قال تقييم لوكالة "رويترز" للمخاطر الرئيسية التي ينبغي مراقبتها في العام 2011 إن استحقاق الخلافة في مصر والسعودية وما يشوبه من عدم استقرار وصراعات محتملة قد يكون مصدرا للتوتر في المنطقة، بسبب كبر سن الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وبينما لاحظ ان مبارك ترك المصريين يخمنون حول خليفته، خلص التقييم الى القول "طبقا للقواعد الحالية أصبح من شبه المستحيل على أحد الترشح في الانتخابات دون مساندة من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. لذلك فمن المرجح أن يجري اختيار أي زعيم جديد خلف الأبواب المغلقة وليس من خلال الانتخابات". ولم يستبعد التقييم الذي شمل دولا اخرى كايران والعراق واليمن، ان يحاول الرئيس مبارك فرض نجله جمال كخليفة له، الا انه اشار الى افتقاره للخلفية العسكرية كعائق محتمل.
واعتبر ان اهم المخاطر المحتملة في مصر هي:
- صحة مبارك قبل انتخابات الرئاسة في 2011.
- أي اضطرابات شعبية بسبب تكلفة المعيشة.
- أي مؤشر على وحدة الصف بين الإخوان والأحزاب المعارضة الأخرى.
وبينما يشير نشاط الرئيس المصري مؤخرا الى "بعض التحسن في صحته"، الا انه لم يصدر اي بيان طبي منذ عودته لمصر بعد جراحة خضع لها في المانيا وتم خلالها "استئصال ورم حميد من الاثني عشر"، حسب طبيبه.
مبارك الحليف الثابت وفى الشأن ذاته، قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، نقلا عن برقيات نشرها موقع ويكليكس، إن الإستقرار الداخلي في مصر "هش"، فالرئيس مبارك "معتل الصحة"، ولا يوجد على الساحة خليفة واضح له، كما أن النظام يواجه معارضة إسلامية شعبية، و إرتفاع الأسعار، واستياء من الأوضاع الإقتصادية، وأزمة مياه محتملة مع دول حوض النيل، وفيضان محتمل من اللاجئين قد ينبثق من الاستفتاء المقبل في السودان.
ونقلت عن اللواء محمد قدري سعيد، مستشار الشئون العسكرية في مركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية، أن مصر، نظراً لموقفها الإقليمي، لا يمكنها التغاضي عن مصادر عدم الاستقرار في المنطقة، قائلاً "لا يمكننا تجاهل الصورة الكبيرة، فنحن نحتاج طائرات، وسفن حديثة، و صواريخ"، مشيراً إلى ان أولويات مصر العسكرية تكمن في الصراع العربي الصهيوني، و إيران، و الحدود مع السودان، بحسب المجلة.
إلا أن المسئولين الأمريكين إعترفوا بوجود قدر من التعاون عندما يتعلق الأمر بالاستخبارات، بحسب المجلة. حيث تصف سكوبي مصر، في برقيتها، بالحليف الثابت في الحرب العالمية على الإرهاب و تشير إلى وجود تعاون وثيق على نطاق واسع في القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب و تطبيق القانون. وقالت في برقية أخرى عام 2010، بأن قيام مصر ببناء جدار على الحدود البرية مع قطاع غزة هو خطوة صحيحة في الطريق لمكافحة تدفق الأسلحة لحركة حماس، ولكنها اعتبرت أن هذه الجهود بدون وجود قوة عسكرية لمواجهة التهديدات غير كافية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدولة الصهيونية قلقة من تسليح الجيش المصري، ونقلت احدى البرقيات من تل أبيب عن عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب الصهيونية، قوله "الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع محمد طنطاوي لا يزال مستمراً في التدرب و كأن إسرائيل هي عدو مصر الوحيد"، ووصف السلام بين مصر والدولة الصهيونية بأنه "هزيل و سطحي للغاية".
واختتمت المجلة قائلة أنه على الرغم من خيبة الأمل الأمريكية إلا ان الولاياتالمتحدة تحتاج للتعاون مع الحكومة المصرية من أجل عرض قوتها في المنطقة والحفاظ على وصولها لقناة السويس، مؤكدة على أن الولاياتالمتحدة غير مستعدة لإضعاف حكومة مبارك إذا كان البديل هو نظام أقل ودية. سلام مع الأنظمة فقط ووصفت وثيقة جديدة سربها موقع "ويكيليكس"، صدرت عن السفارة الأمريكية فى تل أبيب نهاية 2009، العلاقات بين الدولة الصهيونية وجيرانها بأنها محل نزاع، وقالت البرقية إن المتفائلين من الصهاينة بالعلاقات مع مصر والأردن يعترفون بأن تل أبيب تتمتع بالسلام بين النظام فى الدولتين، لكن ليس مع الشعبين المصرى والأردنى.
