتالي لن يقدموا نفسهم كمعارضين، وأن القائمين على المجلس المقبل تفكيرهم وآلياتهم واحدة، ولايوجد شكل من أشكال المنافسة الحقيقية، وأن آلياته في التشريع يجب أن تكون محط مراقية، وتابع غباشي "لدي فضول لمعرفة شخصية النواب داخل اللجان".