أعلن وزير الخارجية محمد العرابى إعتراف مصر رسميا بجمهورية جنوب السودان ، وذلك لدى وصول الوفد المصرى المشارك فى إحتفالات إعلان الدولة فى جوبا. وقام الوفد المصرى المشارك فى الإحتفالات برئاسة الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء وبرفقته وزيرى الكهرباء والطاقة والخارجية بتسليم خطاب رسمى بالإعتراف بجمهورية جنوب السودان .
كما أكد الوفد المصرى حرص مصر على دعم وتعزيز العلاقات مع الأشقاء فى جنوب السودان ومواصلة الدور المصرى فى تقريب وجهات النظر بهدف تسوية المسائل العالقة بين شمال السودان وجنوبه ، وبما يؤمن علاقات جيدة ومستقرة بينهما فى مختلف أنحاء المنطقة.
وإلتقى محمد العرابى وزير الخارجية مع بان كى مون أمين عام الأممالمتحدة ، حيث أكد على إعتراف مصر بجمهورية جنوب السودان ، كما تناول معه سبل دعم العلاقات بين الشمال والجنوب وجهود تحقيق الإستقرار والتنمية فى مختلف أنحاء السودان ، واستعرض أوجه التعاون القائم بين مصر وجنوب السودان والتى تأتى فى إطار تدعيم التواجد المصرى فى القارة الأفريقية.
البشير على رأس المهنئين ويشمل برنامج الاحتفالات عروضاً عسكرية ومراسم رسمية سيتم خلالها رفع علم جنوب السودان كما سيوقع أول رئيس للبلاد سالفا كير على الدستور الموقت.
وستجري المراسم الاحتفالية قرب مدفن جون قرنق زعيم المتمردين الجنوبيين الذي توفي بعد أشهر قليلة من توقيع اتفاق السلام عام 2005 الذي وضع حداً لحرب استمرت أكثر من 50 عاماً بين المتمردين الجنوبيين والحكومات المتعاقبة في الخرطوم قطعتها مرحلة من الهدنة دامت بضع سنوات.
وفي البداية حاولت قوات الأمن السيطرة على الشوارع الترابية في جوبا عاصمة الجنوب ولكنها تراجعت أمام الحشود المبتهجة التي لوحت بالأعلام ورقصت وتغنت بالحرية.
ومع بزوغ الشمس تدفق الآلاف على موقع الاحتفال الذي يقام اليوم بمناسبة الاستقلال مما قد يسبب صداعاً للمسؤولين الحريصين على حماية الشخصيات البارزة التي تشارك في الاحتفال ومن بينها الرئيس السوداني عمر حسن البشير.
ونتيجة سنوات الحرب الطويلة تتراكم كميات كبيرة من الأسلحة في جنوب السودان.
وفي مؤشر محتمل على تحالفات جديدة في السودان تضمن الحشد نحو 200 من مؤيدي زعيم متمردي دارفور عبد الواحد النور الذي تقاتل قواته الخرطوم في تمرد اندلع قبل ثمانية اعوام على حدود جنوب السودان مع الشمال.
ووقف مؤيدو فصيل النور في جيش تحرير السودان ينشدون مرحبين ب"الدولة الجديدة" وهم يرتدون قمصانا قطنية تحمل صور زعيمهم وحمل أحدهم لافتة كتب عليها أن البشير مطلوب حيا أو ميتا.
وقادت الحركة المتمردين الذين قاتلوا الشمال حتى عام 2005 ويسيطرون الآن على الحكومة في الجنوب.
ودقت مجموعات تؤدي رقصات شعبية الطبول ولوحت بدروع وأشياء اخرى في جو احتفالي.
وقام قساوسة مسيحيون بمباركة مكان الاحتفال بوسط جوبا حيث يوجد تمثال ضخم يلفه علم قرب قبر بطل الحرب الأهلية في الجنوب جون قرنق.
