كشفت مصادر صحفية صهيونية ان رئيس جهاز الموساد، الجنرال في الاحتياط مائير داجان، احبط مؤخرا مبادرة لاجراء تحقيق من قبل جهات خارج الموساد في قضية امنية حساسة ومربكة، وقعت خلال هذا العام وتتعلق بعمل الموساد. جدير بالذكر ان الرقابة العسكرية في الدولة العبرية منعت التلفزيون الصهيوني من نشر ايّ تفاصيل عن هذه القضية، متذرعة كعادتها بانّ النشر سيؤدي الى المس بأمن الدولة الصهيونية.
جدير بالذكر انّ الرقابة العسكرية الصهيونية تعمل بوتيرة عالية، ودولة الصهاينة هي الدولة الوحيدة في العالم التى تزعم الديمقراطية، التي ما زالت تعمل وفق انظمة الطوارئ منذ عهد الانتداب البريطاني في فلسطين، وفي مقدمتها الرقابة العسكرية التي لها القول الفصل في كل ما يتعلق بنشر قصص او تقارير تتعلق بأمن الدولة الصهيونية.
وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" قد كشفت مؤخرا النقاب عن ان نتنياهو قرر استبدال داجان، على خلفية الحرج المتصاعد لتل أبيب في قضية تزوير جوازات سفر اوروبية استخدمها اعضاء خلية اغتيال المبحوح، واخفاق الموساد في تزويد معلومات حول استعدادات مجموعة من النشطاء الذين كانوا على متن سفينة (مرمرة)، التي تجمع فيها الغالبية العظمى من المشاركين في الاسطول، لمقاومة سيطرة قوات الكوماندوز البحري على السفينة، ومقتل تسعة نشطاء واصابة العشرات بجروح.
وكشف المحلل العسكري للقناة الصهيونية الاولى، وهي القناة الرسمية في الدولة الصهيونية، يؤاف ليمور، كشف النقاب عن انّ داجان افشل مبادرة لاطراف سياسية لاجراء تحقيق في قضية حساسة دون الاشارة الى طبيعة القضية، مكتفيا بالقول انّ دغان احبط نية تقصي الحقائق حول القضية، اذ كان من المفترض ان يخضع دغان نفسه ايضا للتحقيق.
في نفس السياق، قالت الاذاعة الصهيونية الرسمية باللغة العبرية (ريشيت بيت) انّه لا يمكن الخوض في تفاصيل القضية لاسباب امنية، ويحتمل بحسب مراجع امنية ان يكون لها علاقة بنيّة استبدال رئيس الموساد قريبا.
وتحدثت مصادر اعلامية صهيونية عن توتر وفترة حساسة على خلفية ما اسمته المصادر الامنية في تل ابيب بحشر الانوف، في السباق الراهن الدائر حول خلافة دغان في رئاسة الموساد، وتبدو الكرة الان في ملعب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يخضع الموساد مباشرة لإمرته، علما بانه على المام تام في تفاصيل القضية المذكورة، بحسب التقارير التي بثها التلفزيون الرسمي والاذاعة الرسمية في الدولة الصهيونية، مضافا الى ما ذُكر اعلاه، فقد نقلت الاذاعة عن مصادر سياسية وصفتها بالرفيعة جدا، استغرابها لعدم تقصي حقائق القضية، ولعدم فرض التحقيق في ذلك على الموساد لضمان عدم تكرار قضايا مماثلة مستقبلا.
ووصف ديوان رئيس الوزراء ما نشرته القناة الاولى بانه غير صحيح، فيما عقّبت مراجع في جهاز الموساد على ذلك بقولها "درجت العادة على عدم التطرق الى اي نشاط يتعلق بالموساد، ولن نفعل ذلك هذه المرة ايضا جريا على العادة المألوفة، على حد تعبير المصادر في الموساد".
ولم تتطرق التقارير الاعلامية في الدولة الصهيونية، لا من قريب ولا من بعيد، الى قرار رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، منذ عدة اشهر بعدم تمديد ولاية رئيس الموساد، مائير داجان، لسنة اضافية اخرى، علما انه عُيّن في منصبه في العام 2001، من قبل رئيس الوزراء الصهيوني الاسبق، ارييل شارون، الذي كانت تربطه بداجان علاقات صداقة قوية منذ السبعينيات من القرن الماضي عندما خدم داجان تحت امرة شارون في قطاع غزة، واسس وحدة الاغتيالات النخبوية (ريمون)، حيث كان شارون قائدًا للمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، والوحدة المذكورة كانت مسئولة عن فصل رؤوس مئات الفلسطينيين عن اجسادهم، متذرعة بانّهم قتلوا في المعركة التي اعلنها شارون على ما سُمي بالارهاب الفلسطيني في قطاع غزة الذي كان انذاك تحت الاحتلال الصهيوني.
وبحسب المصادر الصهيونية، فانّ الجنرال عاموس يدلين، قائد شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الصهيوني (امان)، والذي ستنتهي ولايته قريبا، هو من ابرز المرشحين لخلافة داجان، الا ان مصادر امنية وسياسية اخرى، رجحت ان يتم تعيين خليفة لداجان من الموساد نفسه، لانّ تعيين القائد من خارج الجهاز، زادت المصادر عينها، قد يؤدي الى زعزعة كبيرة في الجهاز، كما انّه من غير المستبعد استقالة كبار الضباط من الجهاز على خلفية استجلاب قائد من خارج الجهاز، على حد قول المصادر.
يشار الى انّه في شهر يناير القادم، سيتم تعيين خليفة لرئيس هيئة الاركان العامة، جابي اشكنازي، وهو الجنرال يواف جالانت، كما انّ رئيس جهاز الامن العام (الشاباك الصهيوني)، يوفال ديسكين، سيُنهي خدمته في نفس الشهر، وحتى اليوم لم يُعلن عن اسم خليفته، وبطبيعة الحال الموساد الصهيوني، وقائد شعبة الاستخبارات العسكرية (امان)، وايضًا سيتم استبدال المفتش العام للشرطة، وبحسب صحيفة (هاآرتس) الصهيونية، فانّ استبدال جميع رؤساء الاجهزة الامنية دون التمديد لاحد منهم يجيء استعدادا لما تطلق عليه عام الحسم.
وقالت (هاآرتس) ان ثمة من يشكّون في ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الامن، ايهود باراك يفضلان اقصاء من قد يتحفظ على هجوم ضد ايران. وفي ما يتعلق بالشاباك فان مسألة استبدال رئيسه يوفال ديسكين تعتبر اسهل من مسألة استبدال رئيس اركان الجيش ورئيس الموساد، اذ ان ولاية ديسكين ستنتهي بعد سنة تقريبا، في مايو العام 2011، كما انّه عمل على اعداد خلف له من بين نوابه، واضاف اليهم قائمة قصيرة من المرشحين، ويرى ديسكين اهمية كبيرة بان يتولى رئاسة الشاباك مسئول من داخل الجهاز.