قال اللواء طيار أركان حرب متقاعد محمد زكي عكاشة إن ''الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل يحاول أن يصفي حساباته وينتقم من الرئيس السابق حسني مبارك بعد تصريحاته بأن الضربة الجوية الأولى التي كانت بداية لحرب 1973 لم تكن إلا تدريبا للطائرين من أجل رفع روحهم المعنوية''. وأكد عكاشة، في حوار له ببرنامج ''مانشيت'' على قناة ''ONTV'' ليل الأربعاء، أنه من الواضح أن ''الكاتب الكبير هيكل نسى ما سبق وقاله منذ سنوات؛ لكننا لا ننسي وسأرد عليه''.
وأضاف ''هيكل قال إن إسرائيل كانت على علم بالضربة الجوية الأولى وسحبت الأهداف الحيوية لديها وقتها لكنه – هيكل – سبق وكتب في كتابه بعنوان ''أكتوبر 73 السلاح والسياسية '' أنه تم دعم مطار سيناء بقوات إسرائيلية رغم انه في تصريحاته الأخيرة يقول سحب واختبار المطار وتنشيط الاستطلاع الجوي ودعم شبكات الإقلاع الجوي وهو ما يناقض حديثه حول السحب''.
ولفت عكاشة إلى أن ''هناك واقعة أغرب قالها هيكل مؤخرا وهي أن إسرائيل عرفت بموعد الحرب قبلها ب63 ساعة كاملة وأن أمريكا طلبت من إسرائيل ألا تضرب مؤكدا أن المعلومات الصحيحة أن امريكا عرفت وقت الضرب وذلك وفقا لما كتبه هيكل نفسه في الواحدة والربع ظهرا أي قبل الحرب بساعة ابلغت امريكا اسرائيل ان هجوما مصريا سوريا سيبدأ''.
وأوضح أن وزير الدفاع الأمريكي وقتها أجرى اتصالات بالاستخبارات الأمريكية والأمن القومي ليستعلم عن المعلومات وكانت النتيجة لديهم أن هناك خطر حرب في الشرق الأوسط ليست على وشك البدء''.
وقال اللواء طيار أركان حرب متقاعد محمد زكي عكاشة ''كل هذا كتبه هيكل وحدد وقته وفقا لتوقيتات الأحداث ومحاضر رسمية ومذكرات الأشخاص المشتركين في الوقائع ثم يأتي اليوم ويخبرنا ان اسرائيل عرفت قبلها ب36 ساعة وهو امر مناقض للغاية''.
وتابع ''أريد أن ادافع عن تاريخ مصر المحترم وحرب 73 وعندما يصفها هيكل بأنها مظاهرة فقط وليست ضربة جوية أولى فماذا نقول لأسر الشهداء''، واصفا ذلك بالاستهانة وتضليل بالتاريخ. واستشهد عكاشه بكتاب حرب اكتوبر للمشير عبدالغني الجمصي، والذي قال فيه ''إن الضربة الجوية الأولى بداية الحرب الأساسية ل73 ''.
واضاف ''من الواضح أن هيكل يعتمد على أن ذاكرة الناس ضعيفة، ففي كتابه عن الحرب يصف الاستعدادات الحازمة لما قبل الضربة الجوية الأولى في مقر قاعة الدفاع الجوي بعد بدء الإشارات ببلوغ الطائرات طريقها وانتهاء مهامها بنجاح فاق ما كان منتظر بعد ضرب مراكز قيادة وقواعد جوية إسرائيلية ليأتي اليوم ويكتب أنه تم ضرب مطار ومركز قيادة فقط وقال (عكاشة) ''يعني هنطلع 220 طيارة لنضرب مطار ومركز قيادة''.
وأوضح أن النائب العام حول بلاغ مجموعة من الطيارين للنيابة العسكرية، مطالبا بضرورة محاسبة هيكل على اقواله. وقال ''هيكل فاهم ان الضربة الجوية بتاعة مبارك ويريد التخلص منه والانتقام منه''.
وأكد عكاشة ''لن يكفينا الاعتذار من هيكل وعليه ان يبوس التراب لأصغر عسكري في حرب 73 وأن يعتذر علنا لان ما قاله اهانة لكل من شارك في حرب 73''.
وقال ''هيكل رجل صحفي وليس عيب أن يعرف الامور العسكرية وعلينا ان نحترم جميعا الشهداء والاعتذار لابد ان يكون واضح وصريح''.
واكد ان الضربة الجوية الأولي لم تكن صاحبة الفضل الأول في الحرب لكنها سيمفونية كل الأسلحة تشترك فيها. وقال ''انا لا ادافع فقط عن الطيارين بل أدافع عن نصر عسكري لمصر وليس مبارك لذا وقع في اكثر من خطأ وقت الحرب أهمها الضربة الجوية الثانية التي خرجت دون حماية جوية ادت لخسائر ضخمه''.
من جانبه قال عصام دراز المؤرخ العسكري في، مداخلة تليفونية، إنه مندهش من موقف هيكل فبسبب كراهيته للسادات حول حرب اكتوبر الى جريمة في العلام العربي والغربي رغم أنها معجزة مصرية ضربة جوية لا تنتمي إلى مبارك لأن أبطالها غير مبارك تماما''، مطالبا بمحاكمة هيكل ليس لشخصه لكن لتاريخ مصر الذي أهدره.
واشار عماد الدين حسين، مدير تحرير جريدة الشروق، إلى أن كلام هيكل لا يستطيع ان يعقب على اسلوبه لكن للاسف الكثير ساوى بين مبارك وسلاح الطيران. وقال حسين ''ما يقوله هيكل أن مبارك ليس له علاقة بالحرب؛ فالرجل يقول عن الضربة الجوية إن من قاموا بها محترمين ادوا دورهم بكفاءة لكن سلاح الطيران لم يكن دوره استثنائيا في الحرب فهو (هيكل) يحاول أن يضع ما حدث في اطاره كما ان هناك فارق بين ما فعله البواسل في الحرب وان يستغل ذلك لمصلحة سياسية هو الخطير''.
وقال محمود بدر، الصحفي بجريدة التحرير، إن الهجوم على هيكل جاء بأسلوب مغايرا ومتحفزا ضده، داعيا عكاشه إلى قراءة المقالة أكثر من مرة.
وقال بدر ''هيكل يريد إيصال رسالة أن الضربة الأولى لم تكن وحدها صاحبة الفضل في الحرب لكن كل مصري شارك في الحرب، كان يريد ان يقول أن مبارك صنع شرعية على المصريين بحجة الضربة الجوية الأولى''.