وقال باجان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان لرويترز "اليوم نرفع علم جنوب السودان لننضم لدول العالم. إنه يوم نصر واحتفال".
وكانت حكومة السودان في الخرطوم أول بلد يعترف بالدولة الجديدة قبل ساعات من الانفصال الرسمي في خطوة مهدت الطريق لتقسيم السودان التي كانت حتى السبت أكبر بلد افريقي.
ولم يبدد الانفصال المخاوف من أي توتر في المستقبل. كما لم يتفق زعماء الشمال والجنوب بعد على قائمة من القضايا الحساسة ومن أهمها ترسيم الحدود بشكل دقيق وكيفية التعامل مع عائدات النفط شريان الحياة في اقتصاد البلدين.
وبعد حلول منتصف الليل فقدت جمهورية السودان نحو ثلاثة أرباع احتياطيات النفط الواقعة في الجنوب وتواجه المستقبل بحركات متمردة في دارفور واقليم جنوب كردفان.
وفي الخرطوم وقبيل الانفصال قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يرأس الشمال للصحفيين إنه سيحضر احتفالات الاستقلال في وقت لاحق من اليوم السبت في جوبا.
وقال البشير إنه يود أن يؤكد استعداد بلاده للعمل مع الجنوبيين ومساعدتهم في إقامة دولتهم حتى تصبح مستقرة وتحقق النمو.
ووجود البشير في الاحتفال رغم أنه ينم عن نوايا الشمال الحسنة إلا أنه يسبب إحراجاً لبعض الدبلوماسيين الغرببيين نظراً لأن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وأعرب محللون عن خشيتهم من العودة للحرب الأهلية إذا لم تحل الخلافات.
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الصحفيين في جوبا، الجمعة، أنه واثق في أن جنوب السودان سينضم قريبا للمنظمة الدولية.
وقال: "يبدأ جنوب السودان وجوده كدولة في مواجهة تحديات هائلة ولكنه يمتلك إمكانات كبيرة من موارد طبيعية ومساحات شاسعة من الأراضي القابلة للزارعة حيث يقطعه النيل الأبيض".
وصوّت مجلس الأمن الدولي الجمعة على تشكيل بعثة جديدة في جنوب السودان قوامها يصل لسبعة آلاف من قوات حفظ السلام.
وكان بان قد حث في وقت سابق في الخرطوم حكومة الشمال على السماح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالبقاء بعد انتهاء تفويضها الخاص بمراقبة الموقف في جنوب كردفان أكبر ولاية متبقية منتجة للنفط تتبع الشمال بالجنوب وفي بعض الأماكن الأخرى الساخنة.
وينتهي اليوم السبت تفويض قوة الأممالمتحدة التي نشرت عشرة آلاف فرد من قوات حفظ السلام في السودان لمراقبة اتفاق السلام المبرم في عام 2005.
ابن سلفاكير يشهر إسلامه من ناحية أخرى، أشهر أحد أبناء رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير إسلامه أمس من داخل المسجد الكبير بالخرطوم وسط تهليلات وتكبيرات عمت أرجاء المسجد.
وقال جون سلفا إنه جاء من الجنوب ليعلن إسلامه في الخرطوم داعيا والده إلى الإسلام .
ونقلت صحيفة "الانتباهة" السودانية الصادرة اليوم عن جون قوله "لقد أسلمت لأنني أريد الجنة وسأذهب إلى الجنوب وأعمل على نشر الإسلام هناك مع إخوتي المسلمين".
وتشير الصحيفة إلى أن جون هو أحد أبناء سلفاكير من زوجته الرابعة ، وقام بتغيير اسمه إلى محمد وهو متزوج ويعيش في منطقة "كيج" بجنوب السودان.
ومن المفارقات أن إعلان "جون" إسلامه جاء متزامنا مع الاحتفال بإعلان قيام "جمهورية جنوب السودان" وتولي والده رئاستها.