رفضت لجنة مبادرة السلام العربية الأربعاء عودة المفاوضين الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات مع الصهاينة إلا بعد تقديم عرض جاد يوضح مرجعيات التفاوض وأسسه. وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بعد انتهاء اجتماع اللجنة انها قررت "عدم استئناف المفاوضات وان يكون ذلك رهنا بتلقي عرض جاد لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وفقا لمرجعيات عملية السلام".
وأضاف موسى ان القرار الذي اتخذته اللجنة يتضمن أيضا بنودا تدعو للذهاب الى مجلس الأمن لعرض موضوع المستوطنات وطلب وقفها.
بدوره قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان العرب سيتوجهون الى مجلس الأمن حتى لو كانت الولاياتالمتحدة ستستخدم حق الفيتو ضد أي قرار يمكن ان يصدر عن المجلس.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ان اللجنة أصدرت بيانا عقب اجتماعها الليلة الماضية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكدت فيه أنه لن يتم استئناف المفاوضات مع الجانب الصهيوني إلا بعد تقديم عرض جاد من الولاياتالمتحدة توضح فيه المرجعيات والأسس التي يتم على أساسها التفاوض.
وأضاف أبو ردينة ان البيان "يحمّل إسرائيل مسئولية تعثر عملية السلام ويطالب بالتحضير للذهاب الى مجلس الأمن الدولي".
وكان الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني شدد على ضرورة التوجه لمجلس الأمن في حالة فشل المفاوضات، وذلك من أجل تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود العام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.
وقال الشيخ حمد في كلمة في الجلسة الافتتاحية لاجتماع لجنة مبادرة السلام مساء الأربعاء إن "هذه الخطوة (التوجه لمجلس الأمن) ليست سابقة للأوان خاصة في حالة ثبوت فشل عملية التفاوض لأن عدم اتخاذها في هذه الحالة سيعني القضاء على مفهوم الدولتين"، مشيرا إلى أن الأوساط الرسمية الأمريكية أعلنت معارضتها لهذه الخطوة. وأضاف "علينا أن نستمر في تأكيدنا أن السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين هو خيارنا".
وقال الشيخ حمد انه "لا يمكن للجنة المتابعة العربية أن تغطي العودة إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة في هذه الظروف إلا بعد تقييم الموقف في ضوء ما يبلغنا به الجانب الفلسطيني". وتابع قائلا "علينا أن نؤكد بقوة على المسئولية والدور الأمريكي في عملية السلام على أساس نفس المنطلق الذي أكده الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن يتحمل الجميع المسؤولية المترتبة على دورهم".
وأضاف "علينا أن نؤكد بشكل قوي للإدارة الأمريكية ضرورة رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة فورا".
وسبق اجتماع لجنة متابعة السلام العربية اجتماع تشاوري لبعض الوزراء شارك فيه كل من الرئيس عباس والشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير الشئون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وكان ميتشل اجتمع أثناء زيارة قصيرة للقاهرة امس مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك، وموسى، ورئيس الوزراء القطري. ويغيب عن اجتماعات اللجنة وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
روس فى تل أبيب من ناحية أخرى، اكدت مصادر صهيونية الاربعاء ان دنيس روس السياسي الامريكي المخضرم وصل تل أبيب في زيارة سرية بتكليف من الرئيس الامريكي باراك اوباما لبحث قضايا امنية مع قادة الجيش الصهيوني والاجهزة الامنية الاخرى.
وجاءت زيارة روس لتل لأبيب عقب زيارة المبعوث الامريكي جورج ميتشل للمنطقة بهدف تحريك المفاوضات المتوقفة بين الفلسطينيين والصهاينة بسبب اصرار الاخيرة على مواصلة الاستيطان.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية الاربعاء ان روس وصل الليلة قبل الماضية الى تل أبيب لإجراء لقاءات سرية مع رؤساء الدوائر الامنية الصهيونية.
واضافت الصحيفة ان روس الذي يعتبر أحد مصممي السياسة الخارجية الامريكية وصل الى المنطقة بتكليف من اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للوقوف عن كثب على الاحتياجات الامنية الصهيونية في المفاوضات مع الفلسطينيين حول الحل الدائم للصراع في المنطقة.
وسيعقد روس لهذا الغرض سلسلة اجتماعات مع رئيس اركان الجيش الصهيوني جابي أشكنازي ورئيس جهاز الشاباك يوفال ديسكين وضباط كبار في هيئة الاستخبارات العسكرية.
وتقول الصحيفة إن زيارة روس أحيطت بجدار من السرية والكتمان وان الطرفين سيحاولان خلال الزيارة بلورة "الخطوط الحمراء" الصهيونية ومناقشة الترتيبات الامنية للمدى البعيد التي تسعى تل أبيب للتوصل اليها مع واشنطن والتي سترافق اي اتفاق سلام مستقبلا مع الفلسطينيين.