صرح اللواء طيار محمد زكى عكاشة أحد طيارى حرب أكتوبر، إن الرئيس السابق مبارك نسب لنفسه كل النصر في الحرب، وتعمد إقصاء كل من ساهموا فى وضع خطة الضربة الجوية، كما أكد عن عدم وجود دور له فى وضعها واقتصار دوره على الموافقة عليها، ووجه لمبارك اتهامات بارتكاب اخطاء فادحة في الضربة الجوية الثانية، فيما اعتبر أن حديث محمد حسنين هيكل عن الضربة الجوية يكشف عن دور خبيث يلعبه "هيكل"فى تاريخ مصر، بحسب تعبيره. ويقول عكاشه أن مبارك ارتكب خطأ فادحا في الضربة الجوية الثانية، حيث كان من المفروض أن يتم إسقاط قوات صاعقة خلف خطوط العدو فى الساعة الرابعة والنصف عصراً، لإعاقة القوات الإسرائيلية القادمة لمهاجمة قوات العبور، فخرجت الطائرات الهليكوبتر، التى تنقل الصاعقة دون حماية جوية من المقاتلات، فحدثت مذبحة فقد خلالها عدداً كبيراً من الطائرات. وأكد أن قرار الرئيس السابق "خاطئ" بكل المقاييس، فأى طائرات تحمل جنوداً طبيعى أن تكون معها حماية، وأى خريج طيران حديث يعرف ذلك جيداً. ويرى عكاشة أن الربط بين الضربة الجوية ومبارك ساعد فيه دور الإعلام، وقال "فمثلاً حرب أكتوبر تم اختصارها فى قرار السادات، وعندما جاء مبارك أصبحت الضربة هى السبب، ولو تولى الحكم رجل من الإذاعة، هيقولوا إن جودة إذاعة البيانات العسكرية هى سبب النصر، وتابع أن المحيطون بمبارك صوروا له ذلك، وأدخلوه فى ذهنه وأقنعوه به، ومحوا جهد 6 سنوات قام به 10 آلاف فرد بالقوات الجوية، جميعهم عملوا من أجل هذه الضربة. وحول امكانيات وقدرات مبارك كطيار، قال إن الرئيس السابق كان يتميز بقدرة عالية على العمل، لا يكل ولا يمل وكان يدير الكلية الجوية فى 4 مواقع، والعمل الإدارى الخاص بالطلبة، وهذه هي إمكاناته لا أكثر، ومن حظ هذا الوطن وجود أشخاص أكفاء حول مبارك، هم من خططوا ورتبوا لكل شىء، وأهل الكفاءة كانوا قادة الأسراب والألوية، ومن أبرز هؤلاء محمد شبانة وصلاح المناوى وعلاء بركات وفاروق عليش وتحسين صايمة، أما مبارك فلم يكن لديه أى فكر، غير إجادة العمل الشاق، وهذا ما دفعه لأن ينسب لنفسه النصر. وفي ذات السياق، وتعليقاً منه على حديث الكاتب محمد حسنين هيكل حول عدم وجود ضربة جوية، قال إن الضربة ليست هى حرب أكتوبر وحدها، فالحرب كانت معركة للأسلحة المشتركة، مؤكدا أن كلام هيكل عن عدم وجود ضربة جوية، غير دقيق ومختلق، وقد ذكر نقطة خطيرة هى أن إسرائيل عندما علمت بالحرب قبل 36 ساعة، أخلت مواقعها الأمامية وسحبت قواتها للخلف كأنها تمثيلية، وهذا إهانة للعسكرية المصرية وتزوير للتاريخ. ووجه عكاشة اتهاماً لهيكل أنه يقوم بدورا خبيثا فى كل المواقف المهمة فى تاريخ مصر، والدور الأكثر خبثاً كان فى 1967، فالمسائل كانت طبيعية حتى مايو 67، ولم يكن هناك توتر بيننا وبين إسرائيل، ومع حدوث ترتيب دولى بين أمريكا وروسيا وإسرائيل، لتوجيه ضربة قاصمة لمصر، كان لابد من حدوث أمر يسخن الأحداث، وحدثت المعركة الجوية بين سوريا وإسرائيل، وكان من الممكن وضعها فى حجمها الحقيقى، وفوجئنا بعبدالناصر يتخذ قرارات لها تأثير عال جداً، منها تعبئة القوات المسلحة وسحب قوات الطوارئ بالكامل من شرم الشيخ، وإغلاق المضايق، وهو يعلم جيداً أن هذا إعلان للحرب، والوحيد فى مصر الذى يستطيع إقناع ناصر بذلك هو هيكل لأن ناصر لم يكن يسمع لأحد آخر، ومقال هيكل قبل الحرب ب3 أيام كان يتحدث عن دحر وتدمير إسرائيل، وهو يعلم جيداً أوضاع وظروف الجيش المصرى. جائت تصريحات عكاشة بعد أقل من يومين من تقديم 45 طياراً ممن شاركوا فى حرب أكتوبر 1973، بلاغاً إلى النائب العام، ضد هيكل، اتهموه فيه بإهانة القوات المسلحة، بسبب تصريحات أدلى بها لجريدة الأهرام، وقال فيها إنه لم تكن هناك ضربة جوية فى الحرب، وإن ما حدث لا يخرج عن كونه مظاهرة جوية لإعادة الروح المعنوية للمقاتلين، واصفين التصريحات بأنها "كذب صريح ومحض افتراء"، وألحقت ضرراً بالمقاتلين وأسرهم وزملائهم وأبناء وأسر الشهداء وأدت إلى الحط من شأنهم.ش