كشفت مصادر صحفية، أن رجل الأعمال المسيحي، نجيب ساويرس، يقوم بدعم لوجستى للمسيحيين المعتصمين أمام مبنى التليفزيون بماسبيرو، عبر إمدادهم بالأغذية والمشروبات ومتطلبات الحياة اليومية لهم، إلي جانب مكبرات الصوت المستخدمة في ترديد الهتافات وتجهيزات أخرى متمثلة في قافلة إسعاف وخيمة تحوي بطاطين ومستلزمات خاصة بالمبيت. ونقلت صحيفة "المصريون" الأليكترونية، عن مصادر أمنية تأكيداتها أنهم توصلوا إلى أن رجل الاعمال المسيحى البارز يدعم الاعتصام، من خلال إجراء تحريات في أوساط المعتصمين حول مصدر الأغذية والمشروبات، والتي تأتي بها عربات يتم تخزين حمولتها داخل خيم مخصصة ومن ثم يتم توزيعها بالمجان على المتظاهرين من خلال كشك بجانب تلك الخيمة، عن طريق إبراز شكل الصليب علي أيدي المتقدمين للتأكد من كونه مسيحي.
إلى ذلك، واصل المئات من المسيحيين أمس اعتصامهم لليوم الحادي عشر أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو"، مرددين شعارات ضد الحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والجماعات الإسلامية والسلفية، وسط انتشار عشرات السيارات المصفحة من قوات الأمن المركزي والعمليات الخاصة وسيارات القوات المسلحة والشرطة العسكرية تتقدمهم مصفحتان من سيارات مكافحة الشغب، فيما ينبئ بمواجهة محتملة بين قوات الأمن والمتظاهرين.
وأشارت "المصريون" إلى أن معتصمين أكدوا لها أن الحشود الأمنية الكثيفة تنذر باقتحام الاعتصام وفضه بالقوة الجبرية. وقال سامي بباوي، أحد المعتصمين: إن "هناك معلومات تتردد بين المتظاهرين تؤكد أن اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية حصل علي موافقة البابا شنودة بفض الاعتصام بالقوة الجبرية بعد أن رفضوا الانصياع لتعليماته بفض الاعتصام".
وكشفت المصادر، وفق الصحيفة ذاتها، أن قيادات بوزارة الداخلية، من بينها رئيس قطاع التخطيط والمتابعة، ومساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي تجري مفاوضات حاليا مع عدد من القساوسة والكهنة المعتصمين بماسبيرو من أجل فض الاعتصام، والوصول إلى حل لإنهاء الأزمة، وهي أحدث محاولة بعد إجراء سلسلة من المفاوضات منذ بدء الاعتصام في مطلع الأسبوع الماضي لم تنجم عن حلول نهائية، نظرا للتعنت الشديد من جانب القساوسة المعتصمين.
وأضافت المصادر أن المعتصمين لم يستجيبوا لنداءات الداخلية والجيش المستمرة بفتح الطريق حتى تعود حركة المرور بصورة طبيعة، بل قام بعض المسيحيين المعتصمين بتشكيل لجان شعبية منهم، رغم وجود كردون أمني يحيط المظاهرة بالكامل مكون من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، لتفتيش أي فرد يصل إلى تجمع المظاهرات، والقيام بمضايقة العاملين بمبنى الإذاعة والتليفزيون من خلال تفتيشهم بشكل دوري، على الرغم من علمهم بأنهم يعملون بالمبنى.
وتورطت تلك اللجان في التعدي على بعض المواطنين الذين حاولوا السير بشكل طبيعي بعرباتهم أو بشكل فردي والذين لم يسمحوا لهم بالقيام بتفتيشهم اعتراضا علي أسلوبهم، وقاموا أيضا بالتعدي علي عدد من الصحفيين ولم ينقذهم إلا تدخل عدد أفراد القوات المسلحة، وكان آخرها الاعتداء لمصور أحد برامج "التوك شو" الشهيرة بأحد الفضائيات وتكسير كاميراته وعظامه.
في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة، أن وفدا رفيع المستوى من مجلس "بيت العائلة المصرية" الذي تأسس بمبادرة من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر سيلتقي اليوم البابا شنودة الثالث بطريرك الإسكندرية والكرازة المرقسية بمقر الكاتدرائية بالعباسية، لمطالبته بالضغط على المسيحيين المعتصمين أمام مبنى التلفزيون بماسبيرو لفض اعتصامهم، خاصة وأن الكثير من مطالبهم تم تلبيتها، ومنعا لحدوث أي احتكاكات بين المعتصمين وسكان المناطق المجاورة المتضررين حدث في الأيام الماضية، وفق الصحيفة.
وكان "بيت العائلة المصرية" طالب بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة والمشددة ضد كل من يثبت تورطه في هذه الجرائم الإرهابية، سواء بالتحريض، أو المساعدة أو التنفيذ، وناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة عدم السماح بالتجمهر أمام دور العبادة وجميع مؤسساتها للمسلمين والمسيحيين أيًا كانت الذرائع وأيًا كانت الأغراض والمقاصد، بالإضافة إلى مطالبته لكافة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة عدم التسرع في بث أي شائعة قد تثير الفتنة، والامتناع عن نشر أي خبر قبل التثبت من صحته وخاصة فيما يتعلق بتغيير الديانة.
واستنكر الكاتب والمؤرخ المسيحي موريس عياد استمرار المسيحيين في تظاهرهم واعتصامهم أمام ماسبيرو لليوم الحادي عشر علي التوالي "على الرغم من صدور تعليمات كنسية واضحة وصريحة من البابا شنودة الثالث الذي طلب من المتظاهرين الأقباط فض الاعتصام"، مؤكدا أن استمرار الاعتصام بهذه الطريقة يخرج عن كونه احتجاجا وتعبيرا عن الرأي.
وحذر موريس من أن استمرار الاعتصام له عواقب شديدة الخطورة علي المسيحيين أنفسهم؛ أولها ضياع هيبة الكنيسة بتكسير التعليمات المقدسة الصادرة من رمز الكنيسة وهو البابا شنودة شخصيا الذي انتقد استمرار الاعتصام بهذه الطريقة غير الشرعية وغير القانونية.
وأضاف "كان ينبغي على (الثوار) الاستجابة السريعة لأوامر البابا شنودة، لأنه الأعلم بسياسة الحكومة وخطتها نحو حادث الإسكندرية. وطالب المتظاهرين الأقباط بسرعة الاستجابة لنداء البابا شنودة والتعليمات الكنسية".
وقال إن استمرار الاعتصام يعد تأليبا للرأي العام في مصر ضد المسيحيين وتشويه صورتهم بأنهم الفئة التي تعطل البلاد، وتعمل على تعطيل عجلة الإنتاج والتنمية، فضلا عن أن استمرار الاعتصام جعل العديد من ثوار 25 يناير يقومون بثورة مضادة للثورة المصرية لاستعادة النظام القديم.
وأكد أن استمرار الاعتصام قد يؤدي إلى نفور الملايين المؤيدة من المسلمين لمطالب المسيحيين والانقلاب عليهم والتحريض ضدهم وعدم الاستجابة لمطالبهم، خاصة وأننا في دولة تحكمها الأغلبية المسلمة. وحذر من أن استمرار الاعتصام يهدد حياة المسيحيين أنفسهم بالخطر كما سبق أن قام باستهدافهم عدد من البلطجية الذين أطلقوا عليهم النار من فوق كوبري أكتوبر.