وأضافت الوثيقة أن معارضة الصهاينة لبيع أسلحة حديثة إلى بعض دول المنطقة خاصة السعودية، ينبع من منظور "أسوأ السيناريوهات"، وهو أن تقع الدول المعتدلة مثل مصر والأردن والسعودية ضحية محتملة لتغيير الأنظمة، وأن تستأنف عداءها مجدداً للدولة الصهيونية.
حملة جمال ومباركة والده! من جانبها، أعدت مجلة "فورين بوليسي" قائمة بالانتخابات الأجدر بالمراقبة التي ستشهدها عدة دول حول العالم في العام القادم 2011، حيث ضمت القائمة 10 دول حول العالم ستشهد انتخابات تتنوع بين البرلمانية والرئاسية أو الاثنين معاً، إلى جانب استفتاء السودان المقرر في التاسع من الشهر القادم.
وجاء ترتيب مصر التي من المقرر أن تشهد انتخابات رئاسية في سبتمبر العام القادم في القائمة في المركز السابع، حيث تم ترتيب الدول التي ستشهد انتخابات في 2011 ترتيبا زمنيا بدءا من شهر يناير وحتى ديسمبر.
ومن المقرر أن يشهد السودان استفتاء مهماً سيحدد مصير جنوبه بالانفصال عن الشمال من عدمه، وقالت المجلة إن المحللين يتوقعون أن يتسبب ذلك الاستفتاء في فوضى كبيرة في السودان في ظل وجود قضايا معقدة مثل الحدود والثروة البترولية في جنوب السودان.
كذلك تشهد كل من نيجيريا والأرجنتين انتخابات رئاسية، بينما تشهد كل من تركيا وآيرلندا وزيمبابوي وبولندا وروسيا انتخابات برلمانية مهمة في 2011، بينما تشهد هايتي انتخابات برلمانية ورئاسية في وقت واحد.
وفي الجزء الذي يشرح أهمية الإنتخابات الرئاسية المصرية القادمة، قالت المجلة إن الرئيس مبارك يسيطر على مقعد الرئاسة المصري لمدة بلغت حوالي ثلاثة عقود، ومع بلوغ الرئيس سن 82 يبدو أنه لا ينوي ترك الكرسي.
وأشارت إلى أن الكثير من المراقبين والمحللين يتوقعون أن يخوض مبارك انتخابات الرئاسة القادمة المقررة في سبتمبر 2011 على الرغم من المخاوف المتعلقة بحالته الصحية مع بلوغه تلك السن المتقدمة.
وأضافت المجلة في عرضها للانتخابات المصرية بالقول إن مبارك يحكم مصر منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981. وفي 2005 أعيد انتخابه فيما وصف بأنه أول انتخابات رئاسة تعددية في مصر، وهي الانتخابات التي لاحقتها اتهامات التزوير، إلى جانب منع أكبر تيار معارضة في مصر وهو جماعة الاخوان المسلمين من تقديم مرشح في تلك الانتخابات.
كذلك فان الانتخابات البرلمانية التي أجريت مؤخراً قد شابها التزوير، كما أنها شهدت مقاطعة أبرز زعماء المعارضة بما فيهم الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي دعا إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية أيضاً.
وتابعت "فورين بوليسي" أنه في غياب معارضة حقيقية جديرة بالثقة، تتجه الأنظار إلى عائلة مبارك نفسه عند البحث عن مرشح محتمل في الإنتخابات القادمة، وعلى الرغم من تأكيد أحد المسئولين الكبار في الحزب "الوطني" الحاكم أن الرئيس مبارك سيخوض انتخابات سبتمبر إذا لم ير هو غير ذلك، إلا أن جمال مبارك الذي يبرز اسمه كمرشح محتمل في انتخابات الرئاسة قد بدأ بالفعل حملة شعبية كبيرة لتأييده رئيسا لمصر، وهو ما يتم "بمباركة والده بالطبع". ولكن إذا خاض الرئيس الانتخابات بنفسه وفاز بالرئاسة مجددا سيصبح السؤال الحقيقي هو "هل يجب على من يصل للحكم البقاء في كرسيه حتى الموت؟" الإجابة، على الأقل حتى الآن، ليست واضحة.