سيطر هدوء حذر على شوارع بيروت ، بعد مواجهات دامية بين أنصار للحكومة ومعارضين لها يوم الخميس، أدت إلى سقوط ثلاثة قتلى وأكثر من 150 جريحا. وبعد رفع حظر التجول، الذي فرضه الجيش اللبناني، سجلت حركة سير خفيفة في العاصمة، وبدأت بعض المحلات التجارية تفتح أبوابها. وفي حي زقاق البلاط الذي شهد أعمال عنف يوم الخميس لا تزال مستوعبات القمامة المحروقة تشهد على مواجهات البارحة، في حين انتشرت ملالات الجيش على مفارق الطرق. وبدأت بعض الأفران تفتح أبوابها، في حين لن تفتح المدارس والجامعات بقرار من وزارة التربية، خوفا من مواجهات بين الطلاب. ويسود الهدوء وسط المدينة، حيث يتواصل اعتصام للمعارضة منذ الأول من ديسمبر الماضي، وذلك غداة ظهور مجموعات من الأشخاص المسلحين بالهراوات في هذا الحي التجاري الرئيسي في قلب العاصمة. ومساء الخميس دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مناصريه إلى ترك الساحة للجيش والقوى الأمنية. وقال في كلمة مباشرة عبر قناة المنار الناطقة باسم حزب الله "واجب وطني وديني وشرعي أن نستخدم الفتوى لمصلحة الوطن وسلمه الأهلي (...) على الجميع أن يخلوا الشوارع، ويلتزموا الهدوء، ويتركوا الساحة للجيش اللبناني والقوى الأمنية". ودعا المواطنين إلى "الانسجام مع كل الإجراءات التي سيتخذها الجيش اللبناني في الساعات المقبلة لإنهاء حال التوتر". كذلك دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من باريس اللبنانيين "الذين خرجوا للتعبير عن رأيهم" إلى "العودة إلى صوت العقل والمحبة والابتعاد عن التوتر والتأزيم". وقال رئيس البرلمان نبيه بري مخاطبا جميع الأحزاب والقوى إن "لبنان تحول إلى شوارع وهذا البلد حرام أن نضيعه هكذا، وآن لنا أن نتعلم من دروس الماضي". وأضاف "أناشدكم بكل ما تملكون من قوة أن تخرجوا من الشوارع وتعودوا إلى أعمالكم.. علينا جميعا أن نكون يدا واحدة وإلا سيصبح وطننا في مقبرة التاريخ". ودعا النائب سعد الحريري "أهل بيروت" إلى "الهدوء وضبط النفس، وتفويت الفرصة على من يريدون تخريب النتائج الإيجابية لمؤتمر باريس 3". من جهته طالب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أحد أقطاب الغالبية المؤيدة للحكومة نصرالله ب"الخروج من إملاءات النظام السوري، والخروج من أزقة بيروت والعودة إلى صفة المقاوم". وأعرب عن ثقته بالجيش اللبناني، مؤكدا "أننا سلمنا الأمر له". وكانت المواجهات بين مناصري المعارضة والحكومة اندلعت في أحياء عدة من بيروت، إثر صدامات بين طلاب من الجانبين في جامعة بيروت العربية. وذكر شهود أن المواجهات توسعت إلى منطقتي الكولا والمدينة الرياضية المجاورتين، وتم إحراق عدد من السيارات وتحطيمها، وبات الدخان الأسود يغطي منطقة الصدامات، فيما سمعت أصوات عيارات نارية غزيرة. وسارع السكان إلى اقفال متاجرهم، فيما أقفلت المدارس أبوابها. وأضاف الشهود أن الجيش اللبناني استقدم تعزيزات إلى موقع الصدامات، فيما شهدت شوارع بيروت زحمة سير خانقة، جراء قطع الطرق المؤدية إلى منطقة الصدامات.