تفاقمت أزمة نقص السولار فى معظم المحافظات، أمس، ودخلت مرحلة الاشتباكات، التى أسفرت عن سقوط أكثر من 27 مصاباً، فيما وافقت وزارة المالية على تخصيص 300 مليون دولار من الميزانية العامة للدولة، لتمويل استيراد السولار والبوتاجاز من الخارج. فى بنى سويف، أصيب 7 من سائقى السيارات الأجرة خلال مشاجرات استخدمت فيها الأسلحة البيضاء أمام محطة بنزين بمدينة بنى سويف، واقتحم سائقون محطة أخرى وأجبروا صاحبها على ضخ السولار لسياراتهم، وأصيب سائق يدعى سعيد محمد جمعة بطلق نارى خلال مشاجرة فى إهناسيا، وتوقف عدد كبير من مخابز المحافظة عن العمل بسبب الأزمة.
وفى الدقهلية، ازدحمت المحطات بطوابير السيارات والجرارات الزراعية، وأصيب 9 أفراد خلال مشاجرتين فى طريق المنصورةدمياط، وكفر عوض بمركز أجا، استخدمت فيهما السنج والشوم، وتعطلت الجرارات والآلات الزراعية عن العمل فى موسم حصاد القمح، وتجهيز الأرض لمحاصيل الأرز والذرة، كما نشبت مشاجرات فى 3 محطات بالمعصرة والسنبلاوين والمنزلة أسفرت عن 3 إصابات.
وفى دمياط، أصيب 7 خلال مشاجرات فى محطات الزرقا وكفر سعد، وتوقفت تقريباً حركة نقل البضائع. وشهد أغلب محطات القليوبية مشاجرات حول أولوية التزود بالوقود، وتوقفت خطوط نقل الركاب بسيارات الميكروباص، وقدم عدد من أصحاب المخابز بلاغات يتهمون فيها محطات البنزين بالابتزاز. وذكر مصدر أمنى فى بورسعيد أن كميات كبيرة من السولار يتم تهريبها للسفن الصغيرة فى الميناء.
وقال عاطف ملش، رئيس قطاع الموازنة بوزارة المالية، إن الوزارة أخطرت البنك المركزى، أمس، بضرورة تدبير 300 مليون دولار لهيئة البترول، لاستخدامها فى استيراد السولار والبوتاجاز. وذكر المهندس محمد شعيب، نائب رئيس هيئة البترول، أن أزمة نقص السولار ترجع إلى تهريبه للخارج.
وحذرت مصادر رفيعة المستوى بوزارة الزراعة من تأثير نقص السولار على كميات توريد القمح فى موسم الحصاد بسبب تأخر عمليات نقله إلى الشون والصوامع.
الحكومة تسابق الزمن من جانبها، دخلت الحكومة فى سباق مع الزمن لاحتواء أزمة نقص السولار فى موسم ذروة استهلاكه، خاصة داخل المحافظات التى تضم مساحات زراعية شاسعة.
وأعلنت وزارة المالية موافقتها على تخصيص 300 مليون دولار من الموازنة العامة للدولة بشكل عاجل لصالح الهيئة العامة للبترول، لتمويل شحنات السولار والبوتاجاز المستوردة من الخارج، على خلفية النقص من المعروض منها فى السوق.
كما أعلنت الوزارة أنها أخطرت البنك المركزى، الأحد، بضرورة التدبير العاجل للمبلغ، رغم أن هيئة البترول كانت قد طلبت مؤخرا تخصيص 600 مليون دولار لشراء منتجات بترولية ومواجهة الاحتياجات حتى نهاية يونيو المقبل.
يأتى هذا فى الوقت الذى تواصلت فيه أزمة السولار فى المحافظات، الأحد، وشهدت المحطات زحاماً شديداً، من سيارات النقل الثقيل والخفيف والجرارات الزراعية والميكروباص، ليتطور المشهد إلى وقوع مشادات ومشاجرات بين السائقين، تسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصا. وفى العاصمة تسببت الأزمة فى ارتباك حركة سير الميكروباصات على أعداد كبيرة من خطوطها العاملة فى المناطق الشعبية.
300 مليون دولار لاستيراد السولار والبوتاجاز كما وافقت وزارة المالية على تخصيص 300 مليون دولار من الموازنة العامة للدولة بشكل عاجل لصالح الهيئة العامة للبترول، لتمويل شحنات السولار والبوتاجاز المستوردة من الخارج، على خلفية النقص فى المعروض منها فى السوق.
