"طائرة مدنية تحمل رعايا وطائرة عسكرية تحمل طيارين وهيبة دولة بحجم روسيا"، هكذا يتم توصيف الوضع القائم بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وقائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، فى الدفاع عن سيادة الدولتين، التى تعتمد الأولى على الديمقراطية وحق المواطن فى العيش الكريم، والأخيرة تعتمد على "حياة العسكر فقط" دون أى حقوق من أى نوع للمواطن المصرى الذى ضحى ومازال يضحى من أجل هذا البلد. حادث الطائرة الروسية المنكوبة، أثبت كل ما كنا ننشره من تقارير حول تآمر "السيسى" نفسه على مصر التى يزعم أنه متواجد لجعلها "قد الدنيا"، وحتى الآن لا نعلم أى دنيا التى يتحدث عنها، فحادث الطائرة الروسية المنكوبة بسيناء على يد تنظيم ولاية سيناء الذى زرعه ظلم وقهر العسكر لمواطنى المنطقة، جعل منه أضحوكة أمام العالم، وسبب فى اختراق روسيا للسيادة المصرية، دون اعتراض ولا مشاورة، بل وصل به الأمر إلى عرض فرض السيادة الروسية على سيناء دون أن يتطرق لقومية. جنون إعلام الانقلاب وصفعة "أردوغان"
هكذا هو وصف اعلام الانقلاب العسكرى، عقب اعلان الجيش التركى عن اسقاط طائرة روسية، وموت أحد طياريها، بل لم يتوقف الأمر عند هذا الحد إلا أنه وصل إلى تهديد الدب الروسى إذا حاول هو أو غيره انتهاك سيادة بلادها، بإختراق المجال الجوى، مما جعل جنون اعلام الانقلاب يشتعل أكثر، بعد مقارنة وضع بوتين بقائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، الذى يدافعون عنه دون حجة أو مبدأ أوصى به فى كتب الإعلام، لكن هذا هو حال المنظومة الإعلامية فى مصر العسكر. الرئيس التركي خرج واثقًا ليعلن مسئولية بلاده عن استهداف الطائرة الروسية التى اخترقت المجال الجوي لبلاده، متعهدًا بتكرار المشهد من جديد حال تكرار الأمر من جانب روسيا أو أي دولة أخرى، فيما بدا التخبط واضحًا على الجانب الروسي الذى اعتبر الأمر طعنة فى الظهر، نافيًا التقارير التركية بأن مقاتلته كانت فى الأجواء السورية. رد الفعل من الطرفين ودعم حلف شمال الأطلسي "الناتو" للموقف التركي، ومحاولات الرئيس الأمريكي التدخل لاحتواء الأزمة، مع تردد موسكو الواضح بشأن اتخاذ خطوات تصعيدية تحفظ ماء وجه فلاديمير بوتين، أعاد إلى الأذهان حالة السعار التى انتابت روسيا تجاه الحليف العسكري فى مِصْر على خلفية سقوط طائرة "كاجوليم أفيا" فى سيناء، التى أعقبتها حزمة من القرارات الحازمة تجاه القاهرة. ذُل وأوامر جديدة
فبعد كل هذا مازال الانقلاب ورجاله يراوغون ويطلقون الأكاذيب والشائعات، لإثناء الشعب عن وخاصةً المؤيدين من المقارنة بين رد فعل أردوغان والسيسى، فبعد أن كانت روسيا هيا الصديق أصبحت تمارس حظر للطيران المصرى وتجلى رعاياها من البلاد بل منعت الدخول إليها مرة آخرى، وبالتالى لم تصمت مصر السيسى على هذا الوضع المهين بل حاول استجداء بوتين ولو عبر إعادة توقيع، ما تم توقيعه قبل 20 عاما- لإنشاء روسيا مفاعل الضبعة النووي. إعلام السيسي رصد حالة الكبرياء التركي فى التعامل مع أراضيها التقزم المِصْري الذى فرضه السيسي على بلاده، لتصدر التعليمات سريعة بضرورة ترويج الاتهامات للجانب التركي على خلفية الحادث باعتباره دعمًا لتنظيم الدولة، وليس بسبب اختراق المجال الجوي. وخرجت الإعلامية المقربة من النظام العسكري دينا رامز، لتزعم أن تركيا أسقت طائرة بوتين دعما للإرهاب، وأبدت مرارتها من تأييد حلف الناتو للموقف التركي، فى الوقت الذى تخلي فيه الجميع عن السيسي فى أزمة سيناء. ولم تفلح محاولات الإعلام فى تشويه صورة أردوغان فى ظل الموقف المعلن من الأزمة المتفاقمة فى سوريا، التى كانت أنقرة أول المتحركين فيها لإنقاذ المشهد باستقبال مئات الآلاف من اللاجئين، والتحرك دبلوماسيا لوقف جرائم بشار الأسد، واستخدام قواتها فى الوقت الحاسم لوقف الانتهاكات على حدودها، فضلا عن مساندة التحالف الدولي لتوجيه ضربات إلى تنظيم الدولة.