كم تبلغ كلفت ما يسمى بمكافحة الإرهاب؟ سؤال أجاب عنه جوردون أدامز خبير الموازنة الأمنية القومية الأمريكي في تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء بقوله: "بالطبع أموال طائلة ومن الصعب جدًا تحديدها بدقة."
ويقدر أدامز أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تنفق ما لا يقل عن 100 مليار دولار سنويًا لتمويل الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب في العالم. لكنه وغيره من الخبراء في مجال الأمن يؤكدون على أن تحديد المبلغ الحقيقي في هذا الصدد مستحيل.
ويوضح أدامز أن الأنشطة المتعلقة بمكافح الإرهاب تتعدى نطاق العمليات العسكرية، في الوقت الذي تُحاط فيه بعض التكاليف بسياج من السرية.
وتنفق الولاياتالمتحدة الآن بسخاء على أغراض الدفاع ومكافحة الإرهاب بدرجة تفوق بالطبع أي دولة أخرى في العالم. الإنفاق العسكري للولايات المتحدة وحدها يزيد أيضا عن مثيله من جانب الدول ال 7 التي تلي واشنطن في هذا الخصوص: الصين وروسيا والمملكة العربية السعودية وفرنسا والمملكة المتحدة والهند وألمانيا مجتمعة، بحسب البيانات الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
من جهته، قال سكوت ستيورات عميل مكافحة الإرهاب السابق في وزارة الخارجية الأمريكية ونائب رئيس " ستراتفور" وحدة المخابرات الجيوسياسية، إن الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب تحديدا " تظهر في كل هيئة حكومية."
وأشار ستيورات إلى أن القائمة المتعلقة بأنشطة مكافحة الإرهاب طويلة وتشتمل على تدمير المقار الإرهابية وإحباط الهجمات الإرهابية وتجفيف منابع تمويل الإرهابيين وحماية الأصول مثل المباني الفيدرالية والأماكن العامة ومقاضاة مرتكبي تلك الممارسات وتغيير قلوب وعقول الإرهابيين عبر السبل الدبلوماسية.
وأوضح ستيورات أن تلك العملية تشتمل على كل شيء بدءا من القوات على الأرض وحتى أعمال الاستطلاع في الداخل والخارج وتدريب أجهزة الشرطة لتعزيز أمن المطارات وحماية الدواب ومصادر الغذاء الأخرى من الأمراض والتلوث.
وما يزيد صعوبة حصر التكاليف المادية المرتبطة بمكافحة الإرهاب في العالم هو أن تمويل بعض تلك الأنشطة - ولاسيما تلك التي لها صلة بالعمل الاستخباراتي- يكون سريًا مثل تلك التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكية " إن إس إيه."
وعلاوة على ذلك، فإن ثمة تداخلا أيضا بين الموازنات المتعلقة بنفس النشاط. فعل سبيل المثال، تمتلك قوات العمليات الخاصة الأمريكية المنوط بها مكافحة الإرهاب موازنتها الخاصة والتي تقدر ب 10 مليارات دولار، وفقا ل أدمز.
لكن تلك القوات تحصل أيضا على الأموال من الموازنة الأساسية لوزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون" علاوة على أموال من صندوق يُعنى بالإشراف على عمليات الطوارئ.
مثال آخر هو وزارة الداخلية التي تأسست بموجب قوانين تمّت صياغها بعد أحداث ال 11 من سبتمبر، ومع ذلك تتعدى نطاق مهامها مكافحة الإرهاب كي تشتمل على أشياء مثل أعمال الإغاثة من الكوارث وتحصيل رسوم الجمارك العامة.
وتعرضت الإدارة الأمريكية لضغوط لزيادة موازناتها المتعلقة بأنشطة مكافحة الإرهاب. وفي أعقاب حادث تفجيرات باريس الذي وقع مساء الجمعة الماضية والتي شملت إطلاق نار من قبل مجهولين بأحد المطاعم الشهيرة وسط العاصمة وانفجارين آخرين أحدهما بالقرب من مقهى ليلي والآخر بالقرب من ستاد "دو فرانس" الواقع شمالي باريس، مما أسفر عن مقتل 120 شخصًا،.