وقال عاطف ملش، رئيس قطاع الموازنة العامة للدولة بوزارة المالية، إن الوزارة أخطرت البنك المركزى أمس بضرورة التدبير العاجل للمبلغ، لافتا إلى أن هيئة البترول كانت قد طلبت مؤخرا تخصيص 600 مليون دولار لشراء منتجات بترولية ومواجهة الاحتياجات حتى نهاية يونيو المقبل.
من جانبه، قال المهندس عبدالله غراب، وزير البترول، إن التعاون بين وزارتى المالية والبترول قائم لتوفير الموارد المالية اللازمة لاستيراد المنتجات البترولية للسوق المحلية، واصفا هذا التعاون بأنه الاكفأ منذ سنوات بين الوزارتين.
وأشار غراب فى تصريح خاص إلى أن المخصصات التى تحتاجها هيئة البترول شهريا تمثل محورا رئيسيا لأداء الهيئة دورها بكفاءة وسلاسة.
من ناحية أخرى، قال المهندس محمد شعيب، نائب رئيس هيئة البترول، إن الهيئة لم تقلل حصص المحافظات من السولار، مشيراً إلى أن أزمة نقص السولار التى ظهرت بعدد من المحافظات جاءت بسبب تهريبه للخارج.
وأوضح شعيب أنه بمجرد دخول شهر مايو قامت الهيئة بزيادة كميات السولار المطروحة بنحو 4% ثم أعقبتها زيادة أخرى ب 6% لمواجهة أى طلب إضافى ينجم عن بدء موسم الحصاد فى المناطق الزراعية.
وأكد أن حرس الحدود ضبط أمس الأول 3 قوارب صيد تنقل كميات من السولار المهرب لبواخر سورية وأجنبية فى عرض البحر.
وأضاف نائب رئيس هيئة البترول، أن هؤلاء المهربين يشترون لتر السولار بجنيه ويبعونه بدولار وأكثر حسب الموسم للمهربين ، دون إدراك للمشكلة التى تظهر فى السوق مع نقص المعروض والخسائر التى تتعرض لها الدولة من وراء عمليات التهريب.
ولفت إلى أن سعر طن السولار عالميا تجاوز ال1000 دولار للطن، وتصل إجمالى تكلفة استيراده على الهيئة إلى 6600 جنيه للطن، بينما يتم دعمه وبيعه بالسوق المحلية ب 900 جنيه للطن
خلا أغلب محطات الوقود فى محافظة القاهرة من السولار، بينما تكدس عدد كبير من عربات النقل الثقيل والميكروباص أمام المحطات التى توافر بها السولار.
واشتكى سامح رأفت، سائق ميكروباص، من خلو جميع المحطات من السولار، مؤكدا أنه حتى فى المحطات التى لايزال لديها وقود يشترط العامل على السائق دفع 5 جنيهات، مقابل تزويد العربة بالوقود.
وقال رأفت إن العديد من المحطات يمنح 20 لتراً فقط لكل سيارة، وهى لا تكفى ما يحتاجه السائق طوال اليوم.
عماد محمد، سائق ميكروباص، أشار إلى أنه سيضطر إلى زيادة تعريفة الركوب، بسبب نقص السولار فى السوق.
وأكد محمد سامح، سائق نقل، أن طابور السولار قد يصل ساعة، حتى يستطيع السائق تزويد السيارة بالوقود، وهو ما يؤدى إلى مشكلات ومشاحنات عديدة بين الركاب والسائق، بسبب تعطيلهم عن أعمالهم لعدم وجود سولار.
الأزمة نفسها يواجهها اصطفانوس سليمان، سائق بشركة سياحة بالقاهرة، حيث أكد أن الأزمة ألقت بظلالها على نشاط شركته، مشيرا إلى أن عدداً كبيراً من السائحين من المفترض نقلهم من مطار القاهرة إلى الإسكندرية، لكن لا يوجد سولار فى محافظة القاهرة يمكنه من ذلك.
فى منطقة الوايلى، لم يختلف الأمر كثيرا، حيث أكد محمد كامل الغرباوى، العامل بمحطة شل، أن الأزمة على مستوى الجمهورية، وتعجب من حدوثها فى شهر مايو قائلا "عادة ما نواجه أزمات فى السولار فى شهر يوليو وأغسطس، وهى أوقات صيانة معامل التكرير بهيئة البترول، لكن حدوثها فى هذا التوقيت من العام أمر غريب".